شاهيناز الفقى تكتب: جدائل العشق

الإثنين، 04 سبتمبر 2017 10:00 ص
شاهيناز الفقى تكتب: جدائل العشق الحب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

"فى حياة كل منا وهم اسمه الحب الأول

إهداء إلى روح الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس

 

فى قلب القاهرة، من بين مئات المراكز اختار له القدر هذا المركز للأشعة والتحاليل، دخل يتوكأ على شيخوخته وقد انحنى ظهره وترهلت بطنه وتغيرت معالم وجهه، جاوز السبعين بسنوات، ولكنها تعرفت عليه، لم تكن لتخطئه أبداً، لم تكن لتخطئ أول نبتة حب زهرت فى قلبها، فى التاسعة من عمرها كانت وهو كان فى العشرين، شاب وسيم، لعينيه لمعة ولقامته هيبة، وزادت وسامته وهيبته تلك البدلة الساحرة بنجومها اللامعة ونسر استقر فوق رأسه، هل يمكن أن تهوى ذات الجدائل وأن تعشق!

خطت رسالة بأناملها الصغيرة من ورقة اقتطفتها من كراسة الدين، كتبت فى صدر الرسالة

"أحبك من كل قلبى"

ذيلت الرسالة برسمة قلب يضحك وباقة من الزهور ونجمة، أحكمت إغلاق الرسالة بمشبك الغسيل الخشبى، وألقت بها فى شرفته، ظلت تراقب خروجه إلى الشرفة أياماً، اختبأت حين قرأ رسالتها وابتسم، رأته يضعها فى جيبه ويربت عليها ثلاث مرات او ربما مرتين، إنها الأن تغفو بين أحرف الرسالة بجوار قلبه، فى العام التالى على ورقة زرقاء خطت الرسالة التالية

"هل تحبنى مثلما أحبك"

فى طرف الرسالة رسمت قلباً اخترقه سهم وطبعت قبلة.

وضع الرسالة فى جيبه دون أن يقرأها ولم يبتسم، فى الأعوام التالية أرسلت الكثير من الرسائل لعله يقرأها يوماً حين يعود، رسالة ذيلتها بقلب يبكى ثم واحدة بقلب يقطر دما والأخيرة كانت تحمل قطعاً متناثرة من قلبها، لم يستأذنها السكان الجدد قبل أن يلقوا برسائلها من الشرفة، كان يوماً خريفياً باقتدار، تطايرت الرسائل كلها إلا واحدة كتبت فيها

"لعلنا نلتقى يوما"

اقترب منها ببطء وابتسم، مد يده يستلم نتائج الأشعة والتحاليل، وضع إيصال الاستلام فى جيبه وربت عليه مرتين، خطا بعض الخطوات ثم عاد إليها ثانية، خفق قلبها وابتسمت، سألها عن أقرب باب للخروج، أشارت له بصمت، خرج يتوكأ على شيخوخته وأغلق الباب خلفه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة