محمود حمدون يكتب: هدوء غريب

الإثنين، 04 سبتمبر 2017 04:00 م
محمود حمدون يكتب: هدوء غريب شخص يسير بالطريق تحت درجة حرارة شديدة - ألارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كانت حرارة الجو تأخذ بخناق المارة فتجدهم يغطون فى أمواج من عرق ويزداد الكرب بين المسافرين المنتظرين انطلاق سيارة الأجرة، الكل يبحث عن أمل للفرار أو نسمة هواء تلطّف من سخافة الطقس.. ينظرون إلى لا شيء وإن أمعنت فى أحدهم تجد الإرهاق قد بلغ به حدا بعيدا، الكلّ فى عالم آخر من صنعه أو فُرض عليها فرضا.. عداه .

وهو شخص نكرة، ظهر من العدم يرتدى معطفا ثقيلا ويلفّ رأسه بعمامة يحكّمها جيدا وكأنما يخشى على عقله من الفرار .   

كان يسير تحت وهج القيظ بوسط الطريق السريع يعتصم بالجزيرة الوسطى الصغيرة التى تمثل فاصلا بين نهرى الطريق من الاتجاهين، حافى القدمين له لحية خفيفة ثم انطلق فى وصلات من غناء شجى، بعضها حزين وأخرى مرحة لمطربين معاصرين .

 رغم غرابة منظره وظهوره فى هذا المناخ غير عابئ بحرارة الصيف، فإننا غفرنا ذلك أمام حُسن صوته، صوت قوى عليم بالمقامات الموسيقية ينتقل من لحن لآخر بخفة فنقلنا معه لعالم آخر فاندمج بعض المسافرين معه فى الغناء وسرت موجة من ضحك بدأت على استحياء ثم انهمرت كشلال هادر جرف أمامه لهيب الطقس، فهلتّ نسمة ضالة أتت فى موعدها فحلّ على الجميع هدوء غريب وحفّتهم سحابة من نعاس.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة