نشأ حزب الله اللبنانى فى ظل صراع لبنانى مع قوات الإحتلال الإسرائيلى ثمانينات القرن الماضى، معلنا مولد فصيل عسكرى مسلح يحمل راية المقاومة لإسرائيل، وبدعم مباشر من إيران وحرسها الثورى، الذى سخر كل امكانياته للحزب الجديد الذى يتخذ من مرشد الثورة الإيرانية مرجعية له.
تحرك حزب الله اللبنانى تحت غطاء المقاومة، ورفع راية مواجهة إسرائيل نصرة للقضية الفلسطينية وذلك لعدة سنوات، حتى تكشفت نوايا الحزب الحقيقة والمتمثلة فى تنفيذ المشروع الإيرانى الطائفى التوسعى فى المنطقة العربية، وبات حزب الله اليد الضاربة لطهران فى البلدين العربية، لتنفيذ مشروع "الحزام الشيعى" وتطويق بلدان الخليج بالمشروع الطائفى الأخطر على المنطقة، ويرفع الحزب المدعوم من إيران راية "المقاومة" ذريعة للتدخل فى الشئون الداخلية لدول المنطقة.
نصر الله مع بشار الاسد
ومع دخول الحرب فى سوريا مرحلة حاسمة كادت أن تطيح بقوات الجيش السورى والرئيس بشار الأسد، أعلن حزب الله تدخله فى سوريا، بذريعة محاربة الإرهاب وملاحقة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وفى مقدمتها تنظيم داعش الإرهابى، وهى الحجة التى يستخدمها الأمين العام للحزب حسن نصر الله لوضع مبررات لتواجد قوات حزب الله فى سوريا.
تكشفت نوايا حزب الله فى سوريا، وذلك بعقده لتفاهمات مع الحكومة القطرية لتهجير 4 قرى من الشيعة والسنة على أساس طائفى وهى "الفوعة – كفريا –مضايا – الزبدانى"، بحيث يتم نقل السنة لمناطق هيمنة الفصائل المسلحة، ونقل الشيعة لمناطق سيطرة حزب الله والجيش السورى، إضافة لتوسط حسن نصر الله بين الدوحة وفصيل شيعى، اختطف 26 صيادا فى العراق، وذلك بدفع فدية قدرها مليار دولار – صادرت الحكومة العراقية نصفها – لتحرير الإرهابيين، وعدد من البنود الخفية للصفقة التى هزت المنطقة، لتفاوض الحكومة القطرية مع الإرهابيين، بعيدا عن الحكومة العراقية لتحرير الصيادين.
ميليشيا حزب الله
وارتكب مقاتلو حزب الله فى سوريا جرائم بشعة ضد العرب والسنة فى عدد من المناطق، ما دفع الحكومة السورية للتدخل عدة مرات لإبعاد "الحزب الطائفى" عن مناطق المواطنين السنة، إضافة لتنكيل مقاتلى حزب الله بالقرى والمدن التى يقطنها السنة بمزاعم دعم تلك القرى والمدن لتنظيم داعش الإرهابى.
ومع إعلان الجيش اللبنانى عن عملية "فجر الجرود" لتحرير بعض الأراضى اللبنانية من قبضة تنظيم داعش الإرهابى، تحرك حزب الله اللبنانى وأمينه العام حسن نصر الله لتحقيق إنجاز يسجل لهم على حساب قوات الجيش اللبنانى، وفتح نصر الله اتصالات عبر وسطاء مع قادة تنظيم داعش المتواجدين فى لبنان، وأبرم معهم صفقة تقضى بنقل أسر وعائلات ومسلحى داعش من الأراضى اللبنانى إلى سوريا.
صفقة نصر الله مع تنظيم داعش الإرهابى أغضبت الحكومة العراقية التى أعلنت رفضها التام للتفاوض مع الإرهابيين فى أى عمليات عسكرية، وشدد المتحدث باسم الحكومة العراقية الدكتور سعد الحدينى، على رفض بغداد التام التفاوض مع الإرهابيين، ونقل مسلحى داعش إلى دير الزور والبوكمال على الحدود السورية – العراقية.
حاولت وسائل الإعلام الإيرانية، والتى تعمل لصالح أجندة حزب الله اللبنانى تبرير الصفقة، وبث مزاعم حول معرفة بغداد بالصفقة، وهو ما نفته الحكومة العراقية بشكل قاطع، ما دفع حزب الله اللبنانى للاشتباك مع المسئولين العراقيين، ونقل رسالة مفادها "حزب الله اتفق على نقل الإرهابيين إلى الأراضى السورية وليس العراقية".
نصر الله مع نجاد
ودافع الأمين العام لحزب الله اللبنانى المدعوم من إيران حسن نصر الله، عن مقاتلى تنظيم "داعش" الإرهابى الذين تم نقلهم من لبنان إلى سوريا، مؤكدا أن الطائرات الأمريكية تمنع الحافلات التى تنقل مسلحى التنظيم فى إطار اتفاقه مع الحزب.
وأضاف حزب الله فى بيان صادر عنه، أن الولايات المتحدة الأمريكية تمنع عائلات داعش التى غادرت منطقة سلطة الدولة السورية من التحرك، وتحاصرها وسط الصحراء، وتمنع أيضا أن يصل إليهم أحد ولو لتقديم المساعدات الإنسانية للعائلات والمرضى والجرحى وكبار السن.
ودافع حزب الله عن موقفه من الصفقة مع "داعش"، رغم أنهما عدوان مباشران كما يُفترض وفق انحيازات كل منهما ومواقفه، مؤكدا أن الدولة السورية وحزب الله قد وفيا بالتزامهما القاضى بعبور الحافلات من منطقة سلطة الحكومة السورية دون التعرض لهم، والجزء المتبقى من الحافلات، وعددها 6، ما زال داخل مناطق سلطة الحكومة، ويبقى فى دائرة العهدة والالتزام.
وأوضح الحزب فى بيانه، أن ما يعلل به الأمريكيون موقفهم من أنهم لا يريدون السماح لمسلحى داعش بالوصول لمنطقة دير الزور، ليأكدوا أنهم جديون فى محاربة داعش، يناقضه بالكامل مساعدتهم المعروفة هذه الأيام لأكثر من ألف مقاتل داعشى، خصوصا الأجانب، للهروب من مدينة "تلعفر" العراقية واللجوء للمناطق الكردية شمالى العراق، إضافة إلى شواهد كثيرة من هذا القبيل، على حد قوله.
نصر الله يقبل يد خامنئى
وأكد حزب الله، أن الهدف الأمريكى من هذا التصرف أمر آخر لا صلة له بمحاربة داعش، موضحا أنه حال تعرضت هذه الحافلات للقصف، سيؤدى ذلك قطعا إلى قتل المدنيين فيها من نساء وأطفال وكبار سن، أو تعرضهم للموت المحتم نتيجة الحصار المفروض عليهم ومنع وصول المساعدات لهم، والمسؤولية الكاملة عن هذا تقع على عاتق الأمريكيين وحدهم.
بدوره أكد قائد عمليات قادمون ياتلعفر الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، أن القوات العراقية خاضت معاركها ببسالة من دون أى اتفاق مع داعش، مؤكدا أن القوات العراقية دخلت المعركة وليس أمام العدو سوى خيار الاستسلام أو القتل، ولا يوجد في قاموس القوات العراقية كلمة الاتفاق أو التفاوض مع داعش، وسيستمر هذا النهج فى معاركنا المقبلة فى الحويجة وغيرها، وسنذهب هناك لقتل العدو ولا توجد اتفاقات مسبقة مع العدو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة