دندراوى الهوارى

عمرو خالد.. ممثل درجة ثالثة فى فيلم «جمع الفلورز» من فوق جبل عرفات!!

الإثنين، 04 سبتمبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عمرو خالد يرى فى نفسه مبدعا متعدد المواهب، لاعب كرة رائع، وممثلا قديرا، ومذيعا ألمعيا، وداعية استايل يتفوق على الشيخ محمد الشعراوى، ورجلا سياسيا عتيدا، ورجل أعمال ناجحا.
 
بدأ حياته بالتقرب من المشاهير فى الأندية الاجتماعية الراقية التى يرتادها النجوم فى مختلف المجالات، وأبناء الذوات مثل نادى الصيد وهليوبوليس والجزيرة، والنادى الأهلى، وحاول التقرب من لاعبى الكرة المشاهير من عينة محمود الخطيب، والاستفادة من شهرته الطاغية، وصداقة هادى خشبة ونادر السيد وسيد عبدالحفيظ، ولعب الكرة الخماسية معهم فى الدورات الرمضانية.
 
كما تقرب من الفنانات، واستطاع أن يقنع الكثير منهن بارتداء الحجاب، واعتزال التمثيل، ثم تبنى حملة تشبه إعصار تسونامى لحجاب البنات ونجمات المجتمع، فى منتصف التسعينيات.
 
ظهور عمرو خالد مرتديا عباءة الداعية «الاستايل» الذى يرتدى بنطلونات الجينز، كانت متعمدة ولها أهداف خبيثة، فالرجل وحسب اعترافه شخصيا، كان ينتمى لجماعة الإخوان، وحمل ملف اختراق الجماعة لمجتمع المشاهير، وبدأ فى نثر بذور دعوته، ليستقطب نجوم المجتمع، ونجح بالفعل فى إقناع عدد كبير من الفنانات بارتداء الحجاب واعتزال التمثيل، كما اخترق الأندية الرياضية، واستطاع المساهمة فى ضم نجوم الكرة المشاهير لجماعة الإخوان، فلا نتعجب من انتشار الخلايا الإخوانية والألتراس فى النادى الأهلى، والوايت نايتس فى الزمالك.
 
وإذا اقتربت أكثر لفهم شخصية الداعية المودرن صاحب أغرب ابتسامة لداعية منذ فجر الإسلام وحتى الآن، فعليك الاستماع لتصريحين متناقضين له، الأول فى حوار تليفزيونى على قناة الـ«سى بى سى» فى عهد الإخوان، والثانى على قناة النهار فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتكتشف مدى التناقض وحب الشهرة متغلغل فى جيناته.
 
فى تصريحه فى عهد الإخوان أجاب نصا عن سؤال هل أنت إخوان؟ «طبعا مفيش طالب متدين دخل الجامعة فى الثمانينات ولم يرتبط بالإخوان المسلمين.. كنت عضوا بالإخوان المسلمين وما ينفعش طالب متدين ما يدخلش الإخوان وهو فى الجامعة».
 
وبعد إزاحة الجماعة الإرهابية من الحكم، واندلاع ثورة 30 يوينو، عاد وأنكر انتماءه للجماعة، وقال نصا أيضا: «هذا الكلام عيب وسخيف وإقصائى بحيلة سخيفة، ولعبة قديمة وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق».
 
عمرو خالد وكما قلنا فى مقال سابق، لديه شره شديد فى الإسراف والتبذير من رصيد «الستر»، فالرجل يقحم نفسه فيما لا يعنيه بغية الأضواء والشهرة، وكلما ابتعدت عنه كاميرات الصحف والقنوات الفضائية، يجلس معتكفا للبحث عن فكرة تعيد له الأضواء من جديد، مارثون جرى أو ركوب العجل أو مزاد للخير أو بوسترات مدون عليها بعض قواعد الأخلاق الحميدة فى وسائل المواصلات، أو ركوب الموجة السياسية مثلما أعلن عن انتمائه للإخوان عندما كانت الجماعة الإرهابية فى سدة الحكم، وتنصل منها بعدما طردها الشعب فى 30 يونيو 2013.
 
واختفى عمرو خالد فى الفترة الماضية، وكون أن شبق الشهرة متغلل فى جيناته الداخلية، لم يستطع الابتعاد عن كاميرات الصحف والفضائيات كل هذه المدة، فانتهز فرصة الحج هذا العام، وقرر أن يوظف تأدية الفريضة بطريقة مختلفة ومبتكرة، حتى يعود من جديد لصدارة المشهد.
 
الداعية، والقدوة لشباب التسعينيات من أبناء الذوات، والإخوانى فى عصر الإخوان، والاستايل فى عصر المدنية، قرر أن يبث تأديته لأركان مَناسك الحج على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى سواء أثناء وقوفه بعرفة، وطواف الإفاضة، والإحرام، والسعى بين الصفا والمروة، أو الوقوف بمُزدلفة، والمبيت بمنى، وطواف الوداع، ورمى الجمرات.
 
وظل الرجل يؤدى أركان مناسك الحج على الهواء مباشرة على صفحته بـ«فيس بوك» ليتابعها المئات من البنات والشباب، وكم كان كريما وهو يدعو ويستجدى الله سبحانه وتعالى أن تقبل حجته، وأن يغفر لكل المتابعين له على الصفحة من البنات والأولاد، وكأنه يقول اللهم تقبل اللايكات والكومنتات، واجعل اللايك بعشرة من أمثاله، فى مشهد تمثيلى، يعد سقطة كبرى له، والقضاء على رصيده من «الستر» تماما، الذى أصبح بالسالب.
 
يقول الله سبحانه وتعالى: «الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج»، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه».
 
إذن فإن فريضة الحج عظيمة، ولا يجب على الحاج أن تشغل باله وهو يقف فوق جبل عرفات بين يدى الله، أية شاغلة، فما البال بأن داعية ملأ الدنيا ضجيجا ورأى فى نفسه أنه المخلص ومنقذ العباد من الهلاك فى النار يوم القيامة، تجده مشغولا ومهموما وهو فوق جبل عرفات بأن يبث «الوقفة» على الهواء، فى مشهد تمثيلى غير لائق ومبتذل وسيئ.
 
وكون عمرو خالد داعية مودرن ويأتى بكل ما هو جديد، ومواكبة كل ما هو حديث، فإنه بث تفاصيل تأديته لفريضة الحج على الهواء مباشرة على فيس بوك، وهنا يقفز السؤال الجوهرى للداعية المودرن: ماذا تبتغى من تأدية فريضة الحج رضى الله سبحانه وتعالى أم رضى المتابعين «الفلورز» على صفحتك بفيس بوك؟!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة