عبر الموقع الإلكترونى لـ«اليوم السابع» نشرت أمس الأول تحقيقا مصورا عن أعواد متحف الموسيقى العربية، للمرة الأولى طالع المهتمون بهذا الشأن أهم تفاصيل ثروة مصر الموسيقية المنسية والمتجسدة فى أعواد المتحف التى لم تمتد إليها يد من قبل بالبحث أو التوثيق، وفى الحقيقة فإن هذا المجهود لم يكن ليرى النور لولا ذلك التعاون الكامل الذى لمسناه من قيادات وزارة الثقافة الواعية، وأخص بالذكر هنا الدكتورة الفنانة إيناس عبد الدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية، والأستاذ محمود عفيفى، مدير المعهد، وفى الحقيقة أيضا لم يكن لهذا الأمر أن يتم بالصورة التى ستراه عليها من دون هذا السعى الفنى المحموم من الموسيقى المصرى حازم شاهين ذلك الفنان الذى كتبت عنه منذ أيام مقالا بعنوان «المتوحد مع عوده» مؤكدا أنه يعمل فى صمت منذ سنوات طويلة على توثيق الأعواد المصرية وإعادة الروح إلى العود الشرقى وأنه يقف وراء حالة راقية من البحث العميق مادا يد العون إلى الكثير من الباحثين والصناع لإعادة البهاء بهذه الصناعة، وقد كانت فكرة توثيق أعواد مصر المحفوظة فى متحف الموسيقى العربية حلما راوده كثيرا وسعى إليه مجتهدا حتى حققنا هذا الحلم سويا.
رحلة شيقة أدعوك إلى مشاركتى إياها بالاطلاع عليها كاملة عبر الموقع، كما أننى أدعو هنا وزارة الثقافة إلى توثيق كافة مقتنيات هذا المعهد حفاظا عليها من أى تغيير ودعما للباحثين والصناع على وجه سواء، كما أدعو إلى أهمية إحياء مدارس تعليم صناعة الآلات الموسيقية التى كانت منتشرة فى العهد الملكى حتى أخرجت لنا العديد من الصناع المهرة، فقد كان بمصر قسم لصناعة الآلات الموسيقية بمدرسة الصناعات الزخرفية التى أنشأها محمد على، وقد كان هذا القسم تحت رئاسة الصانع المصرى الشهير «إبراهيم خليل الجوهرى» وهو ما يؤكد أن الازدهار ليس نباتا شيطانيا يظهر بلا إعداد، لكنه حصاد لما نزرعه، وأخيرا أطالب مرة أخرى بعمل معرض سنوى لصناع الآلات الموسيقية، ومسابقة سنوية أيضا بينهم لدعم روح المنافسة وإحياء العود الشرقى والوقوف ضد عوامل طمس الهوية التى نشهدها الآن.