لست ناقدا رياضيا لأتحدث عن أسباب الفوز هنا أو مسببات الهزيمة هناك، لكنى سأتوقف هنا عند ملاحظة واحدة، لاحظتها قبل بداية مباراة القمة، وبرغم أنها بعيدة كل البعد عن أحداث المباراة، لكنها عكست ما لا يمكن أن تمنحه لنا المباراة من إلهام.
قبل مباراة القمة بساعات، كانت القنوات كلها مشغولة بمتابعة آخر الأحداث وملابسات اللقاء، والتشكيل المحتمل للفريقين، والخطة التى يتعين على كل مدرب وضعها، لكى يتمكن من الفوز، كما استغرق المحللون فى استشراف النتيجة متوقعين من ستكون له الغلبة، بناء على عوامل استقرار الفريقين، ومدى انسجام التشكيلة الأساسية لكل فريق، ومدى توفيق بعض اللاعبين فى مباريات القمة من عدمه، لكن على الجانب الآخر كان هناك فصيل آخر من متوقعى نتيجة المباراة، فصيل لا يعترف بتلك المقدمات ولا هذه العوامل، فصيل مؤمن تمام الإيمان بشىء وحيد، هو أن الأهلى سيفوز، فريق لا يعرف الحسابات، ولا يعتقد فى أهمية قواعد المنطق.
هذا الفصيل عبارة عن مجموعة من الأطفال، استضافتهم إحدى القنوات لإبداء الرأى فى المباراة، ولأن القناة كانت قد قسمت اليوم إلى نصفين بالتساوى، نصف أبيض والآخر أحمر، فقد حرصت على استطلاع رأى العديد من الأطفال، الذين يمثلون هذين اللونين، وبالطبع كل فصيل من هذين الفصيلين تمنى الفوز لفريقه، لكن اللافت هنا هى ردود الأطفال وعدد الأهداف التى توقع كل فصيل أن يدخلها فريقه فى شباك الفريق الآخر، فقد كانت توقعات أطفال الزمالك بأن فريقهم سيفوز بنتيجة «معقولة» تتراوح ما بين «1-0» حتى «3-0»، وعلى الجانب الآخر كانت توقعات أطفال الأهلى أكثر جموحا وأكثر خيالية، وغالبيتهم توقع أن يفوز الفريق بنصف دستة أهداف، والمتشائم منهم اكتفى بثلاثة أهداف.
فى 2010 أجريت مسحا لنتائج استطلاعات الرأى، التى أجرتها «اليوم السابع» على مدار العام، وأتذكر جيدا أننى خرجت بنتيجة تقول: إن المصريين كفروا بكل شىء ماعدا النادى الأهلى، مرت مصر بثورتين، وتعاقب عليها خمسة رؤساء، وشهدنا آلاف التغيرات على كل المستويات، لكن الشىء الوحيد الذى بقى على حاله هو الإيمان بالنادى الأهلى، ولا أبالغ إذا قلت إننا فى مصر لا نحتاج إلا لمثل هذا اليقين بالفوز، لنفوز بالفعل فى كل مجالات الحياة وليس فى الكرة فحسب.