هذه موجة مستحقة من الاستياء، وفى اعتقادى فإن الذين فكروا فى صناعة هذه الإعلانات لم يستهدفوا الترويج لشركاتهم، وإنما قصدوا «ركوب التريند» فحسب، والتريند هو التوجه العام الذى يتجه إليه غالبية الناس بالبحث عبر الإنترنت، فغالبية الشعب المصرى بحثت خلال الفترة الماضية عبر المواقع المختلفة عن أى أخبار أو تحليلات تصب فى سياق متابعة مشوار مصر فى النهائيات، ولأن شركات الاتصالات تريد أن تلاحق الناس أينما حلوا فقد فكروا فى صناعة حملات إعلانية تروج لمنتجاتهم مستغلين «التريند» فأتت الرياح بما لا تشتهى السفن، وانقلب السحر على الساحر، وأصبحت اللعنة هى الكلمة المرافقة لتلك الشركات.
شركة أساءت إلى الشعب المصرى وكأنه فأل شؤم، فقد هداها تفكيرها إلى أن الشعب المصرى الذى «ينبر» على المنتخب هو المسؤول عن عدم تأهل الفريق القومى، وبهذا السفه الفكرى تسفه هذه الشركة من قيمة العمل والسعى والخطط والمعسكرات لحساب عادات التفاؤل والتشاؤم، ولا تضع المسؤولين عن كارثة عدم تأهلنا لكأس العام طوال هذه السنوات أمام مسؤوليتهم، وإنما تجعل الشعب هو المسؤول لأنه سبب انتكاس المنتخب لا لشىء إلا لأنه يتمنى كل دورة أن يرى أبناء بلده فى هذا الحفل الدولى الكبير، والشركة الأخرى أتت بكبار السن فى تصوير هزلى لا يتناسب مع قدسية الشيخوخة ولا هيبة الشعر الأبيض وصورتهم وكأنهم لوحة كاريكاتورية ليقولوا للاعبين «يا تلحقونا يا متلحقوناش»!!
فعل «ماسخ» فى الطريق العام، وحملات إعلانية تافهة ترسخ للتفاهة والخرافة والتتفيه من كل قيمة، والسبب فى هذا هو السعى المحموم لملاحقة الناس عن الظهور لهم فى كل ما يهتمون به، لكن للأسف فقد سلكت هذه الشركات الطريق الخطأ بأن خاطبت واحدة روح الخرافة فى الوجدان، وحطت الأخرى من شأن فئة عمرية هى أولى بالتقديس والاحترام، وفى اعتقادى أنه لو بذلت تلك الشركات مجهودا أكبر فى تنمية شبكاتها وتطوير بنيتها التحتية لكان خيرا لها ولنا، وإن كانت هذه الشركات تريد أن تخاطب الجمهور حقا وأن تتفاعل معه فى اهتماماته فأرجو أن تقوم بعمل مسابقة بين عملائها يكون الفائز فيها من يقوم بعمل مكالمة دون أن تفصل الشبكة أو ينقطع الإرسال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة