أعلن مكتب منسق الأمم المتحدة المقيم فى ميانمار اليوم الاثنين، أنه تم منع جميع وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة من تقديم الإمدادات الحيوية من الغذاء والماء والدواء لآلاف المدنيين المسلمين الروهينجا اليائسين ؛ وسط الحملة العسكرية الدموية التى يشنها النظام العسكرى الحاكم فى البلاد.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فى ميانمار بيير بيرون- فى بيان أصدره وبثته صحيفة (الجارديان) البريطانية على موقعها الالكترونى- : "إن عمليات تسليم المساعدات تم وقفها لأن الوضع الأمنى والقيود التى فرضتها الحكومة على الزيارات الميدانية جعلتنا غير قادرين على توزيع المساعدات" .. مشيرا إلى أن الحكومة لم تمنح إذنا بالعمل.
وقد أوقف المكتب الدولى عمليات توزيع المساعدات فى ولاية راخين الشمالية حيث لم يتمكن فريق مفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من القيام بأى عمل ميدانى فى راخين لأكثر من أسبوع ؛ وهو الأمر الذى يشكل خطرا داهما على المدنيين فى المنطقة.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فى ميانمار بيير بيرون : "إن المنظمات الإنسانية تشعر بقلق عميق إزاء مصير آلاف الأشخاص المتضررين من أعمال العنف الجارية فى راخين".
وأضاف : "إن الأمم المتحدة على اتصال وثيق مع السلطات لضمان استئناف العمليات الإنسانية فى أسرع وقت ممكن..مضيفا : "إن المساعدات يتم تسليمها إلى أجزاء أخرى من ولاية راخين".
وخلال أشد أعمال العنف الدموية التى تحدث فى المنطقة منذ عقود ..اتهم الجيش بارتكاب فظائع ضد طائفة الروهينجا المسلمة المضطهدة التى فر عشرات الآلاف منهم من قرى محترقة إلى بنجلاديش المجاورة وأصيب العديد منهم بجروح.
وكشف آلاف اللاجئين الذين توجهوا إلى بنجلاديش خلال الأسابيع الماضية عن قصص مروعة للمذابح فى القرى التى يقولون أنها تمت مداهمتها وإحراقها من قبل الجنود .
من جهتها انتقدت مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فى ميانمار يانج لى اليوم الاثنين، زعيمة ميانمار أونج سان سو تشى لفشلها فى حماية أقلية الروهينجا المسلمة فى البلاد، قائلة أنه حان الوقت لتدخلها.
وقالت لى -حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي)- أنه "يجب على الزعيمة الفعلية للبلاد التدخل وهذا ما نتوقعه من أى حكومة، أن تحمى جميع من هم تحت سلطتها".
وأكدت المقررة الأممية أن الأوضاع فى ولاية "راخين" التى تسكنها أقلية الروهينجا باتت خطيرة جدا وأن حجم الدمار خلال أعمال العنف الجارية كبير جدا مقارنة بالحملة الأمنية المماثلة التى استهدفت الروهينجا فى أكتوبر الماضى.
وتأتى تصريحات يانج لى فى أعقاب إعلان منظمة الأمم المتحدة بلوغ عدد المسلمين الفارين من العنف فى ميانمار إلى بنجلاديش 87 ألفا وذلك منذ اندلاع أعمال العنف فى 25 من أغسطس الماضى والتى خلفت 400 قتيلا.
يذكر أن أونج سان سو تشى لا تشغل منصب الرئيس إلا أنها تعد القائدة الفعلية للبلاد والحكومة، وطالما نفت سو تشى وقوع عمليات إبادة جماعية ضد مسلمى الروهينجا فى البلاد. ولا يتمتع مسلمو الروهينجا بالمواطنة فى البلاد ذات الأغلبية البوذية وينظر لهم على أنهم مهاجرون غير شرعيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة