- سعد الجمال: أحمد عز طلب من أمين المحافظة ترشيح بديل لى فى انتخابات 2010 وكمال الشاذلى عرض علىّ منصب زعيم الأغلبية
- رئيس لجنة الشئون العربية بالبرلمان: خدمت فى قنا سنتين مدير أمن أنهيت فيهما 63 خصومة ثأرية وألفت كتاباً بعنوان "المواجهة فى أمن قنا"
فى البداية.. إذا كان لديك شغف العمل بالسياسة، لماذا دخلت كلية الشرطة ولم تلتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية؟
- الحقيقة أنه لا كان فى البال شرطة ولا اقتصاد وعلوم سياسية، مجموعى فى الثانوية العامة أهلنى للالتحاق بكلية الطب، ولكن رغبة والدتى كانت الالتحاق بكلية الشرطة، تنفيذًا لوصية والدى الذى توفى وتركنى وعمرى 10 سنوات، ووالدتى هى من تولت تربيتى أنا وإخوتى التسعة.. دخلت كلية الشرطة، وقررت وقتها أن أفوز بالمرتبة الأولى، وكانت المنافسة بينى وبين الدكتور عبدالعظيم الوزير، الذى أصبح فيما بعد محافظًا للقاهرة، وحصل هو على المرتبة الأولى، وأنا على المرتبة الثانية بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف.ما أبرز المهام الأمنية التى توليتها فى الفترة الأولى من عملك بالشرطة؟
- عُينت بعد التخرج فى كلية الشرطة بقسم قصر النيل، وبعد عام التحقت بالمباحث، ومن هنا التحقت بقسم حراسة الراحل جمال عبدالناصر وموكبه من منشأة البكرى للقبة، ثم لقصر الطاهرة، وقصر عابدين، وانتقلت بعدها لمباحث السيارات، ومنها للمعادى والسيدة زينب، ثم مركز أبوتشت فى الصعيد، والبحث الجنائى بنجع حمادى، ولكفاءتى فى تلك الفترة تم نقلى فى حركة استثنائية للعمل بمباحث الوزارة فى عهد الوزير النبوى إسماعيل، وكانت مع أمتع فترات حياتى العملية، وكنت عضوًا فى فريق بحث على أعلى مستوى لفك ألغاز أى قضية جنائية، وضم الفريق عبدالرحيم القناوى، وسراج الروبى، وأحمد الشريف، وفادى الحبشى، وهم من أكفأ ضباط الشرطة وقتها.
ما أبرز قضية أسهمت فى فك ألغازها مع مجموعة مباحث الوزارة؟
- أتذكر قضية مثيرة دارت تفاصيلها فى منطقة 15 مايو.. بطلة القضية كانت مفتشة تموين تدعى هدى ميخائيل زخارى، دائمًا ما كنت ترتدى ذهبًا وإكسسوارات.. للأسف، اكتشف الجيران أن ابنها الصغير يلعب فى الدماء، المشهد كان قاسيًا.. الأم مطعونة فى مناطق مختلفة وملقاة على الأرض، والابن يلعب فى الدماء، وقتها نزلت أنا وفريق البحث بالوزارة، وعلى مدى 15 يومًا متواصلة لم نصل إلى أى نتيجة.. باب الشقة لم يتم كسره، ومسرح الجريمة بلا دليل يقودنا لأى نتيجة، وفى إطار عمليات البحث والاستجواب للجيران، كان الطفل ابن المجنى عليها يردد كلمة «طنط منى».. أثار الاسم انتباهنا، وقررنا حصر كل «طنط منى» فى المنطقة، فتوصلنا إلى 18 «طنط منى»، وبعد تضييق دائرة البحث كانت الشواهد تقترب من «طنط منى»، سيدة فقيرة متزوجة من شاب يعمل فى مصلحة حكومية.. ألقينا القبض عليها، واستجوبناها ساعات حتى اعترفت أنها اتفقت هى وزوجها على سرقة هدى ميخائيل.. دخلت هى الشقة، وتركت الباب مفتوحًا، وأقنعت المجنى عليها بأنها تريد استخراج بطاقة تموين.. دخل الزوج بعد قليل حاملًا سكينًا، وطعنها فى مناطق مختلفة، ثم سرقت الزوجة كل المشغولات الذهبية.. وبالمناسبة نالت جزائها بحكم الإعدام، ولكمية الدراما والإثارة فى تلك القضية، قمت بتدريسها فى معهد العلوم الجنائية بأبوظبى، وبالمركز العربى للدراسات بالرياض.وهل هناك وقائع أخرى درامية فى حياتك الأمنية؟
- بالتأكيد.. فى 1993 شغلت منصب حكمدار أسيوط، وتزامن ذلك مع انتشار الجماعات الإسلامية والنشاط المكثف لهم، ووقعت اشتباكات فى مركز البدارى وتحديدًا بقرية تل زايد، حيث كانت تجرى هناك عمليات تدريب لأعضاء الجماعات الإسلامية على السلاح، وخلال بعض الحملات الأمنية فى شهر رمضان، أطلق المسلحون النار على القوة الأمنية فاستشهد مجند، وطلبت القوات المدد، فتوجهت فى الحال للقرية، وبمجرد الدخول تحول ضرب النار على سيارتى وليس على القوة الأمنية، واستمر الضرب لوقت طويل، لدرجة أن «دفعة» من السلاح الآلى تم تفريغها على الجانب الأيمن من السيارة، ونجانى ربى من محاولة الاغتيال، وبدأت مع القوة الأمنية فى مواجهة الجماعات المسلحة، وألقينا القبض على عدد منهم، واكتشفنا فيما بعد أن بعضهم أسس منصات لإطلاق الرصاص من أعلى المنازل، وكان القرار وقتها بهدم كل تلك المنصات.لماذا اخترت فترة خدمتك الأمنية بقنا وسجلت تفاصيلها فى كتاب «المواجهة فى أمن قنا»؟
- أولًا.. لأننى كنت وصلت لمرحلة من النضج الأمنى والفكرى، ووقتها شغلت منصب مدير الأمن، وقنا كانت غارقة فى الثأر، مشاكل يومية بين العرب والأشراف ودماء تسيل كل فترة، فكانت مهمتى ضبط الموقف الأمنى، والحمد لله درست جغرافيا وعادات وتقاليد قبائل أهل قنا، ونجحت فى إتمام 63 صلحًا بين العائلات فى 24 شهرًا، بمعدل جلستى صلح كل شهر، وهذا رقم كبير جدًا، ويشهد الله أن جلسات الصلح أسهمت فى إنقاذ حياة المئات، إضافة إلى أن قنا كانت دائمًا تشهد كواليس، فعلى سبيل المثال، ودون ذكر أسماء، وقت أن كنت مدير أمن، كانت انتخابات مجلس الشعب 1995 مشتعلة، وأحد أطرافها شقيق قيادى كبير فى جهة عليا بالبلاد، وبصفتى مدير أمن لم أتدخل، ولكن فوجئت بأن وزير الداخلية آنذاك يتصل بى ويسألنى عن هذا المرشح، ويقول لى «طمنى على...»، والغريب أن وزير الداخلية كرر الاتصال والسؤال فى أوقات مختلفة، وهو ما يعنى دفعى للتوصية بالمرشح المقصود من أجل المساهمة فى فوزه بالانتخابات، ولكن حافظت على نفسى من التدخل أو التزوير لأى مرشح، ولم يفز المرشح المقصود بالانتخابات، و «زعل منى» وزير الداخلية وقتها.
أنت خرجت من وزارة الداخلية سنة 1997 وأصبحت عضوًا فى مجلس الشعب عام 2000.. كيف حققت هذا الانتقال السريع من الأمن للسياسة؟
- بالتأكيد.. هذا توفيق من عند الله، ودعنى أشرح لك أن شقيقى إسماعيل كان عضو مجلس شورى عام 1990 لدورتين متتاليتين بالتزكية، وهو من منعى من الترشح، لكى لا يقال إن عائة «الجمال» يسيطرون على الشعب والشورى، ولكن دافع الأهالى وما نقدمه من خدمات كان وراء الترشح، وأول انتخابات برلمانية ترشحت مستقلًا، وكانت ضد مرشح الحزب الوطنى الدكتور وجيه عزام، رئيس المجلس المحلى لمحافظة الجيزة، وحصلت على المركز الأول بفارق 5 آلاف صوت.ما أبرز المواقف التى تعرضت لها فى مجلس الشعب؟
- فى انتخابات 2010، رغم عضويتى بالحزب الوطنى، فإن أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب وقتها، طالب أمين المحافظة بتجهيز بديل لى فى الانتخابات، والحقيقة اندهشت، ولكن فزت بحمد الله، واللافت أنه فى الدورة السابقة 2005/2010 عرض علىّ الراحل كمال الشاذلى تولى منصب زعيم الأغلبية، والحقيقة كنت فى حيرة من أمرى.. ذهبت للدكتور فتحى سرور، الصديق العزيز، واستطلعت رأيه، فكان يؤيد تولى موقع زعيم الأغلبية، فقلت له إننى لا أستطيع أن أدافع عن الحكومة فيما يرضينى ويغضبنى، فرد علىّ قائلًا: «كل يوم بتزيد احترام عندى».
وهل تتواصل هذه الأيام مع الدكتور فتحى سرور؟
- بالتأكيد الدكتور فتحى سرور قيمة قانونية كبيرة، وصاحب رصيد كبير من الأعراف البرلمانية.
ما أبرز حوار دار بينك وبين وزراء الحكومة الحالية؟
- الحوار كان بينى وبين رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، قلت له: أرجوك ألا تقف الوزارات موقف المتفرج من دماء الشهداء التى تقدمها القوات المسلحة والشرطة المصرية، وعلى كل وزير من الوزراء فى التعليم والشباب والثقافة والشؤون الدينية أن يعد برنامجًا فى وزارته، يضع فيه أسس العمل على مكافحة الفكر المتطرف المؤدى للإرهاب، أما أن يقف موقف المتفرج فهذا عار على أى وزارة.ما نصيحتك للحكومة؟
- لابد من تطهير الدولة من الأفكار المتطرفة الإرهابية والمحرضة للشباب، التى تحاول أن تدخل على الشباب روح اليأس والإحباط وعدم الأمل، وتشويه الصورة عبر شبكات التواصل الاجتماعى، لأن شبابنا أخضر، ما زال فى سن الربيع، يتأثر بتلك هذه الدعاوى، ويتأثر بعمليات الإصلاح الاقتصادى، والشائعات اليومية التى تحاول ضرب الاقتصاد..لامفر من التوعية أولًا بأول للقرارات وللسياسات، حفاظًا على الجيل الجديد.كيف ترى دور الرئيس السيسى على المستوى العربى والخارجى واستعادة دور مصر الريادى؟
- السيسى أنقذ هذا الوطن بعد أن كان على شفا حفرة من النار، و«سنقف معه للآخر»، لأن مصر كانت تساق إلى ضياع الهوية المصرية، وما ينفذه الرئيس اليوم من مسيرة إصلاح اقتصادى ومشروعات قومية وزيارات خارجية يمثل إنجازًا غير مسبوق، لم ينفذه رئيس قبله فى هذا الوقت الضيق.. السيسى أعاد لمصر مكانتها، سواء العربية أو الإقليمية أو الدولية، وأعاد العلاقات، ونوّع مصادر الحصول على السلاح، وخلّص البلد من كثير من الأزمات التى كنا نعانى منها، سواء مشكلة الكهرباء وانقطاعها أو طوابير الخبز والبوتاجاز.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة