يمتلك محمد بركات نجم الأهلى ومنتخب مصر السابق، الذى يحتفل بعيد ميلاده اليوم، حياة أشبه بالفيلم السينمائى الذى يمر بمجموعة من المطبات الصعبة والمفاجآت المذهلة التى غيرت كل حياته، فيما لعبت الصدفة الدور الأكبر فى حياة هذا اللاعب الموهوب وحولها الحظ من قمة اليأس إلى منتهى الأمل ومن الفشل إلى النجاح.
"الزئبقى" حكى مشواره مع الساحرة المستديرة قائلا، "لعبت الكرة بالصدفة حينما شاهدنى عمى ألعب فى الشارع وقال لى إننى موهوب، وأجرى عدة اتصالات بصديقه حمادة إمام، كابتن نادى الزمالك، وحصل منه على كارت توصية لأنضم لناشئى النادى الأبيض، لكننى ذهبت فى وقت لم يكن فيه اختبارات ولم أجد من يشاهدنى فقررت العودة بعد مشورة والدى، وأثناء العودة للبيت لم تفارق الدموع عينى، تبخر الحلم، وسأل أحد المارة والدى عن سبب دموعى فحكى له القصة فأبلغه أنه مدرب فى نادى السكة الحديد ومستعد لضمى الآن لو وجد لدى الموهبة، وفعلاً شاهدنى وضمنى وأصبحت ناشئاً فى السكة الحديد".
وصنع محمد بركات تاريخياً ذهبياً سواء مع الإسماعيلى أو الأهلى أو منتخب مصر بعد مشوار لن ينسى مع الساحرة المستديرة.
كانت بداية بركات مع نادى السكة الحديد عام 1996، ثم انتقل إلى الإسماعيلى عام 1998 واستمر معه حتى عام 2002 حيث انضم إلى أهلى جدة السعودى ولعب له موسم 2002-2003، ثم انتقل إلى العربى القطرى موسم 2003-2004، قبل أن يحط الرحال فى الأهلى منذ موسم 2004-2005 حتى أعلن اعتزاله كرة القدم فى 12 يونيو 2013، بعد مشوار حافل استمر أكثر من 20 عامًا.
عند انتقال الزئبقى إلى الأهلى، بدأت الشائعات تؤكد أن الفريق الأحمر تعاقد مع التروماى وخسر ما دفعه للتعاقد مع لاعب قد انتهت صلاحيته، ووجوده لا يفيد أى فريق.
ولم يرد بركات وفضل الصمت حتى فجر القنبلة داخل الملعب وتألق، بل وفى موسمه الأول قاد الفريق للحصول على بطولة الدورى دون هزيمة واحدة، وبعدد تاريخى من النقاط، وكون مثلث الرعب مع النجمين تريكة ومتعب، ثم بطولة دورى أبطال أفريقيا لموسم 2005 وكان الزئبقى هدافاً لهذه البطولة برصيد 6 أهداف، واستطاع أن يحصل على أفضل لاعب أفريقى من هيئة الإذاعة البريطانية (BBC 2005)، وأحسن لاعب محترف داخل القارة السمراء 2005 أيضا، كما تم ضمه للتشكيلة الرئيسية لمنتخب أفريقيا عقب بطولة كاس الأمم الأفريقية 2006 التى استضافتها وفازت بلقبها مصر.
قبل أن يحصد جميع الألقاب مع الأهلى القاهرى فتوج معه بـ7 بطولات دورى منذ موسم 2004-2005 حتى موسم 2010-2011، وبطولات سوبر محلية، وكأس مصر مرتين، ودورى أبطال أفريقيا 4 مرات أعوام 2005 و2006 و2008 و2012، وكأس السوبر الأفريقى 4 مرات أعوام 2006 و2007 و2009 و2013.
اعتزل بركات اللعب دوليًا عقب فشل منتخب مصر فى التأهل لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010، رغم محاولات المدرب الأسبق للمنتخب حسن شحاتة والمدرب الأمريكى السابق بوب برادلى إقناعه بالعودة، إلا أن اللاعب صاحب القميص رقم "8" مع ناديه و"12" مع المنتخب أصر على موقفه.
ويعتبر بركات أول لاعب مصرى يحصل على جائزة أفضل لاعب أفريقى من هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" فى عام 2005، وأفضل لاعب محلي داخل القارة السمراء في العام ذاته، كما حصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري المصرى عدة مرات، وأفضل لاعب أفريقى فى استفتاء مجلة سوبر الإماراتية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة