تتكبد الدولة مليارات الجنيهات من أجل توفير رغيف الخبز والسلع التموينية الرئيسية للمواطنين، كما تتحمل الأجهزة الرقابية جهدا كبيرا فى مراقبة هذه الأموال من أجل إيصال الدعم إلى مستحقيه ، إلا أن عددا من البدالين ومسئولى مكاتب التموين الفاسدين والجشعين يلجأون لعدد من الوسائل والطرق والحيل، للاستيلاء على أموال الغلابة من الدعم التموينى ومن أبرز الألاعيب.
أبرز ألاعيب لسرقة مخصصات الدعم
يتعاون بدالو التموين مع رؤساء مكاتب التموين فى عدم تسليم، المواطنين لبطاقات التموين الـ" البدل فاقد والتالف" ، فى موعدها وتأخيرها لمدد تتراوح مابين أسبوع و15 يوما، ويتم خلالها صرف الحصص الشهرية من التموين والعيش دون علم المواطن .
كما يلجأ بعض بدالي التموين إلى صرف مقرارات التموين للمواطنين الذين يملكون بطاقات بها أكثر من 5 أفراد، فيتم الصرف لثلاثة أشخاص فقط بحجة وجود عطل يمنع صرف باقى الاشخاص، ولذلك يرفض إعطاء المواطن بون الصرف، مما يجعله يجهل قيمة المقررات التموينية المصروفه له ، وهى من الحيل التى يستخدمها سارقى اموال الدعم .
وكل هذا بالاضافة إلى البطاقات الوهمية التى يستخرجها البدال من مكاتب التموين بالاشتراك مع بعض المواظفين المرتشين ، ويتم صرف المقررات التموينية من خلالها ، وهو ما يكبد الدولة الكثير من الأموال .
كما يلجاء بعض أصحاب المخابز إلى اختراق السيستم وهو أن يتمكن صاحب المخبز من تسجيل عمليات بيع وهمية للخبز على سيستم شركة "تطبيقات الكروت الذكية SMART"، وهي الشركة المسئولة عن حساب عمليات بيع الخبز على مستوى الجمهورية عن طريق ماكينات ضرب بطاقة الخبز المتوفرة في أكشاك بيع الخبز والمخابز، لأن وزارة التموين تقوم بدفع قيمة الخبز الفعلية لصاحب المخبز (القيمة الفعلية للرغيف هي 55 قرشاً، أي أن الدولة تدفع 50 قرشاً عن كل رغيف مباع لصاحب المخبز).
وبالتالي فكلما ارتفعت مبيعات الخبز على السيستم كلما ارتفعت المبالغ المالية التي يستلمها صاحب المخبز من الدولة.. ولذلك ابتكروا طرقهم لاختراق هذا النظام .
كما يتم سرقة مخصصات الخبز للمواطنين عن طريق صرف عدد الأرغفة التي يحتاجها فيقوم صاحب المخبز بضرب 3 أيام كاملة من رصيد المواطن ولا يعطيه بون الصرف، والهدف من ذلك هو أن يتم التسجيل على السيستم بأن هذا المخبز صرف آلاف الأرغفة يوميا وهو ما يعني ارتفاع رصيده المالي، ولذلك يتسابق أصحاب المخابز جشعاً في تسجيل أكبر عدد ممكن من عمليات بيع الخبز الوهمية بالتحايل بكل الطرق على السيستم، فقامت شركة "SMART"، بتغيير إصدار البرنامج "31.2" إلى "21.0"، لتجنب عمليات التحايل السابقة، فظهرت بعد ذلك حيل أخرى.
ومن الالاعيب التى استخدامها سارقو أموال الدعم التموينى الفلاشات ، حيث يتم توصيلها بماكينة صرف الخبز بالأكشاك أو المخابز، لكي يتم السحب بنفس الطريقة من جديد، لأنها تؤدي إلى إفشال النظام في رصد تلك العمليات، ويتم الحصول على هذه الفلاشات بمبالغ كبيرة للفلاشة الواحدة، ومن بعدها قامت شركة "SMART" بعمل نظام أمني لكي يتم إيقاف الماكينات التي يتم توصيل الفلاشات بها، وعندما يقوم أي من أصحاب المخابز بتوصيل فلاشة بالماكينة يتم تعطيل الماكينة ويظهر بها خطأ رقمه (991)، ولا يتم تشغيل الماكينة مرة أخرى إلا عن طريق مباحث التموين.
يتم التلاعب بالسيستم وذلك بوضع بطاقة (الكارت الذهبي) بالماكينة وقبل تسجيل عملية السحب من البطاقة يتم نزعها وتركيبها مرة أخرى، فيظهر الرصيد المتاح "بالسالب"، وبذلك يكون صاحب المخبز قد قام بتسجيل بيع 1000 رغيف بعملية وهمية، لأن هذا الكارت يتم شحن رصيده بـ1000 رغيف يومياً كلما تم صرف الرصيد اليومي منه، وهذا الكارت مخصص في الأصل للمغتربين الذين لا يملكون بطاقة لصرف الخبز، ليقوم صاحب المخبز بصرف الخبز منه للمغتربين، وأحياناً ينتج عن هذه الطريقة خلل في السيستم فيقوم بتسجيل أن الكارت سحب 10 آلاف رغيف بدلاً من 1000، إضافة إلى استخدام بطاقات مسروقة لتسجيل عمليات بيع وهمية لرفع رصيد المبيعات.
كيفية مواجهة ألاعيب سرقة قوت الشعب
ومن جانبه قال محمد سويد المتحدث الرسمى باسم وزارة التموين، أنه تم مواجهة هذه الألاعيب بحزمة من القرارات الحكومية التى، تمكنت من القضاء على تهريب الدقيق وسوء التخزين، والتلاعب فى نقاط الخبز.
وأوضح سويد فى حديثه لـ " اليوم السابع "،أنه بصدور قرار وزارى بتجريم حيازة البطاقات التموينية للبدالين، تم القضاء على فكرة تجميع البطاقات والتلاعب بها، مضيفا أن العقوبة فى هذه الواقعة تصل إلى سحب رخصة البدال و الغلق .
وشدد سويد على أن الهدف ليس هو تغليظ العقوبات لكونها شىء مكمل، وإنما الهدف هو الوصول بالدعم إلى مستحقيه، وذلك من خلال المنظومة الجديدة التى اتبعتها الوزارة ، والتى بموجبها يتم محاسبة صاحب المخبز على الدقيق بالسعر الحر، وكذلك أصحاب المطاحن.
ومن الإجراءات التى تم تعديلها للحفاظ على أموال الدعم وحقوق المواطنين، نزول نقاط الخبز الخاصة بالمواطن فى السيستم الجديد بالمطحن وليس المخبز.
واختتم سويد حديثه قائلا، من خلال هذا العقد الجديد الذى ينظم العلاقة بين صاحب المخبز والوزارة، واعطاء صاحب المخبز الحق فى رفض حصة الدقيق حالة ثبوت عدم جودتها ، وتدرج العقوبات فى واقع التلاعب فى وزن رغيف الخبز، أعطى مساحة لعهد جديد لأصحاب المخابز الشرفاء لإثبات دورهم فى المنظومة الجديدة، مشيرا أنه يتم إنتاج ربع مليون رغيف يوما، فى منظومة تتكلف 85 مليار جنيه منهم 40 مليار سلع و45 مليار خبز.
ابراز جرائم سرقة مخصصات الدعم
كشفت الأجهزة الرقابية عن قضية فساد جديدة بالتموين، وضبطت الإدارة العامة لشرطة التموين مدير عام "كبير باحثين" بتموين العجمى فى الإسكندرية، لاستيلائه و4 آخرين على 914 بطاقة تموينية خاصة بالمواطنين.
وكشفت تحقيقات أجهزة الأمن، أن المتهمين استولوا على بطاقات تموينية خاصة بالمواطنين، واستولوا على المقررات الغذائية وأموال الدعم التى كفلتها الدولة للمواطنين.
واعترف المتهمون باستيلائهم على أموال الدعم، فأحالهم اللواء ياسر صابر مساعد وزير الداخلية لشرطة التموين للنيابة.
وتمكنت الإدارة العامة لمباحث التموين برئاسة اللواء حسنى زكى مدير الادارة من ضبط صاحب مخبز بالغردقة بمحافظة البحر الأحمر يقوم بالتلاعب واختراق نظام تشغيل منظومة الخبز بإثبات عمليات صرف خبز وهمية باستخدام فلاشات "USP " خلافاً للحقيقة وبصفة يوميه وتصرفه في كميات من الدقيق البلدي المدعم إستخراج82% وببيعها في السوق السوداء مستولياً على أموال الدعم.. مُحققاً من جراء ذلك أرباحا طائلة غير مشروعه.. وتبين تصرفه فى كميات كبيرة من الدقيق المخصص لإنتاج الخبز المدعم قدرت ب 140 شيكارةدقيق بلدي استخراج 82 % زنة الشيكارة 50 كجم بإجمالي وزن 7 طن دقيق.
كما تبين استيلاؤه علي أموال الدعم بدون وجه حق حيث ورد تقرير اللجنة المشكلة من قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين يفيد بأن المبالغ التي تحصل عليها مقابل إنتاج وتصنيع الخبز دون إنتاجه فعلياً 137000جنيه قام بالاستيلاء عليها بدون وجه حق
فيما قرر أشرف فؤاد زيدان رئيس نيابة الأموال العامة بجنوب القاهرة حبس 16 متهما بينهم موظفون و13 شخصا آخرين من أصحاب المخابز وبدالين التموين، 4 أيام على ذمة التحقيقات، ووجهت لهم النيابة عدد من التهم ومنها الاستيلاء على المال العام من مقررات التموين بدون وجه حق.
وكانت قد نجحت الإدارة العامة لشرطة التموين وحدة مكافحة غسل الأموال فى توجيه ضرب موجعة لسارقى أموال المواطنين من مخصصات الدعم للخبز والتموين، وتمكنت من ضبط 3 موظفين بإحدى الشركات المسئولة عن برمجة الكروت الذكية، يسرقون الدعم بالاشتراك مع 13 شخصا من أصحاب المخابز وبدالين التموين.
كشفت تحريات قسم مكافحة غسل الأموال بالإدارة العامة لشرطة التموين،عن قيام الموظفين الثلاثة، بالاشتراك مع 13 شخصا من أصحاب المخابز وبدالي التموين فى الحصول على أكثر من نصف مليون جنيه خلال 15 يوما من مخصصات الدعم للخبز والتموين فى عدد من أحياء القاهرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة