طوبى لهؤلاء الذين تلمع أعينهم فرحًا صبيحة يوم العيد، بينما نحن نتساءل منذ سنوات أين ذهبت بهجة العيد وفرحتنا به منذ الطفولة وحتى مرحلة الشباب والفتوة.
هل كبرنا أم أن العيد هو الذى أصبح أكبر من قدرتنا على الفرح- بالطبع أقصد أبناء جيلى- وحاولنا نصبر أنفسنا بذكرياتنا القديمة مع العيد وفرحته.. لكن هذا لم يعد مفيدًا اليوم لأن الأمر لا يحتاج طبيبًا نفسيًا يخبرنا أن الذكريات تبدو أحيانًا مثل علب الأغذية المحفوظة، لها فترة صلاحية، تفقد بعدها قيمتها حتى لو احتفظت بلونها، وهكذا بهتت ذكرياتنا بسبب المسؤوليات والقلق، فنحن هذا الجيل الذى تربى على مرحلة تاريخية وُلِد ليجدها أمرًا إجباريًا واقعًا، وفجأة دخل فى مرحلة أخرى مليئة بالاختيار فأربكت كل ما تربى عليه فذهب ليعتصم بالحنين والأمل، عمومًا يكفينا الحنين فهو أفضل بكثير من الاستسلام لقول المتنبى «لم يَترُك الدهرُ من قلبي ولا كبدى.. شيئًا تُتَيّمُهُ عينٌ ولا جِيد».