إذا كان الشعب يواجه عدوا ، فقد يكون كل شعب قادر على مواجهة عدو.. أما أن يواجه الشعب فى بلد ما أربعة أو خمسة أعداء أو عشرة أعداء ، قكيف يتسنى لمثل هذا الشعب أن ينجو؟ وإلى متى يستطيع مثل هذا الشعب أن يتحمل عناء المواجهة وضغوط الحروب ؟ وكيف يكون التحمل ؟
لقد أغلق السفاح البدين بلده بإحكام على أعداء وآلام كثيرة وبيديه الآثمتين ، وبلا تردد ، دون أن ينظر خلفه ، بينما الجيران الطيبون يبتعدون عنه وعن بلده وينأون بأنفسهم من غدره وخديعته وسواد قلبه وخبث نفسه التي تقتات على الكراهية . أغلق السفاح البدين أبواب بلده الصغير – على مشهد من العالم أجمعين - على شعبه الفطين ليسجنه مع السفاحين والقتلة والمطاريد والمرتزقة ومشاريع السفاحين الذين جمعهم من كل حدب وصوب في معسكراته المجرمة ليعدهم ويلقنهم ويطلقهم على الدول وعلى الشخصيات التي تختلف معه في كل مكان . كما أغلق الزعيم السفاح الباب على شعبه مع شيوخ القتل والارهاب والترويع الذين يسولون للسفاح الجريمة وسفك الدماء وهدم البلاد باسم الدين ليسلم له الكثيرون قيادهم وأعناقهم ويسيرون خلفه في مسيرة الظلام والندم . وأغلق السفاح الباب على وطنه الصغير الذي كان يرفل في النعيم من قبل ليعيش مع قوات أجنبية من أكثر من دولة يصولون ويجولون في البلاد ويأمرون فيطاعون وتكون لهم الغلبة ويكون على شعب السفاح السمع والطاعة . ولم يخل السجن الذي صنعه السفاح البدين لوطنه من زعيم كذاب يعجز عن مواجهة الحياة كرجل شجاع صادق ، فيلجأ الى الكذب والى الحنث بعهوده ، ليظهر دميما صغيرا قليل القيمة قصير القامة . وفي سجن السفاح البدين المغلق على شعبه الفطين أمير سفاح ينام في حضن الشيطان ويأتمر بأمره ويعيش بقلب ابليس المتعطش الى الدماء والى انفاق ما استخلفه الله فيه من الخير في سبيل الطاغوت وفي سبيل اراقة الدماء ومطاردة أحلام العظمة التي لا يمكن أن تكون لمثله . وفي سجن السفاح البدين متسع أيضا لظروف مواجهة مع شعوب متضررة من ايذاء السفاح لها وقتل أبنائها على يده الآثمة ومحاولته لتقويض حياة تلك الشعوب وهدم دولها بلا واعظ من ايمان ولا ضمير انساني . وفي سجن السفاح البدين متسع لآلام ضيق العيش وقلة المؤن ونزيف المال من قلة انتاج وهروب العمل وعزوف العمال والغاء الصفقات في الحاضر وشيوع الظلام في المستقبل .
لقد صنع السفاح البدين سجنه وسجن شعبه بيديه الآثمتين وأيدي معاونيه ، فأتقن الصنعة وأحكم الاغلاق بنفسه - عن جهل وفشل وخيبة أمل - ثم راح اعلامه يردد أن الكل مع الزعيم ، فكيف يكون الفطين مع البدين العقل المتخم البطن والقلب بالآثام والجرائم ؟! وكيف يصمد الشعب - في مواجهة كل تلك الجبهات المعادية - داخل السجن الصغير المغلق ؟ والى متى يستطيع الصمود ؟ ولأجل ماذا ؟
مهما كان حديث السفاح عن الصمود وعن المواجهة ، ومهما كان حديثه الكاذب عن التعرض الى مؤمرات خارجية ، ومهما كان حديث السفاح عن حسن نواياه الملوثة بالدماء في بلاد كثيرة ، ومهما ساند الأعداء والانتهازيون السفاح من اجل الغاز ومن أجل المال ومن أجل صفقات التجارة ومن أجل أحلام الأمس ، فان كل هذه المساندة وكل هذا الدعم لن يصمدا طويلا ، لأنهما من أجل المصلحة ومن أجل الدرهم والدينار ومن أجل الأنا ، فماذا أعد السفاح من مخزون لديه غير الدرهم والدينار يشتري بيهما هذا ويبيع هذا ؟
لقد ضل السفاح البدين في سعيه وما اهتدى وما يدرك موضع قدمه في الأمس ولا موضع قدميه اليوم . وقد لا يشرق الغد عليه الا وقد انتهى . فما أتاه السفاح من حروب شنها - باراد منفردة – ضد شعوب ودول كثيرة – وليس دولة واحدة أو ثلاثة أو أربعة – هو عمل عظيم الجريمة ظاهر العدوان عديم البصيرة وعدم التقدير لبأس الشعوب وكرامتها . فاذا نجا السفاح من باس دولة من الدول التي استعداها فلن ينجو من بأس اخرى قتل أبناءها وذبحهم على أيدي مرتزقته .
ان الشعوب فطنة كيسة . وعندما يفيض الكيل بشعب السفاح البدين ويكره كذبه وخداعه وغشه وما جلبه على البلاد من عار ومزلة وخيبة لا ترتجى ولا تحتمل ، فان الشعب الفطين سوف يجد طريقه االى الخلاص من السفاح البدين ، وبايديه وأيدي أبنائه ، وليس بيدي أحد آخر . والأمثلة لذلك كثيرة . حفظ الله مصر ورئيسها ووفقه الى الخير .