وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية صمت رئيسة وزراء ميانمار الحاصلة على جائزة نوبل للسلام أونج سان سو كى إزاء المآسى والمذابح التى يتعرض لها مسلمى الروهينجا فى إقليم راخين بـ"المخجل".
وقالت الصحيفة –فى تقرير لها بثته على موقعها الالكترونى اليوم الأربعاء، أنه رغم أن سو كى تبوأت مكانة مرموقة فى العالم باعتبار أنها كانت سجينة سياسية دافعت من أجل الديمقراطية وعارضت الحكم العسكرى لبلدها، إلا أنها لم تظهر اهتماما كافيا بـ"التوفيق والمصالحة" بين البوذيين ومسلمى الروهينجا.
وأوضحت الصحيفة أن سكان ميانمار يعد خليطا متقطعا ومتعدد الديانات يتألف من العشرات من الجماعات العرقية، ولكن الحقيقة تؤكد أنه لم يتم إهمال أو اضطهاد أى مجتمع فى ميانمار أكثر من الروهينجا، الذين حرمهم العسكريون من حقوق المواطنة الخاصة بهم عام 1982.
ومنذ ذلك الحين، أشارت الصحيفة إلى أن مسلمى الروهينجا عاشوا فى ظروف تشبه الفصل العنصرى فى ولاية راخين، وهو ما دفع المراقبون إلى الاعتقاد بأن التمرد المتنامى هناك بسبب عقود من الإساءة والاضطهاد الحكومى أكثر خطورة من ازدهار شبكة تنظيم داعش الإرهابى على أراضى ميانمار.
وأبرزت الصحيفة أن جماعات حقوق الإنسان حذرت مرارا من تداعيات اضطهاد مسلمى الروهينجا. ففى عام 2015، صنف متحف الهولوكوست الأمريكى ميانمار بأكثر دولة فى العالم معرضة لخطر الإبادة الجماعية.
ونقلت الصحيفة عن يانجى لى، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان فى ميانمار، قولها "إن الزعيمة الفعلية لميانمار يجب أن تتنحى- وهذا ما نتوقعه من أى حكومة- من أجل حماية كل شخص يعيش فى ميانمار".. مشيرة إلى أن أكثر من ألف شخص من الروهينجا قتلوا خلال الأسبوع الماضى فقط.
وتابعت الصحيفة تقول "مع ذلك، تظل سان سو كى صامتة بشكل واضح عن الفظائع المبلغ عنها، حتى مع إصدار قادة العالم وممثلى المنظمات الدولية موجة من بيانات الشجب والإدانة. بيد أن المدافعين عن سان سوكى يقولون أنه يتعين عليها السير على خط دقيق مع الجيش، المدعوم بشكل كبير من البوذيين القوميين داخل ميانمار".
وأضافت "واشنطن بوست" أنه بغض النظر عن سنوات صمت سان سوكى، تتجلى حقيقة اخرى وهى أنها لم تقم برفع القيود الصارمة التى تفرضها الدولة على وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المختلفة المتضررة من تنامى التمرد. كما أن السلطات هناك لم تسمح بدخول وسائل الإعلام المستقلة لتغطية وكشف ما يحدث فى ولاية راخين.
وأخيرا، قالت الصحيفة الأمريكية أن الأحداث المحيطة بالروهينجا اتخذت طقوسا طائفية مثيرة للقلق، وأصبحت محنة الروهينجا قضية شائكة فى الدول ذات الأغلبية المسلمة فى حين تضاربت الآراء حيالها فى الهند، حليفة ميانمار الحيوية والتى تدرس حكومتها الهندوسية القومية ما إذا كانت سترحل آلاف اللاجئين من الروهينجا عن أراضيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة