كثير من السلبيات..قليل من الإيجابيات فى مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى

السبت، 30 سبتمبر 2017 04:30 م
كثير من السلبيات..قليل من الإيجابيات فى مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى مهرجان المسرح التجريبي
كتب : جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رجل الشارع لم يشعر بالمهرجان.. لانعدام الدعاية والتواصل مع الجمهور

لكل مهرجان سلبياته وإيجابياته ولا يخلو مهرجان فى العالم كله من نقاط ضعف ونقاط قوة ولكن حينما يكون لدينا مهرجانا ناجحا بدأ قويا وعملاقا ثم يتقزم وتقل أهميته ويفقد بريقه فهنا لابد من التقييم ورصد نقاط الضعف والإشادة بنقاط القوة .

ولد مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى وبدون كلمة المعاصر ــ التي تمت إضافتها بلا أهمية ولا معني ــ قويا وكان محط أنظار كل المسرحيين فى العالم وكانت تقوده إدارة قوية تحت قيادة الأستاذ الدكتور فوزى فهمى وكان المهرجان يحدث حراكا مسرحيا مصريا وعربيا وعالميا، فما الذى حدث للمهرجان وجعله يتقزم هكذا ؟ ولماذا أصبحت دول كثيرة تعتذر عن المشاركة فيه ؟ ولماذا فقد بريقه وجاذبيته لدى كل المسرحيين ؟ كل هذه التساؤلات نطرحها ونجيب عليها من خلال  رصد إيجابياته وسلبياته، لكل مهرجان "تيمة" ومهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر - مع التحفظ على تلك الكلمة- من المفترض ان تيمته قائمة علي التجريب في المسرح وعلى تجاوز ما هو مطروح من الأشكال المختلفة للمسرحية من حيث الشكل أو الرؤية وكلمة تجريب مرتبطة بالتحديث وهذا الربط يفصل بين الأصيل والجديد والتجريب يخاطب مختلف التيارات الفكرية والسياسية والعقائدية وانطلاقا من هذا التعريف الاكاديمي سوف يقودنا إلي أول الخطايا التي ارتكبتها لجنة اختيار العروض المسرحية سواء المصرية أو العربية والأجنبية فقد اختارت تلك اللجنة مسرحيات خالية من التجريب ومن المعاصرة أيضا وبعضها عرض من قبل في مهرجانات عربية منذ سنوات ولم يتواجد عرض مسرحى يعرض بالمهرجان كعرض أول مثل بقية المهرجانات الكبرى التى تتنافس وتتبارى الفرق المسرحية على المشاركة بها .

أى مهرجان يسعي دائما لتقديم عروضه إلي الشعب والي الجماهير غير المتخصصة لرفع ثقافتها ووعيها وتقديم الخدمة الثقافية لها لأن المهرجان له ميزانية تقتطع من الضرائب التي يدفعها الجمهور المصري ولكن المهرجان للأسف لم تصل عروضه لرجل الشارع المصري ولم يشعر المواطن المصري بأن في مصر مهرجان دولي مسرحي يقدم من خلاله مسرحيات من مختلف دول العالم فلا دعاية جيدة ولا تواصل مع الجمهور العادي وأغلب العروض يحضرها إما الفرق المشاركة أو الضيوف العربية والأجنبية وكأن المسرحيين يشاهدون بعضهم البعض ولا جمهور عادي في داخل قاعات المسرح .  

من المؤكد أن الأكاديميين لديهم العلم والنظريات والمناهج المهمة التي يجب ان نستفيد منها في الفن ولكن المهرجان غلب عليه الشكل الاكاديمي في إدارته وضيوفه و ندواته ومحاورندواته والأكاديمي  ليس سبة كما أوضح الدكتور سامح مهران رئيس المهرجان في المؤتمر الصحفي ولكن ما هي أوجه الاستفادة من ندوات يحضرها أكاديميين وأساتذة متخصصين في الكليات والمعاهد الفنية وخالية من الجمهور وجميعها نقاشات متخصصة وأوراق بحثية مكتوبة مسبقا ويتم قراءتها علي الحضور فلمن هذا النقاش وهذه الندوات وما هي الفائدة منها ؟ وعلي سبيل المثال تناقش عناوين من نوعية "بلاغة لغة الجسد وفائض المعنى في مسرح القسوة عند أنتونان آرتو وتفكيك الفرضيات الثقافية والخطاب السائد والخروج من الخطاب السائد والبنى التقليدية إلى آفاق المعاصرة والتجريب) فلمن هذه العناوين ومن يحضر تلك الندوات التي تقام في أوقات غير مناسبة للحضور فهل هي هدفها اجتماع الاكاديميين وتحاورهم سويا ؟

لابد من دراسة ومعرفة أسباب إحجام دول كثيرة لديها تجارب مهمة في المسرح من المشاركة بالمهرجان مثل إيطاليا وفرنسا وأسبانيا وغيرها من الدول وفكرة مشاركة دولة واحدة بثلاثة عروض مثل الولايات المتحدة الامريكية ودول أخري تشارك بعرضين ليس لها أي مبرر لأن المفترض ان يكون لدي إدارة المهرجان وعي بأنه كلما زادت مشاركة الدول المختلفة بتجاربها كلما حدث ثراء مسرحي كما وكيفا بالمهرجان فالبعد المسرحي الافريقي في المهرجان غير موجود إلا فى عرض واحد فهل قارة افريقيا وخاصة أفريقيا السوداء لا يختار منها المهرجان غير عرض وحيد لدولة كينيا .

العروض المصرية المشاركة 7 عروض ولكن لا يرتقي منها للمشاركة غير عرضان مسرحيان فقط هما اللذان ينطبق عليهما مفهوم التجريب أو المعاصرة ومثلهم العروض العربية التي وصلت لـ 7 عروض مسرحية أما العروض الاجنبية التي وصلت لـ 13 عرضا مسرحيا لـ 10 دول أجنبية فقط هي : (الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وارمينا وجورجيا وكينيا وبلجيكا والمكسيك والسويد والصين وتشيلي) فلا يرتقي منها للمشاركة بالمهرجان غير 5 عروض مسرحية فقط .

عشوائية حفل الافتتاح والأخطاء التقنية التي حدثت في افتتاح المهرجان كانت من ضمن سلبيات المهرجان ولم أصدق أن مخرج حفل الافتتاح هو المخرج ناصر عبد المنعم فكيف لمخرج كبير في حجمه أن يخرج الافتتاح بهذه الأخطاء في تشغيل الفيديوهات وحركة الموجودين على المسرح وغيرها من الامور التي ظهرت فى الافتتاح.

يبدو لي أن الورش الفنية التي خصصها المهرجان هذا العام هي الإيجابية الوحيدة فهناك أكثر من ورشة منها ورشة " العيادة المسرحية  " التي قدمها المسرحي العراقي جبار خماط ومحاضرة في الإخراج المسرحي قدمها الصيني مين جين خواي وورشة الموسيقى والرقص المسرحي لنيكولاس كانتيللون من سويسرا وأخيرا ورشة مسرح الشارع لإسلام سعيد وإيجابية أخري هي تكريم اسم الكاتب الكبير الراحل محفوظ عبد الرحمن الذي افني عمره في الكتابة للمسرح وبعض الأسماء الاخري من المسرحيين العرب والأجانب وبعض العروض المسرحية التي تعد على أصابع اليد الواحدة وهذا من المؤكد أن المسئول عنه لجنة اختيار العروض التى لابد من إعادة صياغتها وتشكيلها من جديد .                       










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة