نادر «ابن عماد حمدى».. والدى كان رحالة قبل التمثيل ومخدتش منه إلا اسمه.. كان بيمثل 5 أفلام بالشهر وعمل بالفن من ورا جدى.. ويدخن 100 سيجارة يومياً.. وقلم «الخطايا» اتعاد 7 مرات وحليم أجز بعده أسبوعين راحة
يقتلنا الضحك بمجرد رؤيتهم على الشاشة الصغيرة فى أفلام الأبيض والأسود البسيطة النقية كأيامهم التى تمنى أبناء جيلنا أن يزوروها للعيش وسط هؤلاء العمالقة، إنهم نجوم الزمن الجميل يحاور «اليوم السابع» بعض أبنائهم ليفتحوا الصندوق الأسود الملىء بالذكريات الجميلة ويأخذونا فى رحلة إلى عالم من تربينا على فنهم الخالد.
تواصلنا مع المستشار ماضى توفيق الدقن لعمل حوار حول أسرار والده لنتفاجأ بأنه جمع كل ريحة الأحباب معاً فى جمعية تشمل أبناء الفنانين، وبدوره أدار مقابلاتنا بعدد من أبناء نخبة من النجوم، لنجد وسط حكاويهم نشوة الماضى بكل جميل به لنسرق معهم بعض الدقائق الرائعة لتعيننا على قسوة الحياة برتمها العملى الغالب عليه المادة، وإلى نص الحوارات:
بمكتب متواضع بوكالة أنباء الشرق الأوسط يقضى نادر عماد حمدى معظم يومه بعد أن رفض والده إدخاله عالم الفن خوفاً عليه من النجومية كما عرفنا أثناء حوارنا معه، الذى تحدث فيه عن أسرار حياة سفير السينما به، صاحب مقولة «يا نينه – وأنت مش ابنى أنت لقيط» الجمل الأشهر والتى رغم مرور السنوات ترددها الأجيال، ويتحدث نجل عماد حمدى، قائلاً: والدى كان شخصا مميزا فى زمن مميز، فجدى كان مهندسا وحاصلا على الماجستير والدكتوراه، وتزوج سيدة فرنسية، مما جعل والدى عاشقا للفن كما كان رحالة قبل التمثيل يصور الأماكن الشهيرة بكل بلد، كما أنه درس عزف البيانو لمدة 7 سنوات، وتعلم التمثيل من الممثلين الأمريكان، أما سر نجاحه فيرجعه إلى مواعيده المضبوطة ووجوده فى فترة اعتمدت السينما فيها على الأدب، ولكنه بدأ حياته كموظف حسابات فى استوديو مصر، ثم ترقى ليصبح مدير حسابات وبعد أن فقد الأمل فى التمثيل جاءت الفرصة له ليبدأ حياته الفنية بطلا فى فيلم السوق السوداء بمكافأة 250 جنيها، ثم توالت العروض عليه.
ويضحك نادر قائلاً: كل هذا ولم يخبر والده بأنه يمثل فهو تربى فى زمن سى السيد، وكان يخشى والده جداً، فكان لديه تسع أخوات وعندما يفتح والدهم الباب لا تجد أحد أمامه احتراماً له، وأنجبنى ولديه 40 سنة وانفصل عن والدتى وعمرى أربع سنوات، تزوج حينها من «ماما شادية» الفنانة الجميلة فتعرف عليها بقطار الرحمة، القطار المخصص من الفنانين لدعم الجيش المصرى، وكان فارق السن بينه وبين ماما شادية كبيراً، فهى كانت بنت 24 وهو كان لديه 45 عاما، ورغم ذلك والدتى كانت تقول لى: «الثورة خدت أبوك ومشيت بس هو هيلف وييجى يموت عندك».
ويتابع نادر، وبالفعل هذا ما حدث بالفعل فآخر 10 سنوات فى حياته كان يعيش معى وكنت أنا وأبنائى فى غرفة بجواره، فقد أصيب بشلل نصفى وشفاه الله منه، ونسيت تركه لى خلال السنوات الماضية وتعنته فى أن يصرف علىّ من باب العند فقط مع أمى، ومع ذلك تنازلت والدتى عن حكم المحكمة عليه بسداد 18 ألف جنيه نفقة لنا، وأضاف: رغم طلاق أبى من أمى وزواجه من شادية ونادية الجندى إلا أنها ظلت تحبه حتى آخر يوم فى حياتها فأسمت ابنى عماد على اسم بابا، فلم آخذ من ذلك الحب أو من عماد حمدى إلا اسمه، فالوحيدة التى وقفت بجواره كانت أمى، فحين تزوجته كان محمد عماد الموظف البسيط ولم يكن عماد حمدى نجم السينما.
ويكمل نادر حديثه عن زواجات أبيه قائلاً: أما نادية الجندى «فخدت منه كل حاجة ومسابتوش غير لما مينفعش تعصريه تانى»، ورغم ذلك فتربطنى علاقة جيدة بأخى هشام ابنها، وعندما أذكره تتخانق معى فعمره 55 عاماً، وعلاقته بابنى قوية جدًا، مضيفاً: فارق كبير بين زوجة أبى الثالثة وماما شادية، فعندما رأيت الفنانة الكبيرة شادية لأول مرة كان بعد طلاقها من والدى بفيلم «شىء من الخوف» وانحرجت أكلمها وبعد ذلك صادفتها فى أسوان وعندما علمت أنى ابن عماد حمدى حضنتنى وقالت لى تعالى نكلم ماما ومن وقتها كانت لى نعم الأم فوقفت بجانبى عند مرض زوجتى.
وعن الأعمال التى جمعت بين والده وشادية بعد الطلاق يوضح نادر، حلمى رفلة السبب فى عودة تمثيل أبى مع شادية بعد الانفصال فذهب إليه وقال له «الناس ذنبها إيه تتحرم منكم؟» وكان رد أبى عليه أن شادية قد ترفض، وعندما ذهب رفلة لماما شادية كان ردها مماثلا، ثم شارك بفيلم «ارحم حبى».
وأضاف: ظل والدى يلعب دور العاشق لدرجة أن فريد شوقى كان يقول «عماد حمدى حبيب تقيل أوى»، إلى أن أصبح سنه 52 عاماً، وجاء عاطف سالم وسأله «هتفضل حبيب لإمتى؟»، وأقنعه ببطولة فيلم «أم العروسة»، أما دوره فى فيلم الخطايا، فالمشهد الشهير لحظة ضربه لعبدالحليم حافظ بـ«القلم» وراءه ذكريات شيقة، فـ«القلم» تمت إعادته 7 مرات ولأن بابا كان رياضيا كان «القلم» شديدا على حليم فسقطت دمعته على جاكتة والدى، وأخذ العندليب إجازة أسبوعين بعدها، وكان والدى يضحك معه قائلاً: «اوعى حد يمثل معاك دور الأب غيرى لا يقولوا الراجل دا غير أبوه».
وتابع: أبى كان يمثل 5 أفلام فى الشهر ومن شدة إرهاقه فى أحد الأفلام كان يمثل أنه مسترخٍ على شيزلونج وعندما قالوا «321 أول مرة أكشن» وجدوه نائما والمخرج تركه حتى يستيقظ دون أن يزعجه، وكان يتناول 100 سيجارة يومياً، ولديه إسطبل به 35 حصان .
فتحى ابن الشاويش عطية
يروى قصة إفيه بررم. . أحمد رمزى تسبب فى إعادة المشهد 13 مرة
حكاية الزيجات الـ9 لوالده.. وتفاصيل 1820 يوما من المرض ومقاطعة إسماعيل ياسين له
هو أطيب شخص بوزارة الداخلية كما يطلق أبناء الجيل الجديد عليه، إنه رياض القصبجى والشهير بالشاويش عطية، الرجل الصعيدى الشهم الذى أضحك الأجيال بإفيهه الشهير «شغلتك على المدفع بررم»، وتحاور «اليوم السابع» ابنه الوحيد فتحى رياض القصبجى، ليسرد الجانب الإنسانى من حياة الشاويش عطية وذكريات اللحظات الأخيرة له.
ويقول فتحى رياض القصبجى، والدى كان يعمل بالسكة الحديد بصعيد مصر، ومع ذلك كان التمثيل والبوكس حياته فانضم لفريق تمثيل السكة الحديد، وكان يخطف الأوقات للنزول إلى القاهرة ليذهب إلى السينما، ومن شدة تعلقه بها طلب نقله وسكن مع شقيقته بالعباسية، مضيفاً: والدى كان يلعب فى أحد الأندية بشارع عماد الدين، ودخل بعض المخرجين عليهم أثناء المران فأشار المخرج إلى والدى واختاره للمشاركة فى فيلم «سلفنى 3 جنيه» مع على الكسار، من هنا بدأ الدخول إلى عالم الفن وانضم لفرقة الكسار المسرحية ومنها لفرقة إسماعيل ياسين.
أما عن قصته مع دور الشاويش عطية، فيقص فتحى: كان هناك تكليف من مجلس قيادة الثورة بتقديم أعمال فنية تجسد حال الجيش واندماجه مع الشعب، فبدأ والدى دور الشاويش عطية فى أول فيلم بسلسة أفلام الجيش التى لعب بطولتها إسماعيل ياسين، وهو إسماعيل ياسين فى الجيش، ومن هنا ارتبط فى مخيلة الجميع بالشاويش عطية.
ولأول مرة يروى نجل الشاويش عطية قصة الإفيه الشهير «شغلتك على المدفع بررم»، قائلاً: والدى كان معتاداً على التمثيل فى غرفته أمام المرآة ووالدتى كانت تدخل عليه فجأة فينزعج وفى إحدى المرات أثناء استعداده لدور الشاويش عطية، وعند قراءة جملة «شغلتك على المدفع إيه؟» دخلت عليه والدتى، وحدث خلاف طفيف بينهما، فتحدثت أثناء خروجها من الغرفة بكلمات غير مفهومة فقال لها «برطمى.. برطمى.. بررم».
وعاد إلى الجملة من جديد، شغلتك على المدفع إيه؟.. ليجد أن بررم مازالت تلازمه فأعجب بها، وعرضها على المخرج فطين عبدالوهاب الذى أعجب بها جداً، وقرر عدم إخبار أحد بها حتى إسماعيل ياسين إلا وقت التصوير، وبالفعل أبهرت الجميع لدرجة أنهم من كثرة ضحك الممثلين عليها، وتحديداً أحمد رمزى تم إعادة المشهد 13 مرة وفى الآخر قال المخرج «فركش»، ولم يجد مفرا من ضحك رمزى فصور المشهد وهو يضحك، وهذا طبع والدى فكان فى البيت «شربات».
وعن خروجات الشاويش عطية يقول نجله، نزهتنا الكبرى كانت الخميس من كل أسبوع فأول أسبوع بالشهر هى الخروجة الوحيدة المسموحة لوالدتى فكان والدى يأخذنا لحفلات الست أم كلثوم، أما كل خميس من باقى الشهر فكنا نتبادل زيارات أصدقاء الوالد من خارج الوسط الفنى، وكان والدى عاشقاً لركوب الحنطور لدرجة أنه كان يأمر سائق سيارته بأن يمشى ليتجول فى شوارع القاهرة بالحنطور.
ويتذكر فتحى لمة والده ونجوم الزمن الجميل على الفطير المشلتت والحمام من يد والدته والذى جلبته معها من دسوق، فيقول: كان والدى يعزم جميع المشاركين فى الفيلم القائم بتصويره، وكنت أجلس كطفل صغير لأرى الضحكة من القلب ولا مكان للنفاق، وكذلك كان الفنان الكبير فريد شوقى كثيراً ما يعزم الممثلين وفضله فوق دماغنا.
ويتحدث فتحى عن شخصية الشاويش عطية كرجل صعيدى يعشق الإنجاب، ورغم ذلك لم ينجب سوى ابن واحد، فيقول: والدى تزوج تسع مرات، ولكن لم ينجب سوى من والدتى لطمع الأخريات فيه، فكثيرات منهن تقربن منه ليدخلهن عالم الفن، والزيجة التى حدثنى والدى عنها وكنت متعجبا منها زواجه من فتاة عربية أثناء تصوير فيلم أمير الانتقام وشهادة فريد شوقى وأنور وجدى على عقد القران، وقدومها إلى مصر معه، والغريب فى الأمر طلاقها من أجل رغبتها فى الذهاب إلى السينما ومشاهدة أنور وجدى لشدة إعجابها به، وكان والدى صعيديا كثير الغيرة فانتهت العلاقة بينهما، أما والدتى فكانت صاحبة نصيب الأسد به فاستمرا معًا 20 عامًا انتهت بوفاته، أما أقصر زيجة فكانت أسبوعا من واحدة من كوبرى القبة.
وحكى فتحى تفاصيل 1820 يوما من مرض الشاويش عطية قائلاً: «بعد إصابة والدى بالشلل أثناء تمثيله أحد الأدوار مع الفنان فريد شوقى أكثر الناس وقوفاً بجانبه، فظل 1820 يومًا كل ما يسليه لعب الطاولة والحديث فى الذكريات معى، وأكثر ما يؤثر بى تذكرى له عند ذكر اسم إسماعيل ياسين أمامه، فكان يبكى لأنه لم يسأل عنه طوال فترة مرضه».
أحمد ابن عبدالمنعم مدبولى
والدى ترك دور ناظر مدرسة المشاغبين بعد لعبه لـ4 سنوات.. أغرب طقوس أبى مكنش يعرف يصحى وحد فى البيت نايم.. وشخصيته قوية بالمنزل على عكس المعروف عنه بالأفلام
أضحك القلوب وأبكاها فى آن واحد بفن صادق لمس المصريين، إنه الفنان القدير عبدالمنعم مدبولى، الذى يتحدث أحمد نجله المتحدث فى حوار من القلب عن شخصية والده عن قرب ليكشف ما لا يعرفه الكثيرون عن عبدالمنعم مدبولى الإنسان.
ويتحدث أحمد عبدالمنعم مدبولى عن شخصية والده فى المنزل، قائلاً: أبى كان يتسم بقوة الشخصية فى البيت وحازما جداً على عكس أدواره، فعندما يتواجد أبى فى المنزل كان الجميع يمشى على «طراطيف» أصابعه، ورغم ذلك حنيته لم يكن لها مثيل، وعاشق للبيت ولا يفضل الخروج، ومن أغرب طقوسه أنه كان معتادا على الاستيقاظ مبكراً وعندما يصحو لا يترك أحدا نائما فى المنزل، فيوقظ الجميع ويفطر أكلته المفضلة من البليلة بالعسل الأبيض أو الشعرية بالسكر ثم ينام هو بسلام.
ويتابع أحمد: ولو تحدثنا عن المصيف فالمصيف يعنى كتب لعبدالمنعم مدبولى، وعلى وجه التحديد الكتب التاريخية، فكان عاشقاً للتاريخ ودائم سرده لنا، وتحديداً الحديث عن الحياة أيام الاحتلال الإنجليزى، ولا متعة لديه تضاهى لعبه مع أحفاده، وما لا تعرفه الأغلبية العظمى عنه أنه كان موهوبا بالرسم، وأقام كثيرا من المعارض، كما أنه كان غاوى ترجمة ويستمتع بمشاهدة المصارعة الحرة.
وعن طقوس عبدالمنعم مدبولى للدور المعروض عليه، يقول نجله: كان والدى يدخل غرفته ويغلق على نفسه باب الغرفة ولا أحد يجرؤ على فتح الباب عليه، ورغم حب والدى للفن فإنه كان يبعدنا عنه بطريقة غير مباشرة، فكان خائفا علينا من الشهرة.
وعن أقرب الأدوار لشخصيته فى الواقع، يوضح أحمد عبدالمنعم مدبولى، أن دور والده بمسلسل بابا عبده هو الأقرب لشخصيته، ومن الناحية الإنسانية فدور الحفيد يجسد عبدالمنعم مدبولى فى التعامل بحب مع أحفاده، ومن الأدوار التى لم يكمل بها، واعترض عليها الدور الذى جسده حسن مصطفى بمدرسة المشاغبين، ومع ذلك لعبه لمدة أربع سنوات، وترك المسرحية للإطالة فى النص وانتقاد الجمهور لها فى ذلك الوقت، كما أنه أعاد كتابة نص أبنائى الأعزاء شكراً، وأتذكر جيداً دوره فى فيلم «إحنا بتوع الأتوبيس» وكيف حضر له بجلسات مطولة امتدت لشهر مع صديقه مصطفى أمين ليستمد منه خلاصة تجربته مع الاعتقال.
أما عن جملته الشهيرة «شيلو الميتين اللى تحت»، فيذكر أحمد أن هذا الإفيه الشهير جاء لعبدالمنعم مدبولى بعد عدة عروض أثناء تقديم المسرحية قبل تصويرها بفترة قليلة.
ومن المواقف التى لن ينساها أحمد لوالده، هى ما حدث مع عبدالمنعم مدبولى فى الحرم المكى أثناء تأدية فريضة الحج، حيث تجمع من حوله عشرات البشر، ومع الوقت تحول التجمع إلى المئات من شدة حب الجماهير له، وظن بعض الوفود الأجنبية عندما رأت التجمع أن أبى أحد أولياء الله الصالحين، وامتدوا فى طابور لينالوا البركة منه، وفشلنا فى تصحيح الفكرة، الأمر الذى اضطرنى إلى الاستعانة بالشرطة ليخرج أبى بسلام.
وبعينين يلمع الدمع بهما يقول أحمد: أبى أصيب بسرطان فى الكبد عام 1984، وظل يسافر لتلقى العلاج من الخارج كل ثلاثة أشهر لمدة 7 سنوات، ورغم انزعاجى من شهرته إلا أن حب الناس له ولفنه نعمة عظيمة أدركتها الآن، وأذكر جيداً آخر كلماته لى حين قال «احمدوا ربنا على اللى إنتو فيه ومتتبطروش على النعمة».
ماضى ابن توفيق الدقن
والدى رفض أن يكون ضابطًا حفاظًا على شعره.. شرير السينما المصرية كان حافظاً للقرآن ولا يحب مشاهدة أعماله أو الذهاب للسينما
هو أيقونة الشر بالسينما المصرية، فلا أحد ينسى دوره فى فيلم سر طاقية الإخفاء، إنه الباز أفندى فى ابن حميدو وصاحب الجملة الشهيرة «أحلى من الشرف مفيش» الفنان القدير توفيق الدقن، الذى زار «اليوم السابع» مكتب ابنه المستشار ماضى بوسط العاصمة ليكشف الوجه الآخر لأسطورة الشر فى السينما، ويسرد أطرف المواقف فى حياته». وبعيون ملؤها الفخر بدأ ماضى توفيق الدقن معنا حديثه عن والده، قائلاً، والدى أغلبية المصريين فاكرين إنه صعيدى رغم أنه منوفى أصيل، ولكنه اضطر للانتقال إلى المنيا لظروف عمل والده، وفى تلك الفترة عشق الملاكمة وكرة القدم، فكان «وينج ليفت» بنادى المنيا ومنتخب قبلى، وأثناء لعب نادى المنيا مع الزمالك أحرز والدى هدفا فى النادى الأبيض، فأعجبوا به، وطالبوا بانضمامه له.
واستكمل ماضى ضاحكاً، وبالفعل لعب والدى فى نادى الزمالك وكان حينها اسمه نادى فاروق، وتشريفاً للاعبيه لكونه نادى الملك كان يتم إلحاقهم بالكلية الحربية، إلا أن والدى رفض خوفاً من قص شعره وبالفعل ترك النادى الملكى، وانضم لنادى السكة الحديد وعمل بها مع الدراسة بالمعهد العالى لفن التمثيل، فدخل الفن والمليجى وزكى رستم وفريد شوقى وكبار النجوم يجيدون أدوار الشر، ومع ذلك وضع بصمته الخاصة فى السينما. وعن أعمال والده يوضح ماضى أن توفيق الدقن أول من لعب شخصيتين فى تاريخ التليفزيون بمسلسل بنت الحتة، كاشفاً عن أقرب الأدوار إلى شخصية والده الحقيقية قائلاً، الشيخ سيد فى مسرحية عائلة الدهرى الأقرب لوالدى لأنه غير من أسرته بعد وفاة والده وقضى عمره فى خدمة أسرته، كما فعل أبى فى الواقع.
ومن المواقف الإنسانية التى يتذكرها ماضى والتى قصها والده أن أحد الفنانين الكبار فى صغره طالبه المخرج بفيلم أدهم الشرقاوى بمسح عرق الدقن، وعندما تأخر ذلك الفنان صفعه المخرج بالقلم، لتنزل دموعه على خد توفيق الدقن أثناء مسحه العرق له فى غرفة الملابس، ولم يجد من والده سوى ردة فعل سريعة فأحضر المخرج وقام بصفعه أمام هذا الشاب.
ويقص ماضى طقوس والده اليومية، قائلاً: أبى كان عاشقا للقطط ولا يمكن أن أنسى منظره وهو عائد إلى المنزل وقطط وكلاب الدنيا كانت تستناه لحبها الشديد له وتعوده على شراء الطعام لها أثناء عودته من التصوير، فجميعها كانت تعرف صوت «كلاكس» سيارة أبى وتلتف حوله بوسط الشارع، مضيفاً: «من أندر المواقف التى لا يتوقعها أحد أهدت عمتى لوالدى «بغبغان» وأحبه والدى جداً لدرجة أنه كان يتركه خارج القفص الخاص به ليشعر بحريته فى المنزل، وبالفعل تركه فى إحدى المرات بعدة عشرة دامت لأكثر من 10 سنين، إلا أنه فضل الحرية على الحب، وطار ولم يعد مرة أخرى.
ويضحك ماضى بكل ما لديه من قوة، موضحاً: ومن كثرة حب والدى للبغبغان عمل نشرة فى الجرايد ومكافأة مالية لمن يجده قدرها ألف جنيه وقت أن كان للجنيه قيمة لأن البغبغان نادر وبيشرب كوكاكولا مع والدى، ومن الطريف فى الأمر أن قسم الظاهر والشرطة أيضاً كانت تبحث عن بغبغان الدقن، إلى أن قابلنى مأمور القسم وقال لى: «كل شوية بلاغ كاذب من حد إنه لقى البغبغان والقوات تتحرك على الفاضى».
وبالحديث عن أقرب الفنانين لقلب والده يقول ماضى، أبى كانت تربطه علاقة جيدة مع الجميع، ولكن على وجه التحديد الفنان الكبير فريد شوقى ومحمود المليجى كانا الأقرب له، ففى إحدى المرات محمود المليجى قال لوالدى ساخراً: خد الأدوار اللى أنت عايزها بس عمرك ما هتبقى محمود المليجى.. قال له والدى: بس هبقى توفيق الدقن، وكان يأخذنى له ويقول لى سترى جدك ويقصد بذلك المليجى لشدة تعلقه به وكانت كل أسراره معه.
ويذكر ماضى أن والده كان يعلق شماعة ملابس بسيارته يصف عليها البذل لينتقل من لوكيشن تصوير إلى آخر وهو مستعد إلى أن رآه المليجى قال له: «بدل إيه اللى معلقها أنت فى أفلام أبيض وأسود غير الكرافتة واعمل زيى هى بدلة وش أبيض والتانى أسود واقلبها وريح دماغك».
ويواصل ماضى: وكان والدى يحكى لنا عن ذكريات تصوير ابن حميدو وعادة أحمد رمزى فى السهر مع والدى وتحضير جدتى لهم القهوة باللبن ليتمكنا من السفر إلى العين السخنة، فكان والدى ينتظر رمزى وهو يقرأ القرآن، حيث كان من حفظته وهو طفل، كما لم يكن يحب الذهاب إلى السينما أو مشاهدة التليفزيون ولا حتى أعماله ويتعجب ممن يشاهد عملا دراميا، وهو يعرف أن الجميع يمثل به وهذه أشياء ليست حقيقية، فحقاً والدى كان له طباعه الخاصة رحمه الله ورحم جيل تعلمنا الحب والإخلاص على أيديهم، فمهما جاء من ممثلين لن يكون مثلهم فآخر كلماته لى «لم أترك لك شيئاً تخجل منه».
منال مجدي وهبة
منال ابنة مجدى وهبة
تروى أسرار هروبه مع ابنة أخى الملكة ناريمان.. تفاصيل الجواب المتسبب فى إمكانية قتله برصاصة طائشة.. الفنان اليتيم منذ الأيام الـ40 الأولى فى حياته والأب صاحب رصيد الأسد بالحنية
شرير، جان، اتسم بطابع خاص فى أدائه لأدوار الإجرام فى العديد من أعماله، ففرض شخصيته بنعومة فى عالم الفن، إنه الفنان مجدى وهبة، صاحب النظرة الواثقة والأدوار المنتقاه، وتتحدث نجلته الوحيدة منال عن الشخصية الأخرى لوالدها والتى لا يعرفها الجمهور، لتثبت أنه فارس الرومانسية عن جدارة، فتسرد مغامرة زواجه من والدتها والتى بدأت بكاسيت تمثيل وكادت أن تنتهى برصاصة.
وتتحدث منال وعيناها تترجم ما تحمله من حب لوالدها الراحل، قائلة: أنا ووالدى كنا أصحاب جداً وكثير من الناس لا يعرفون الوجه الآخر لمجدى وهبة فقد كان يتسم بخفة الدم ومن أشد الكارهين للنكد، فكنا نتعامل معا كالأطفال وتشهد علينا تربيزة السفرة التى عاصرت جرينا خلف بعضنا البعض وإلقاءنا للمخدات من باب اللعب، فقد كنت نتاجا لثمرة حبه لوالدتى بقصته الأسطورية التى تضاهى أفلام السينما، إن لم تكن فاقت الخيال.
وتواصل منال حديثها عن والدها: قبل أن أقص عليكِ تلك القصة الأسطورية دعينى أقل لكِ إن والدى كان كارها للقطط، ومن شدة تعلقى بها وافق على تربيتى قطة شريطة ألا تقترب منه فقد كان لديه فوبيا منها، وفى أحد الأيام كعادته أثناء قراءة نص فيلم جديد كان ينشغل عن الأرض ومن عليها ولا يشعر بما يدور حوله، لدرجة أن القطة نامت على رجله دون أن يدرى، وتوقعت حدوث كارثة عند اكتشافه ذلك، إلا أنها صعبت عليه وصمم أن يتركها نائمة ويتوقف عن الحركة حتى لا يزعجها رغم خوفه الشديد منها، ولكن حنيته عليا هى ما جعلته يفعل هذا، وبالفعل ترك القطة نائمة عليه لوقت طويل.
وتعود منال مرة أخرى لحديثها عن قصة الحب العنيفة التى ربطت بين والدها ووالدتها، موضحة: أمى كانت تميل إلى التمثيل وأبى حينها كان مخرجا مسرحيا، وفى أحد الاختبارات لتلقى ممثلين جدد قدمت والدتى به ليطلب والدى من جميع الفتيات ترك أرقامهن، وعندما أخذ رقم والدتى قال لها «أنا عملت الحركة دى عشان أوصل للرقم دا بس»، وقام بإلقاء الأرقام أمامها، ومن بعدها ظلا يتقابلان بجامعة القاهرة وشهدت كافتيريا الجامعة على قصة حبهما، الذى عانى الكثير منذ أن عرض والدى الزواج على والدتى، لأكثر من سبب أولهم أن عمة ماما الملكة ناريمان وأبى بالنسبة لجدى مشخصاتى لا يمكن أن يزوجه لابنته، كما تصادف طلاق فريد شوقى من هدى سلطان فزادت المشكلة وأصر جدى على رفض تلك الزيجة لاتهامه الوسط الفنى بالكامل بعدم الاستقرار الأسرى.
وتواصل منال حديثها، منفعلة مع قصة حب والديها: لدرجة أن جدى أجبر والدتى على الخطبة من رجل آخر، وكما يحدث فى الأفلام تماماً حضر والدى الخطوبة، وأصر أن يفسدها، ولكن والدتى تركت العريس ونزلت له، مؤكدة أنها لن تكون زوجة لرجل غيره، ولكن عليه أن ينصرف الآن كى لا تحدث مشكلة مع والدها، وبالفعل أخبرت العريس أنها مجبرة عليه وتحب رجلا آخر، وهو احترم ذلك وانسحب بهدوء وفسخ الخطبة، لتمر الأيام ومازال جدى رافضاً لزواج أبى من أمى إلى أن قررا الهروب معاً وتصادف ذلك يوم عيد الأم وتركت أمى جواباً لوالدها تخبره أنها تزوجت أبى، وهنا استشاط جدى غضباً وأخرج مسدسه وصمم على قتل والدى، إلا أن الجيران تدخلوا ومنعوه من فعل ذلك، واكتفى بمقاطعة والدتى لسنة كاملة إلى أن جئت إلى الحياة ومعى الصلح بعد تلك القطيعة، فكنت «وش خير من يومى»، ومن ساعتها وأمى حب حياة والدى فلم يحب امرأة غيرها.
وتوضح منال، أن والدها كان شخصية حساسة للغاية، فعندما كان ينشغل فى العمل ولا يرى والدته ليومين وتتصل به منزعجة كان يبكى، فهى المرأة الأولى فى حياته والتى وهبت حياتها له منذ أن كان طفلا، حيث مات والده وعمره 40 يوماً، ومنذ أن فتحت عينى وأنا أرى والدى يقبل دماغ جدتى امتناناً لفضلها عليه وحبه الكبير لها، وغمرنى بحنيته طوال عمره، فكنت بالجامعة ويجلسنى على رجله ويسرح لى شعرى ليثبت لى أن الرجل القوى قوى بحنيته وبحبه لمن حوله وتقديره لهم، رحمه الله وصبرنا على فراقه.
سلطان ابن محمود شكوكو
والدى دفن أباه فى الصباح وأحيا فرحا ليلا.. تعلم القراءة من لافتات.. وقدم استعراضا بزفاف حبيبة ابنه «نقطة»
ما من بيت إلا وأدخل الفرحة فى قلوب سكانه، بفنه الأصيل ورقصاته غير المبتذلة فهو خالد فى الذاكرة بجلبابه البلدى والحزام يحتضن خصره بشكل كوميدى جميل، ولا ننسى ميل طاقيته على أحد حاجبيه ليعلن وصلة من تحدى النكد وطرده بمنولوجاته الرائعة، إنه الفنان محمود شكوكو، وتحاور «اليوم السابع» نجله سلطان» ليبرز مدى قوة وإنسانية فنان أضحك أجيالا بأكملها بفنه الجميل، ويحكى أسرارا لأول مرة يكشفها لأحد فى سلسلة من المواقف التى لن ينساها لوالده.
فتجده بحركاته البهلوانية خفيفة الظل وضحكته البريئة ينتقل بين الحضور بجمعية أبناء فنانى مصر، لتستشف دون أن تتحدث معه أنه ابن الفنان الكبير محمود شكوكو، فهو خير مجسد لمقولة ابن الوز عوام فأخذ ملامحه وقبوله ممن حوله.
وبوجه طفولى برىء رغم تجاوزه الـ50 عاماً، يقول سلطان محمود شكوكو: والدى كان شديدا فى البيت، ولم يكن يسمح لأحد من الفنانين بزيارتنا، فوجوده معنا يعنى الهدوء من الجميع، ولكن طلباتنا كلها كانت مجابة، فكان صاحب شخصية قوية جدًا، أما خارج المنزل فهو شخص آخر، وكان يعاقبنا بالنظرة، بل يميتنا هذا العقاب.
ويتابع سلطان: ورغم شدة أبى معنا فإنه كان إنساناً من الدرجة الأولى وعلمنى أن أكون على قدر المسؤولية، فرأيت الدموع فى عينه للمرة الأولى عند موت جدى، حيث كان مرتبطا بفرح ما وبعد دفن والده أحيا الفرح بالليل، وعندما حدثه أهل العريس قال لهم: «إنتو مرتبطين بناس وزفة مقدرش أبوظ عليكم فرحتكم ولا أزعل المعازيم دى حياتى الشخصية ومالكوش ذنب فيها»، وفعلاً قدم واحدا من أجمل العروض فى حياته وهذا لشدة حبه للفن وحرصه على إسعاد الناس.
ويذكر سلطان أحد المواقف الذى تعلم من والده فيه الكثير، قائلاً، إجازتى فى المدرسة كانت يوم الأحد، وكنت معتادا على الذهاب إلى الأفراح مع والدى يوم السبت وأقوم بتلبيس الأراجوز، وفى مرة كان لدينا فرح فى شبرا ودخلنا فرحا آخر من باب الخطأ، وعندما علم والدى ذهبنا للحفل المقصود، ولكن تصادفت فقرة شكوكو مع البوفيه فلم يحظ بقبول شديد، الأمر الذى أغضبه وذهب من بعده للفرح الآخر وأحياه، ووضع أجر الفرح الأول للعريس والعروس فى مظروف كاتباً عليه «إهداء من محمود شكوكو إلى العروسين»، وعندما سألته عن السبب قال لى: «أنا لا أستحق هذا المال لأن الجمهور لم يرض عنى أما هؤلاء فهم من أسعدونى ولا تكثر عليهم الأموال لسعادتهم بى».
ويستمر سلطان فى الحديث عن الجانب الإنسانى لوالده: شكوكو من صنع اسمه بتعبه، وكان دائم العمل على نفسه فعلم نفسه بنفسه من لافتات الأطباء والإعلانات بالشوارع، فكان يوقف المارة ويسألهم عن اسم اللافتة ثم يرددها ويعود إليها بعد ذلك ليقرأها بمفرده، ثم أحضر المعلمين له فى المنزل، وعندما سافر إلى أوروبا تكلم بعض الجمل الإنجليزية والفرنساوية، وتحول من أمى إلى عاشق للقراءة فكان كل يوم بعد أداء النمرة الخاصة به فى الفرح يمر على بائع الجرائد ليشترى من الأخبار والأهرام والجمهورية، ولا ينام إلا بعد قراءتها بالكامل.
ومن المواقف الإنسانية التى أثبت فيها شكوكو قوة شخصية يذكر سلطان هذا الموقف، قائلاً: كنت مرتبطا بزميلتى فى الجامعة لمدة أربع سنوات، إلا أن والدها أجبرها على الزواج، وجاءت والدتها لأبى خوفاً من أن أخرب فرحها أو أظهر جواباتها لى وصورها المتبادلة بيننا، إلا أن أبى أحضر كل الصور والجوابات وولع فيها أمام الست وقلبى يحترق معها، ولم يكتفِ بذلك بل ذهب إلى الزفاف وأحيا الفرح كـ«نقطة» قائلا لأم الفتاة: «سلطان متربى تربية كويسة وطالع لأبوه».
وعن أكثر موقف تأثر به نجل شكوكو لرؤية والده يمر به، يقول فى حفل تخرجى طلب منى المسؤول عن الحفل تقديم الفقرة التى عرض والدى عليهم تقديمها احتفالاً بتخرج نجله، فقلت أقدم لكم بابا وبنظرى إلى الكواليس وجدت أبى فى حالة بكاء شديدة، ودخل المسرح بظهره، وبقى عدة دقائق يقدم العرض دون أن يرى أحد وجهه إلى أن قدم فقرة رائعة، وعندما سألته عن السبب قال: «بكيت لأنى شوفت ابنى فى الحتة اللى مقدرتش أوصلها».
ويختتم سلطان حديثه مترحماً على والده: رحم الله ذلك الرجل الذى علمنى الحياة بحكمة، فكان يقول لى: لا تكذب إذا كذبت قابل ما بعد ذلك من أخطاء، متابعاً: أما حديثه عن الأكل فكان له فلسفة خاصة فيقول «أحلى أكلة أكلها لما أكون جعان.. بعيداً عن حبى للمسقعة».
أحمد ابن محمد رضا
ابن أشهر معلم بالسينما: والدى كان متخيل أنه هيكون فتى الشاشة.. بدأ حياته الفنية بكرش صناعى وتخن من أجل عيون الفن.. ومات فى رمضان خلال حوار صحفى
أشهر معلم فى تاريخ السينما المصرية، دخل كل بيت مصرى عبر أفلامه الخالدة بجلبابه الأبيض وعمامته الكبيرة هو الفنان الراحل محمد رضا صاحب الشخصية البسيطة والعفوية، وبعد أعوام من رحيله تحاور «اليوم السابع» نجله أحمد محمد رضا ليكشف أهم المحطات فى حياة والده ويتحدث لـ«اليوم السابع» عن الجانب الإنسانى فى حياة ابن البلد الأصيل.
ويقول أحمد محمد رضا: أبى كان أبا جميلا.. وزوجا رائعا، وكنا نلتمس الطيبة فى جميع تصرفاته معنا، ورغم ذلك كان شديد العقاب إذا أخطأنا مع أنه أول من يصالحنا، وعندما كبرنا أصبح صديقنا الأول، متحدثاً عن رحلة والده المهنية ودخول عالم الفن، والدى كان فى السويس بحكم عمل والده، ودرس الهندسة التطبيقية وعمل فى إحدى شركات البترول بعد أن تزوج، إلا أنه رغم استقراره الوظيفى لم يستطع التخلص من حب الفن، فقدم استقالته وترك السويس ونزل إلى القاهرة، وقدم فى معهد الفنون المسرحية مخاطراً بمستقبله رغم زواجه ومسؤولياته الأسرية.
وعن أول دور حصل عليه الفنان الراحل محمد رضا يقول أحمد: أبى كان يحضر المسرحيات والأفلام بعلم المخرج أملاً فى أن يغيب أحد الممثلين، فيقوم بأداء دوره فمن كثرة تردده على المسرحيات كان يحفظ جميع الأدوار بها، وفى يوم طلبت والدتى منه أن يذهبا معاً لزيارة السينما، وهنا تغيب استفان روستى عن دوره، وبحثوا عن محمد رضا ولم يجدوه وظل يندم على تلك الفرصة وقتا طويلا، ولكن الله عوضه بعد ذلك.
ويتابع «رضا»: وفى بداياته كان شابا رياضيا، وتخيل أنه سيكون فتى الشاشة الأول، إلا أن أول دور كبير تم عرضه عليه كان بمسرحية «زقاق المدق»، ولعب بها دور معلم ولأن الشكل الشهير للمعلم «كرشه» الكبير ووالدى كان رياضيا أقدم على تركيب «كرش» صناعى ليستطيع تجسيد الشخصية ببراعة ويقنع المشاهد بها، فوالدى لم يكن سمينا فى البداية بل كان جسمه رياضيا لدرجة إقدامه على تركيب كرش صناعى فى مسرحيتين متتاليتين، أخراهما كانت مع الفنان الكبير فريد شوقى، إلى أن ارتبط بدور المعلم فأطلق العنان لكرشه ورباه بكامل رغبته، فكان متصالحا معه، ورغم سمنته كان يتسم بخفة حركته، وكان يحب الأكل ويقول لوالدتى: أنتِ السبب فى الكرش، وبوجه عام كانت وجبته المفضلة الفتة.
وعن مصدر إلهام محمد رضا فى دور المعلم، يوضح نجله: والدى كان يعيش كابن بلد له الترزى البلدى الخاص به، وأصحابه «المعلمين» فكان أقربهم إلى قلبه وإلى الشخصيات التى لعبها المعلم إبراهيم نافع أحد أكبر المعلمين بمنطقة الجيزة، وسر نجاح أبى الاجتهاد فى العمل وحبه له، فكان من أول إلى آخر عمل يقوم بتفريغ دوره بيده، وكنا كأولاده نحفظه له ليتقن تمثيله أمامنا قبل الكاميرا فكنا الكاميرا الخاصة به.
وبتأثر واضح يسترجع أحمد ذكرياته مع والده، ويذكر أكثر المواقف المؤثرة فى حياته، عن وفاة ابنته الوحيدة، فيقول: أختى توفيت شابة وكان لدى والدى مسرح وقتها فدفنها وقدم عرضه المسرحى من أجل الجمهور، وخرج المخرج وأعلن ذلك للمشاهدين بعد انتهاء العرض، ومن بعدها كان لا بد أن يرافقه أحد من إخوتى أثناء مشاويره إلى أن تمكن تجاوز تلك المرحلة الصعبة.
واستكمالاً للذكريات الصعبة مع والده يسرد أحمد وفاة محمد رضا متذكراً: والدى توفى فى رمضان فكان يمثل مسلسل «ساكن قصادى» أثناء عرضه، وبعد الإفطار كان هناك صحفى يجرى حوارا معه فى التليفون، وأثناء حديثه وقعت سماعة التليفون من يده ليفارق الحياة، أما آخر كلماته معى فكانت عن مجيئى إلى مصر فى العيد لأن ظروف عملى تضطرنى للسفر بالخارج لمدة 4 أيام، أما نزولى فى العيد فيعنى أن أقضى شهرين فى الخارج فقط، وهو مستحيل، إلا أنه أكد لى هذا وبالفعل عدت إلى مصر، لأتذكر تلك الكلمات وكلى دهشة وأسترجع شريط ذكرياتى معه وضحكنا معاً على أفلامه، فكنا نتحدث كأسرة على طريقة فيلم 30 يوم فى السجن بنطق نصف الكلام فقط.. رحمه الله وصبرنا على فراقه.
سمية ابنة عبدالمنعم إبراهيم
أبى رفض «سكر هانم» فى البداية ولعب بطولته بـ200 جنيه .. الراحل دفن والده وأخاه وإضحك الجمهور على المسرح فى نفس الليلة.. وسر غيرة رشدى أباظة من الفيلم ووقف التصوير
وجه باسم وملامح طفولية هى أبرز ما يميزها فهى ابنة أشهر رجل جسد دور الست فى السينما المصرية بفيلم سكر هانم، إنها سمية عبدالمنعم إبراهيم، الرجل الذى حير الجميع فى سر طاقية الإخفاء وأضحكهم من القلب بجملته الشهيرة «كده برضو يا سونة يا خاين متسألش فيا.. أحبك أعبدك أموت فى هواك» فى فيلم «إشاعة حب» حين قلد صوت الفنانة هند رستم.
وتقول سمية عبدالمنعم إبراهيم: حين أذكر أبى أتذكر كيف كان شخصية مرحة فى المنزل، وكارها للنكد رغم أن عقابه لنا كان الخصام وكأنه يعاقب نفسه معنا، ولكن تعلمت منه الكثير فلعب دور الأب والأم بعد موت والدتى، وحرص على أن يكون معنا أكثر من أب، فكان حريصا على عدم تبادل الزيارات مع الفنانين فى المنزل، ولا يغيب عن بالى لحظات توديعه لى ولإخوتى عند توصيلنا للمدرسة الداخلية بعد وفاة والدتى وتأثره الكبير لفراقنا، فكنت فى مدرسة تضم ابن إسماعيل ياسين، وابن حسن الإمام، وابنة معالى زايد، وغيرهم أبناء كثير من النجوم.
وتتابع سمية: كثير من الجماهير لا يعلمون أن عبدالمنعم إبراهيم كان مسؤولاً عن بناته الأربعة وابنه بعد أن توفيت زوجته وتركتنا «قطط مغمضة»، وأربع بنات أخواته وأولاد أخته ستة هو من وقف بجانبهم بعد موت زوجها، مضيفة: «والدى كانت حياته مأساوية، فتوفى والده عام 1958 وهو فى عز مجده، ومن بعده توفيت زوجته، فيوم موت والده انتهى من العزاء وذهب إلى عرض إحدى المسرحيات بالمسرح القومى ليضحك الناس، وعندما توفى شقيقه الذى قصم موته ظهره ذهب بعد العزاء إلى مسرح البالون للمشاركة بمسرحية الحرافيش مع هدى سلطان، فكان والدى يبلع أحزانه من أجل إضحاك الجمهور.
«نخرج من الكآبة لأن والدى كان يكرهها، وسأقص لكم كواليس فيلم سكر هانم»، هكذا واصلت سمية حديثها معنا قائلة، هل تعلمون أن والدى رفض هذا الفيلم بشدة، مقتنعاً أن دور المرأة سيعود عليه بانتقادات كبيرة، وكيف له أن يظهر كامرأة طوال أحداث الفيلم، إلا أن الفنان كمال الشناوى أقنعه بأن الدور يعتمد على معرفة الجمهور أنه رجل وليس فى ذلك حرج، كما أن الفيلم بطولته، ولهذا وافق على تقديمه وتقاضى أجرا قيمته 200 جنيه.
وأضافت سمية: أبى كان يضحك كثيراً حين يتذكر غيرة رشدى أباظة على سامية جمال أثناء تصوير سكر هانم، فكان يقف فى الكواليس وحين يأتى مشهد تقبيل أبى لسامية يقول بعلو صوته «كفاية بوس يا منعم» لينفجر من حوله بالضحك، وتكرر هذا المشهد أكثر من مرة، كما أن مشهد شربه للسيجارة عطل الفيلم لوقت طويل، حيث كان يتم تصويره بنهار رمضان إلا أن والدى رفض، وبالفعل تم تأجيله لبعد الإفطار، قائلة: «أبى كان عاشقاً لقراءة الروايات العالمية وعزف البيانو، فهو فنان بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وتذكر جيداً إنسانيته حين كان يتمشى معها وأمطرت الدنيا، وكان هناك بائع جرائد فى حيرة من أمره، فقام والدى بشراء كل الجرائد الموجودة معه كى لا يخسر ثمنها.
وتكشف سمية تفاصيل اللحظات الأخيرة فى حياة عبدالمنعم إبراهيم، قائلة: هذا الخير باق لوالدى وتجسد فى موته، حيث وقع أثناء ذهابه إلى المسرح لأداء بروفة مسرحية «البخيل» ليفارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى، ووصانى على بيتى وأولادى فى آخر حديث جمعنى به، ومن المثير فى الأمر أنه يوم موته قال لعمتى: «نفسى آكل الرز بتاعك» وبالفعل تناول الغداء معنا ووصانا أن تخرج جنازته من المسرح القومى، وأن يدفن فى بلدته ميت بدر حلاوة بمحافظة الغربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة