سبحان مغير الأحوال، أخيرًا يشرب النظام القطرى من نفس الكأس، الاضطرابات والفوضى وثورة المواطنين على الحاكم الفاسد، ولكن فى الحالة القطرية لا خداع ولا حروب موجهة عن بُعد بالريموت، وإنما إدراك متأخر من الشعب القطرى لجرائم وخطايا العصابة التى تحكمه، التى وضعت أيديها فى أيدى أعتى الإرهابيين لتدمير الدول العربية المستقلة، واستقدمت أعداء الأمة العربية إلى شواطئ الخليج، وأنفقت المليارات على مخططات تدميرية، الهدف منها السيطرة على مقدرات دول عربية شقيقة، ولكن بعد تفتيتها.
اليوم يثور القطريون على حكم تميم، أو كما يسمونه تميم الذميم، ويدعون للخروج جميعًا لإسقاطه، سواء فى مؤتمرات المعارضة المتنامية فى الخارج أو فى مظاهرات المواطنين فى الداخل الرافضين لما وصلت إليه قطر من انحدار وانهيار، فهى الدولة المنبوذة المدموغة برعاية وتمويل التنظيمات الإرهابية فى العالم، وهى الدولة المستباحة من كل القوى الكبرى والإقليمية بقرار ورضا تنظيم الحمدين، فبعد الأمريكان أتى الفرس والأتراك، ولو استطاع تميم، لمنح باكستان وبريطانيا وجودا عسكريا على أراضى بلاده، لأنه لا يثق فى جيشه وشرطته.
وأصبحت الدولة القطرية بفعل شطط تنظيم الحمدين وكراهية العصابة الحاكمة فى الدوحة لكل ما هو عربى، نموذجا للدولة الخائنة التى تدفع المليارات لعصابات المرتزقة، لشن الحروب وفتح جبهات ضد أشقائها الخليجيين والعرب، فلماذا يختار تميم الذميم السير فى طريق الخيانة؟ ولماذا تصر العصابة التى تساعده فى الحكم على الارتماء فى أحضان إسرائيل وتركيا وإيران، والتلويح بالحرب ضد الأشقاء فى الخليج؟
إنه الوهم الذى تعيش فيه العصابة الحاكمة فى الدوحة، وهم شراء المكانة والزعامة والقوة بالمال، ووهم السيطرة من خلال تدمير الدول العربية، وتفتيتها وفقًا للمشروع الصهيو أمريكى للاستيلاء على مساحات من السعودية والإمارات والبحرين لتكوين قطر العظمى، والهيمنة على الخليج.
هكذا سولت لهم أنفسهم عصابة الدوحة، وأغرقتهم تل أبيب وطهران وأنقرة فى أوهام القوة التى لا يملكون منها شيئًا حتى يتمكن آيات الله من الانفراد بالمنطقة، وحتى يحقق السلطان العثمانى المزيف حلمه بإحياء الخلافة العثمانية، وحتى تتخلص إسرائيل نهائيًا من أى قوة منافسة وتمد سيطرتها إلى ثروات الخليج.
لكن تظل الأوهام أوهامًا مع عصابة الدوحة، وسرعان ما تتكسر على صخور الواقع ويقظة الدول العربية الكبرى، وانتباه الشعب القطرى المسالم والمحب لعروبته وأشقائه فى الدول العربية، وها هى ساعة الحساب تقترب، ليعلن القطريون بأنفسهم ساعة إسقاط الذميم وعصابته، وتغيير السياسات التى جاءت بأعداء العرب إلى الدوحة، وكذا وقف التمويل والدعم للتنظيمات الإرهابية فى الدول العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة