أصبح الإرهاب يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للأمن فى أوروبا، فعمليات الدهس والطعن، تحولت لأسلوب متبع فى العديد من الهجمات الإرهابية، وباتت السيارات والشاحنات والأسلحة البيضاء الخفيفة هى الأداة والسلاح الجديد لكل شخص له ميول متطرفة لتنفيذ هجمة إرهابية فى أوروبا، إلا أن تهريب الأسلحة إلى أوروبا لا يزال يثير قلق الدول الأوروبية.
وأكدت صحيفة "دياريو دى ليون" فى تقرير لها أن قطر أحد أهم المصادر التى يحصل من خلالها الإرهابيين على الأسلحة، حيث إنها فضلا عن أنها تدعم الارهاب عبر تمويلها لمساجد راديكالية خاصة فى إسبانيا، أعلنت مؤخرا رغبتتها فى بناء 150 مسجدا فى البلد الأوروبى، وهذه الخطة تثير قلق إسبانيا، خاصة بعد أحداث برشلونة وكامبريلس الإرهابية الأخيرة، إلا أنها ترسل أيضا الأسلحة إلى أوروبا.
وأكدت الصحيفة أن 90% من الأسلحة التى تصل لأوروبا تسافر من ليبيا إلى إيطاليا، ومن إيطاليا يتم توزيعها على باقى أوروبا، وهذا يتم عن طريق دفع قطر رشاوى حتى يتم نقل الأسلحة إلى ليبيا على متن طائرات ومنها إلى أوروبا، ولكن أيضا هناك طريقا آخر، وهو من سوريا إلى المغرب ومنها إلى إسبانيا ثم إلى بلدان أوروبا الأخرى.
وفى السياق نفسه قالت صحيفة "الكونفيدينثيال" الإسبانية إن الشرطة الوطنية الإسبانية قامت بتكثيف الرقابة على الحدود والموانئ، وذلك فى إجراءات أكثر فاعلية ضد السوق السوداء، للحصول على الكثير من المعلومات حول طرق تهريب تنظيم داعش الإرهابى للأسلحة فى أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجهات الأمنية الإسبانية أكدت وجود صلات محتملة بسوريا من داخل إسبانيا، وتعمل هذه الجهات على كشف تلك الصلات، ووفقا لبعض المعلومات فإن داعش لديها طريقين لإدخال الأسلحة إلى أوروبا، عبر بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفى كلا الحالتين إسبانيا يمكنها استقبال وتصدير الأسلحة إلى باقى دول القارة.
وأوضحت الشرطة الوطنية أنه على وجه التحديد أن داعش تستخدم إسبانيا كـ"ميناء دخول"من إفريقيا إلى باقى أوروبا، ولكن بعض الخطط تكافح من قبل خدمات مكافحة الإرهاب، والبعض الآخر ينجح فى العبور.
وقالت الصحيفة الإسبانية إلى أن الشرطة الوطنية أرسلت تعزيزات إلى المناطق الحدودية من بورتيبو جيرونا وموانئ البحر المتوسط المختلفة، وخاصة تلك التى تؤدى إلى برشلونة، وذلك لمنع تهريب الأسلحة التى من الممكن أن تقع فى أيدى داعش.
وشددت الجهات الأمنية وعمليات التفتيش فى محطة بوتيبو وفى الموانئ، والهدف من ذلك كشف الروابط الموجودة بين إسبانيا وسوريا، والتى ستكشف الإرهابيين الموجوديين داخل إسبانيا والذى من خلالهم يتم التعامل مع داعش فى سوريا.
وكشفت بيانات ومعلومات من الشرطة الوطنية أن الكلاشينكوف هو السلاح الأكثر استخداما من قبل الإرهابيين والذى تم استخدامه فى هجمات كل من باريس وبروكسل، ويمكن الحصول عليه فى السوق السوداء بأقل من 100 يورو، ووفقا للمصادرالأمنية "نحن ندرك أن عصابات المافيا تبيعه بسعر يتراوح بين 1500 و2000، الأمر الذى يدل على القوة الاقتصادية لداعش.
وكشفت المعلومات أن الإرهابيين يرون أن بنادق AK-47مناسبة بشكل كبير لأهدافهم، حيث يصبحون قادرين على إطلاق 300 طلقة فى الدقيقة الواحدة، وهو السلاح المثالى لتنفيذ هجمات مثل هجمات باريس، أما بالنسبة للمتفجرات التى تستخدمها داعش حسبما ذكرت الشرطة الوطنية فإن الإرهابيين لا يستخدموا المتفجرات فى السوق السوداء، ويستخدمون متفجرات سائلة تتكون من الأسيتون، بيروكسيد الهيدروجين وحامض الكبريتيك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة