لم تغب مصر أبدا عن المشهد الأمريكى منذ أن بزغ نجم الولايات المتحدة الأمريكيه، وإذا كنا قد تحدثنا وعلى مدى أيام طويلة عن أمريكا والعالم، فإنه من الضرورى معرفة تطور العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية متى بدأت وأين وصلت؟ واستخدام أموال المعونة هل لصالح القاهرة أم واشنطن؟ وكيف أدار حكام مصر هذه العلاقات من الملكية وحتى الوقت الحالى، وفى الحقيقة كتب التاريخ قد سجلت، كما تقول «دائرة المعرفة» التاريخية، أن أول تمثيل أمريكى فى مصر بالإسكندرية فى 12 يناير 1832 وكان الوكيل القنصلى بريطانى يدعى جون جليدون فى 1946، حين شرعت مصر فى مفاوضات مع بريطانيا لصياغة علاقة جديدة بعد الحرب العالمية الثانية، تدخلت الولايات المتحدة برسالة من وزير خارجيتها جيمس بيرنز إلى رئيس الوزراء المصرى، إسماعيل صدقى باشا. اقرأ نصها فى كتاب وزير أمريكا المفوض إلى رئيس الوزراء المصرى يعرب فيه عن اهتمام حكومته بكل مسائل الدفاع عن الشرق الأوسط، ورد رئيس الحكومة المصرية فى إبريل 1947، زار رئيس أركان الجيش المصرى القواعد العسكرية والمصانع الأمريكية، وفى سبتمبر 1947 طلبت مصر رسمياً بعثة عسكرية أمريكية لتدريب القوات المصرية فى صباح يوم 23 يوليو 1952، وبعد نجاح الثورة توجه مندوب خاص عن مجلس قيادة الثورة إلى السفير الأمريكى فى القاهرة، وأبلغه رسالة مضمونها أن النظام القديم فى مصر قد سقط، وأن نظاماً ثورياً جديداً قد قام، وأن هذا النظام يستهدف تحقيق الأمانى الوطنية للشعب المصرى، وفى سنة 1953 زار وزير الخارجية الأمريكى- آنذاك- جون فوستر دالاس مصر بعد انتخاب أيزنهاور رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك للدعوة لسياسة تطويق الاتحاد السوفيتى السابق بالأحلاف الغربية وقواعدها العسكرية، وبدا لوزير الخارجية الأمريكى أن منطقة الشرق الأوسط تستحق اهتماماً خاصاً منه، ففيها من وجهة نظر السياسة الأمريكية فراغ تستطيع الولايات المتحدة أن تملأه، ولكن مناقشات دالاس مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حول الأحلاف العسكرية قد أظهرت الهوة بين أفكار القاهرة وتصورات واشنطن.
هنرى بايرود يخلف جفرسون كافرى سفيراً فى القاهرة لخلفيته العسكرية للتعامل مع عبدالناصر يناير 1956 روبرت أندرسون وزير الخزانة الأمريكى يزور مصر يعرض تمويل السد العالى مقابل الصلح مع إسرائيل.
فى سنة 1956 برز الخلاف المصرى الأمريكى بشأن تمويل السد العالى، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية ساندت موقف مصر فى مواجهة العدوان الثلاثى عليها، وأسهم الموقف الأمريكى مع الموقف السوفيتى فى إنهاء العدوان الثلاثى.
فى سنة 1959 عقدت الولايات المتحدة مع مصر اتفاقاً تبيع لها بمقتضاه قمحاً أمريكياً بالجنيه المصرى، وكانت مدة الاتفاق ثلاث سنوات وقيمته ثلثمائة مليون دولار، كما قدمت واشنطن ثلثمائة منحة دراسية لطلبة مصريين يتلقون العلم فى الولايات المتحدة.
فى سنة 1961 أرسل الرئيس الأمريكى جون كيندى خطاباً إلى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يعرض عليه رغبة الولايات المتحدة فى تسوية النزاع العربى الإسرائيلى، ورد عليه الرئيس جمال عبدالناصر بأن هناك طريقاً واحداً إلى تسوية هذا النزاع وهو طريق رد الحق العربى.
1961 تم تعيين جون بادو سفيراً فى مصر، لأنه مستعرب ورئيس سابق للجامعة الأمريكية بالقاهرة سمعته كانت عطرة.
بداية من سنة 1965 تدهورت العلاقات المصرية الأمريكية إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية بعد المساندة الأمريكية لإسرائيل فى عدوانها على مصر فى 5 يونيو 1967.
للمزيد من المعلومات، بيان وزارة الخارجية فى الجمهورية العربية المتحدة بقطع العلاقات السياسية مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية.
استؤنفت العلاقات بين مصر والولايات المتحدة فى مارس 1974 ومنذ استئناف العلاقات بين البلدين، وهناك إدراك متبادل بأهمية كل منهما للآخر، وأن الحفاظ على علاقات طيبة بينهما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
تمثل عملية السلام فى الشرق الأوسط محوراً أساسياً فى العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، ورغم تقدير الولايات المتحدة للدور الذى تلعبه مصر على صعيد عملية السلام وتهدئة الأوضاع الإقليمية، فإن ذلك لم يمنع ظهور بعض الاختلافات فى وجهات النظر بين الدولتين حول بعض القضايا، خاصة مع تبنى السياسة الأمريكية للعديد من المواقف الإسرائيلية غير المقبولة.
وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون فى لقاء مع وزير الخارجية المصرى نبيل العربى بالقاهرة 15 مارس 2011.
شهدت العلاقات المصرية الأمريكية تطوراً كبيراً خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين من خلال التعاون فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، حيث عملت دبلوماسية الدولتين على إيجاد إطار مؤسسى يتسم بصفة الاستمرارية، وهو ما يُطلق عليه الحوار الاستراتيجى، لتحقيق التفاهم بين البلدين بمعزل عن التفاصيل اليومية لإدارة العلاقات المصرية الأمريكية.
وقد جرت أول محاولـة فى هذا المجال فى عامى 1988 و1989 بعقد جلستين فى القاهرة وواشنطن للتحاور حول القضايا السياسية الدولية والإقليمية على مستوى الخبراء من الجانبين، غير أن هذا الحوار توقف بعد الغزو العراقى للكويت، وفى يوليو 1998 تم إحياء فكرة الحوار الاستراتيجى بين الدولتين فى أول جولة للحوار فى واشنطن، ثم عقدت الجولة الثانية فى القاهرة فى ديسمبر 1998، تلاها الجولة الثالثة فى فبراير عام 1999 بواشنطن وغدا إن شاء الله نواصل تطور العلاقات المصرية- الأمريكية.
عدد الردود 0
بواسطة:
الكاتب الصحفى..............
البرجماتية
اشكرك على مقالك الرائع والسرد التاريخى للعلاقات المصرية الأمريكية بايجاز ولكن امريكا دولة مصلحجية برجماتية هناك بالفعل سياسة مصالح تدير بها العالم واسلوبهم اللى مش معايا ضدى ومنى أى حبيب يكون معاها لكن امريكا ليس لها اصدقاء وتذكر الشاه ملك ابران وتذكر الراحل صدام حسين والرئيس مبارك امريكا ملهاش صاحب ...على كل الاحوال اشرف ان وفقنى الله وسألتقى مع المسئولين فى اليوم السابع فى نوفمبر ان اكتب مقالات اجتماعية متنوعة تعليم اقتصاد ومشاكل أسرية ..............شكرا على المقال الرائع ووفقك الله بالمزيد ..
عدد الردود 0
بواسطة:
mess shereen
هتروح من قلبى فين
ولا يهمك يا امريكا هجيبك هجيبك يا قمر يا عسل يا ورد وهوديكى لكوريا الشمالية