تعود قضية "التدخل الروسى" غلى صدارة المشهد الأمريكى مرة أخرى، بعدما استبعد الرئيس دونالد ترامب أن يقوم بمقابلة المحقق الخاص روبرت مولر، فيما يستعد الديمقراطيون لتحدى الجمهوريين فى الكونجرس بكشف تفاصيل من التحقيقات التى يجريها فى هذا الشأن.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الديمقراطيين سيتحركون بشكل مستقل هذا الأسبوع ويكشفون عن تقارير ونصوص تتعلق بالتحقيقات التى يجريها الكونجرس حول التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية فى عام 2016، وهاجموا الجمهوريين الذين اتهموهم بتعمد تقويض التحقيقات الجارى دفاعا عن الرئيس دونالد ترامب.
وصرح كبار المسئولين الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ، والمحبطون مما يعترونه حملة جمهورية لتقويض وكالات الاستخبارات وتنفيذ القانون التى تحقق فيما يتعلق بترامب وروسيا، لكبار أعضائهم لكشف نصوص المقابلة التى أجريت مع واحد من أكثر الشهود حساسية فى التحقيق الروسى، ونشر تقرير يتناول تفاصيل أساليب التضليل والترهيب التى استخدمها الكرملين ضد الديمقراطيات على الصعيد العالمى.
روبرت مولر
وفى مجلس النواب، أيدت زعيم الأقلية الديمقراطية نانسى بيلوسى خطابا تم إرساله يوم الثلاثاء إلى رئيس مجلس النواب بول ريان، والذى يتهمه بتنظيم حملة لدفن تحقيق يجريه الكونجرس فى صلات ترامب المزعومة بالحكومة الروسية وتشويه سمعة الوكالات التى تحقق فى هذا الأمر.
وتقول واشنطن بوست إن الخلافات الحزبية قد عصفت بتحقيقات روسيا، وحولت ما كان يفترض أنه تحقيق غير حزبى إلى تنافس سياسى، حيث يتعهد كل طرف آخر بالخروج عن القواعد.
من ناحية أخرى، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إنه من "غير المحتمل" أن يلتقى روبرت مولر، المسئول عن التحقيق بشأن مزاعم التدخل الروسى في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وجدد ترامب نفيه وجود أى تواطؤ، وأضاف: "سأرى ماذا سيحدث".
وذكرت وسائل إعلام أمريكية، فى وقت سابق من الأسبوع الحالى، أن محاميى ترامب أجروا مباحثات مع محققى مولر لتحديد موعد اللقاء.
وقال ترامب لصحفيين الأربعاء: "عندما لا يكون هناك أى تواطؤ، ولم يثبت تآمر أى شخص على أى مستوى، فيبدو أنه من غير المرجح أن تكون لديك مقابلة".
وفى سياق آخر، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الملياردير الروسى أوليج ديرباسكا قد أقام دعوى قضائية فى محكمة ولاية نيويورك أمس، الأربعاء، ضد مدير حملة الرئيس دونالد ترامب السابق بول مانافورت وشريكه إريك جيتس، وزعم أن كليهما قد احتال عليه فى مبلغ 18.9 مليون دولار.
وقام برفع الدعوى القضائية شركة سور هوريزون، التى يسيطر عليها الملياردير الروسى. وزعمت أن مانافورت وجيتس قد استخدما بنوكهما الشخصية كشبكة شراكات ممولة بأموال استثمرها ديريباسكا فى عامى 2007 و2008.
وتشير الدعوى غالبا إلى الاتهام الموجه ضد كلا مانافورت وجيتس من قبل المحقق الخاص روبرت مولر. وقالت الدعوى إن تعاملات مانافورت وجيتس تعكس نمط التعاملات التجارية الواردة فى الاتهام، وأن قضية المحقق الخاص قدمت مزيد من الدعم لهذه المزاعم.
وقال ديريباسكا أيضا إن السجلات المصرفية التى تم الحصول عليها فى مايو 2017 فى دعوى قضائية فى قبرص أظهرت أن مانافورت وجيتس نقلوا أموالا من وإلى حسابات دون سبب تجارى واضح، لكنهم فى النهاية دفعوا ملايين من الدولارات منها بشكل فردى أو لدائنين.
