أكرم القصاص

النصاب التخصصى والمنصوب عليه الافتراضى

الخميس، 07 سبتمبر 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنا نتحدث عن كتائب النصابين الافتراضيين الذين يرمون شباكهم على صفحات وتايملاين فيس بوك وتويتر، ويوتيوب وباقى شبكات التواصل، فلا يمكن تجاهل الدور الطبيعى والمهم الذى بدونه لا يكتمل النصب، ونقصد به الطرف المستعد لتصديق الأكاذيب، يتعاطى ويشارك الأخبار الكاذبة والبوستات المضروبة والفيديوهات الترويجية لكبار صناع النصب العلنى.
 
وما كان لدعاة الغبرة وتجار الخرافات ودجالى السحر الأسود والأعمال الكاروهات أن ينتشروا، من دون مستخدمين مستعدين لتصديق الهراء ومنح لايك لأى مدع، من هؤلاء من يفعل ذلك بأجر وهو شريك فى عمليات النصب العلنى، ومنهم أغلبية لا يستفيدون بل هم ضحايا لنصاب وفى نفس الوقت يصدقوه، ويمكن أن يساعدوه.
 
وفى عمليات النصب باسم توظيف الأموال وتوليد الفلوس، فإن طمع المنصوب عليهم هو الطرف الآخر الذى يشجع النصاب على حبك عمله وانتزاع الملايين من جيوب المنصوب عليهم، وكانت آخر إحصائية عن النصب باسم توظيف الأموال تقول إن النصابين المستريحيين انتزعوا 2 مليار جنيه خلال 6 أشهر فقط، من ضحاياهم، وهؤلاء الضحايا بالتأكيد قرأوا وتابعوا العشرات من المستريحين الهاربين بملايين زملائهم الضحايا ممن يصدقون أن الفلوس يمكن أن تلد، ومثلما يوجد ضحايا لا يتعظون من سقوط المستريحين، فيسلموا أموالهم لنصابين جدد يوجد دائما مستعدون لتصديق أى نصاب افتراضى يقدم فيديوهات وقصص مسروقة ومزيفة يقدمها طعم لاصطياد مشاهدين ولايكات تضاعف الملايين فى خزانته، ولهذا يتكاثر تجار الوهم على شبكات التواصل مع تجار النصب، ومن المفارقات أن عددا لا بأس به من المستريحيين ظهروا وروجوا بضاعتهم من النصب باستخدام شبكات التواصل.
 
ولم يكن يروج كل هذا العدد من دعاة النصب، لولا وجود كتائب من المسفيدين تقوم بالتسويق، وآخرين مستعدين للتصديق، وترويج أى هراء من دون تشغيل عقل أو استعمال منطق.
 
هناك بالطبع نوعيات من الأخبار والشائعات يتم إطلاقها بتعمد وبهدف التشويش واللخبطة، ووراءها لجان من الموظفين بأجر تروج وتنشر، لكن الطرف الأهم هو هؤلاء الذين ينشرون ويعيدون مشاركة هذا الهراء من دون مراجعة أو أسئلة بسيطة يمكن أن تفرق بين الحق والباطل. ولا يمر يوم من دون عشرات الحالات من النصب وترويج الأخبار والشخصيات المزيفة، ومن هؤلاء من ليس له مصلحة ربما فقط هم ممن يغريهم اللايك والشيرر فيندفعون لإعادة نشر أى كلام.
 
عشرات الأحداث والأخبار والصور والتصريحات التى يتم التلاعب فيها أو توجيهها, استنادا لسذج يستهلكون أى كلام. ولا يعنى الأمر أنه لا توجد مشكلات، لكن هناك فرقا بين الواقع والادعاء وبين الخبر والشائعة.
 
ولعل قصة الداعية الذى كشفته حملة تسويق فجة يعتبر مثالا لأنواع أخرى من النصب باسم المصلحة أو الدين، ومثلما تزدحم الشبكات الاجتماعية بعشرات الجادين هناك مئات المدعين والنصابين، ومن يمارسون الابتزاز أو يروجون لحادث من طرف واحد ولا يمنحون الطرف الآخر حقه فى التعقيب أو التفاعل وتصحيح ما يمكن أن يكون خطأ، وما كان يمكن للأخبار والأشخاص المزيفون أن يروجوا بضاعتهم ويصطادوا ضحايا، لولا وجود «مغفلين» مستعدين لنشر كل هذا التزييف من دون سؤال أو عقل أو منطق.
 
وإذا كان المستريح النصاب لابد له من طماع، فإن النصاب الافتراضى بحاجة إلى مغفل يعيد نشر أو يمنح لايك للتزييف. 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة