لا تفزع من الـ%92 الذين قالوا نعم فى استفتاء انفصال كردستان العراق، فمنذ 6سنوات كان العالم مشغولا بمن قالوا لا فى الشرق الأوسط ليرفعوا درجة حرارة الربيع العربى، حينها لم ينتبه كثيرون لانفصال جنوب السودان الذى جرى فى يوليو من عام 2011، رغم كونه بداية لمرحلة «شرعنة» الانفصالات القائمة على الشعور بالظلم، ولم يحدث رد فعل يذكر حينها، بعكس الحراك الذى أثاره استفتاء كردستان العراق، أو الذى قد يُحدثه انفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا خلال ساعات، لأن كلا الانفصالين الأخيرين قائم على التعصب لعِرق بجانب الشعور بالظلم. لا أحد يستطيع إنكار ما تعرضت له بعض العرقيات من تهميش وظلم على يد الحكومات المركزية المتوالية، لكن هذا لا يصلح مبررًا لكى تكون الاستفتاءات العرقية سببًا لتمييع الحدود وتفتيت الدول وتمزيق الجغرافيا الثابتة بالتاريخ المائع، أتوقع ألا يحدث الكثير بعد الانفصال اللهم إلا بعض المناورت السياسية حتى يصبح أمرًا واقعًا، المهم أن نقلق من المقبل، لأنه ربما يكون أسوأ.
عمرو جاد