عبد الفتاح عبد المنعم

النفط يشعل الحرب العالمية الثالثة فى الخليج بقيادة أمريكا

الثلاثاء، 05 سبتمبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوم نواصل طرح الطرق والأساليب الجديدة التى وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية، لمحاربة الإرهاب، حيث تقول الباحثة مروة محمد عبدالحميد عبدالمجيد فى دراستها، التى حملت عنوان «التغير والاستمرار فى استراتيجية الأمن القومى الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر»، إن الإدارة الأمريكية بدأت فى منع سيطرة الإرهابيين على أى دولة، وحرمان تنظيم «القاعدة» من أى قاعدة تمكنه من إطلاق أنشطتة الإرهابية، فهدف الجماعات الإرهابية إسقاط الديمقراطية، وإنشاء ملجأ للإرهاب، مما يزعزع استقرار الشرق الأوسط، ويمكنه من توجيه ضربات للولايات المتحدة الأمريكية، لذلك ستتزعم الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على الإرهاب من خلال التعاون مع حلفائها، وهذا ما حققته بالفعل، فقامت بدعم النجاحات فى أفغانستان، وإجراء انتخابات حرة ناجحة، فأصبح الشعب الأفغانى حليفًا للولايات المتحدة فى حربها على الإرهاب.
 
ولقد تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية، مدعومة من قبل التحالف، هزيمة الإرهاب وقتل أحد قادتهم، الزرقاوى وقتها، بعد أن حرمته من الملجأ الآمن فى العراق.
 
ثانيًا: فرض الهيمنة الأمريكية، وتحقيق السيطرة العالمية على مناطق العالم.
 
لقد أعطت الاستراتيجية الأمريكية لمحاربة الإرهاب الغطاء الشرعى للولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على العالم، ودمجه تحت زعامتها، حيث مكنتها هذه الاستراتيجية من تعزيز نفوذها فى مناطق مختلفة من العالم، فقد منحت الحرب التى شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على كل من تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» فى 2001 واشنطن قواعد عسكرية فى أفغانستان ودول أخرى فى آسيا الوسطى والقوقاز، تحت غطاء محاربة الإرهاب، وهذا ما عزز وجودها فى منطقة بحر قزوين، فالنجاح التى حققته الولايات المتحدة فى كل من العراق وأفغانستان جعلها تنتقل للخطوة الثانية لمواجهة الإرهاب، التى ستعزز وجودها فى منطقة الشرق الأوسط، وهى استهداف إيران وملفاها النووى، فقد أعلن الرئيس السابق  أوباما فى 2011 فرض عقوبات اقتصادية على إيران، من خلال استهداف الصادرات النفطية الإيرانية، فضلًا عن العقوبات التى سوف تتلقاها البنوك، حتى البنوك المركزية التى تجرى معاملات نفطية مع إيران. كما أعلن الرئيس السابق أوباما فى 2012 أن الحل السلمى مع إيران مازال ممكنًا، ولكن الخيارات الأخرى موجودة على الطاولة، من أجل منعها من امتلاك السلاح النووى، كما أنه سوف يضغط على كل من الصين والدول الأخرى التى تدعم صادراتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
 
ثالثًا: السيطرة على منابع النفط والتحكم فى أسعاره، مما يمكن الولايات المتحدة من التحكم فى المصالح الاقتصادية للقوى الكبرى.
 
ونجد أن الدافع الرئيسى وراء الحملة الأمريكية ضد الإرهاب هو السيطرة على النفط فقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالسيطرة على أفغانستان، ثم العراق، ثم إيران، وأخيرًا أفريقيا، من أجل السيطرة على منابع النفط من مواقعها القديمة الممتدة من الخليج إلى مواقعها الجديدة فى بحر قزوين، وحرمان الصين وروسيا من الوصول إلى بترول بحر قزوين، فنجد أن أفغانستان تمثل أهمية استراتيجية فيما يتعلق بموقعها الجغرافى كطريق لنقل صادرات البترول والغاز الطبيعى من آسيا الوسطى إلى بحر العرب، عن طريق خط أنابيب يمر عبر أفغانستان، حيث إن نقل بترول بحر القزوين عن طريق روسيا سيمكنها من السيطرة على دول آسيا الوسطى، كما أن نقله عن طريق إيران سيؤدى إلى دعم الموارد الاقتصادية لإيران، وهذا يتعارض مع مصلحة الولايات المتحدة المتعلقة بعزل إيران، كما أن نقله عن طريق الصين له مخاطر سياسية، فضلًا عن ارتفاع تكلفته الاقتصادية، ومن ثم فإن الطريق عبر أفغانستان سيحقق للولايات المتحدة هدفها فى السيطرة على منابع النفط.
 
أما العراق فهو يمتلك ثانى احتياطى نفطى فى العالم بعد السعودية، وهو ما يمثل 11% من الاحتياطات العالمية، وهذا الرقم قد يكون أكبر من ذلك، بسبب توقف التنقيب عن البترول منذ1980، بالإضافة إلى انخفاض تكلفته الإنتاجية وارتفاع جودته، فضلًا عن تشابك العلاقات بين رؤساء مجلس إدارة كبرى الشركات النفطية الأمريكية ورجال الحكم فى إدارة بوش، فهناك نحو 100 من المسؤولين فى إدارة البيت الأبيض يستثمرون فى قطاع الطاقة، مما يدفعهم للضغط من أجل حصولهم على نصيب الأسد من البترول العراقى.
 
ثانيًا، التحكم فى أسعار النفط: فهذا الأمر يمكن الولايات المتحدة الأمريكية من منع دول أوبك، خاصة دول الشرق الأوسط، من التحكم فى تحديد أسعار النفط، كما سيخفف من العبء على الاقتصاد الأمريكى بسبب ما مر به من نتائج أحداث 11 سبتمبر، حيث إن انخفاض سعر برميل البترول سيمكن الولايات المتحدة الأمريكية من خفض مدفوعاتها، وهذا قد كان الدافع الرئيسى وراء احتلال العراق، حيث إن خفض سعر البرميل بواقع عشرة دولارات سيحقق لها الكثير من المكاسب، وينعش اقتصادها الذى أصابه الركود بسبب أحداث 11 سبتمبر.. وغدًا نواصل إن شاء الله.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة