روما على طريق الانتخابات.. برلسكونى يستعد للعودة عبر "بوابات اليمين" ويغازل الناخبين بالوعود الانتخابية.. تقارير: برامج المرشحين غير واقعية.. والفشل فى تشكيل حكومة أغلبية يفتح الأبواب أمام استمرار جينتلونى

الإثنين، 01 يناير 2018 08:30 م
روما على طريق الانتخابات.. برلسكونى يستعد للعودة عبر "بوابات اليمين" ويغازل الناخبين بالوعود الانتخابية.. تقارير: برامج المرشحين غير واقعية.. والفشل فى تشكيل حكومة أغلبية يفتح الأبواب أمام استمرار جينتلونى ماثيو رينزى وبرلسكونى
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بأزمات محدودة، تتأهب إيطاليا لخوض الانتخابات العامة المقرر إجرائها مارس المقبل، وسط توقعات بتغييرات جذرية فى الساحة السياسية لذلك البلد الأوروبى الذى لم يعان كغيره من دول القارة العجوز من ويلات الإرهاب وهجمات الذئاب المنفردة.

 

وتسود مخاوف داخل العديد من دوائر روما السياسية من صعود الشعبويين ودعاة الخروج من منطقة اليورو فى الوقت التى لا تزال القارة العجوز فيه لم تخرج من صدمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، كما تتزايد حدة تلك المخاوف وسط غياب التوقعات واستطلاعات الرأى بشأن فرص المرشحين لتلك الانتخابات، ويأتى فى مقدمتهم رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو بيرلسكونى، الذى يقود ائتلافًا يضم الأحزاب اليمينية المتطرفة. فلأول مرة منذ فترة طويلة يذهب الإيطاليون إلى صناديق الاقتراع دون أن يكون لديهم أى فكرة عن من يمكن أن يكون رئيس الوزراء المقبل، كما أنه لأول مرة هناك شكوك حول استمرار ايطاليا كجزء من مجموعة الدول الأوروبية أن ستصبح فرع من البلدان الملتزمة بمكافحة التكامل الأوروبى.

 

بيرلسكونى

وهناك ثلاث لاعبين رئيسين فى الانتخابات الإيطالية هم: يسار الوسط بقيادة الحزب الديمقراطى الحاكم، حركة 5 نجوم الرافضة للبقاء ضمن الاتحاد الأوروبى وتمثل يمين الوسط، وهناك منافس رابع وهو حزب أحرار ومتساوون اليسارى الذى يضم منشقين عن الحزب الديمقراطى، مثل ماتيو رينزى، وتركز حملاتهم الانتخابية على الهجمات الشخصية والاستفزازات دون الدخول فى المشاكل الحقيقية للبلاد، فعلى سبيل المثال سيلفيو برلسكونى، الذى يعود للساحة السياسية وهو فى سن ال 81 عاما، واستطلاعات الرأى تمنحه 35%، يقدم نفسه كضامن للأمن، فى حين يعتبره مرشح حركة 5 نجوم لويجى دى مايو أنه عديم الخبرة وقال "برلسكونى ليس لديه مصداقية ويكرر نفس الوعود لمدة 20 عاما".

 

ويسهب برلسكونى الذى يطمح فى عودة جديدة للساحة السياسية فى إطلاق الوعود الانتخابية، متعهدا بخفض للضرائب بخلاف وضع برنامج شامل للتصدى لظاهرة المهاجرين الأجانب، ورفع الاستعدادات الأمنية للتصدى لأى تهديدات محملة.

 

وقال دى مايو، زعيم حركة 5 نجوم، إنه ربما يدعو إلى استفتاء بشأن خروج إيطاليا من منطقة اليورو، ولكن من غير المرجح أن يفوز حزبه بالسلطة بمفرده، ويبدو أن عودة رينزى إلى السلطة أمر اكثر صعوبة، فمنذ استقالته من رئاسة الحكومة فى ديسمبر، 2016 بعدما خسر استفتاء بشأن إصلاحات دستورية، وشعبيته تتهاوى، وتسحب معها الحزب الديمقراطى، ويتوقع أغلب المراقبين برلمانا معلقا، ومفاوضات مطولة بشأن الحكومة المقبلة.

 

ورغم تعرض برلسكونى للعديد من الانتقادات إلا أن تتصدر الكتلة المحافظة، التى ينتمى إليها، استطلاعات الرأى بنحو 35% من الأصوات، يليها حركة خمس نجوم والكتلة بقيادة الحزب الديمقراطى بحصولهما على نحو 25-30%. أما حزب أحرار ومتساوون فحصل على 7% تقريبا من الأصوات.

 

ماثيو رينزى

ورغم الاستطلاعات التى ترجح اسهم برلسكونى إلا أن الأخير يواجه أزمة قانونية فى دستورية ترشحه بسبب إدانته السابقة بالتهرب الضريبى، ولكن بموجب قانون الانتخابات الجديد فإنه يخصص ثلث المقاعد باستخدام نظام الفوز بأغلبية الأصوات والبقية على أساس التمثيل النسبى، بمعنى أن أى حزب أو ائتلاف يفوز بـ40% على الأقل من الأصوات يمكنه الحصول على أغلبية برلمانية، ولذلك فإن للمحافظين أفضل فرصة لتخطى حاجز الـ40%، ولكن ليس لديهم مرشح واضح لرئاسة الوزراء، وسط توترات بين حزب فوزا إيطاليا المنتمى إليه برلسكونى وحليفه حزب "رابطة الشمال" المناهض لأوروبا وللمهاجرين.

 

وبدورها، أجمعت وسائل الإعلام الإيطالية على عدم واقعية برامج المرشحين للانتخابات، مؤكدة على أن الاقتصاد الإيطالى لم يعان أزمات خلال العام الأخير، وأن أى وعود تتعلق بشأن النهوض بالاقتصاد أو تخفيض الضرائب مجرد دعاية انتخابية.

 

وأمام اضطراب المشهد قبل الانتخابات المقررة خلال الربع الأول من العام الجارى، يرجح مراقبون استمرار باولو جينتلونى فى منصبه رئيسًا للوزراء حتى بعد الانتخابات، وسط توقعات بفشل البرلمان المرتقب فى تشكيل حكومة أغلبية فى ظل الخلافات القائمة بين الأحزاب حتى تلك التى تنضم ـ فى الوقت الحالى ـ لائتلافات.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة