فازت مؤسسة اليونسكو بجائزة الإيسيسكو- مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية المشتركة للمربّين لعام 2017، وذلك تقديراً لإصدارها سلسلة "مختلف جوانب الثقافة الإسلاميّة"، المكوّنة من ست مجلّدات التى تساهم فى تحقيق فهم أفضل للإسلام ومساهمته فى تطوّر الحضارة الإنسانيّة ككلّ.
وقال المدير العام للمنظّمة الإسلاميّة للتربية والعلوم والثقافة - الإيسيسكو، الدكتور عبد العزيز عثمان التويجرى "تمثّل جائزة الإيسيسكو ومركز أكسفورد للدراسات الإسلاميّة للمربّين تقديراً لعمل اليونسكو الدؤوب فى مجالات اختصاصها بوصفها الضمير الثقافى للعالم".
وأضاف قائلاً: "فى هذه الأوقات العصيبة التى نمرّ بها، حيث تتعرّض كل المجتمعات للضغوط بمختلف أنواعها، فإنّنا بحاجة إلى التشبّث أكثر بالثقافة، وتعزيز التفاهم والسلام والأمن".
كما قال مدير مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، الدكتور فرحان أحمد نظامي: "يسعدنى أنّ اللجنة الدوليّة قرّرت منح الجائزة هذا العام لليونسكو لما تبذله من جهود دؤوبة من أجل تعزيز السلام والعيش المشترك".
وأضاف قائلاً: "قد تكون الظروف والتكنولوجيّات قد تغيّرت منذ عام 1945 ولحظة تأسيس اليونسكو، لكن المبادئ التى يقوم عليها ميثاق هذه المنظمة ما زالت صالحة وما زلنا بحاجة ماسّة إلى تحقيقها".
هذا وألقت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، كلمة عند استلامها الجائزة قالت فيها: "إنّ لهذه الجائزة أهميّة خاصة بالنسبة لليونسكو حيث لم يكن إيجاد الحوار بين الثقافات وبين الأديان على هذا القدر من الأهميّة قط." كما أكّدت أنّ هذه السلسلة "تحمل رسالة هامّة فى وقت يتفاقم فيه التطرّف العنيف".
جدير بالذكر أنّ هذه هى النسخة الثانية من جائزة المربّين التى أطلقت عام 2014 بالاشتراك بين المنظّمة الإسلاميّة للتربية والعلوم والثقافة ومركز أكسفورد للدراسات الإسلاميّة فى إطار برنامج أوسع نطاقاً للتعاون من أجل تعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب والثقافات والحضارات، حيث تهدف الجائزة إلى تعزيز هذه القيم والأهداف المشتركة من خلال تكريم وتسليط الضوء على أعمال المؤسسات الكبرى والشخصيات البارزة والجهات الراعية المعنيّين بتعزيز قيم السلام والعيش المشترك.
وتنظر لجنة هذه الجائزة على وجه الخصوص فى إنجازات الأفراد والمؤسسات فى هذا المجال على الصعيد الدولى.
كما تجدر الإشارة إلى أنّ سلسلة "مختلف جوانب الثقافة الإسلاميّة" هى آخر مجموعة فى إطار مشروع التواريخ العامة والإقليمية لليونسكو، والذى يمثّل طريقة مختلفة لصياغة تاريخ الشعوب من خلال تقسيم الروايات التاريخيّة والتركيز على القيم والروابط التى تجمع بين الشعوب على الصعيدين الإقليمى والعالمي.
وتضمّ هذه الموسوعة ست مجلّدات موضوعيّة تضم مساهمات نحو 150 باحثاً من المسلمين وغير المسلمين من شتّى أنحاء العالم. وهى ثمرة تبادل أكاديمى غنى بين أعضاء اللجنة العلمية للمشروع والمحرِّرين والمؤلِّفين بغية تقديم عرض عام تاريخى وجغرافى شامل عن الثقافة الإسلامية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة