إن أردت المنافسة فى السوق العالمية فعليك أن تكون نفسك مهما كنت، وعليك أن تبحث لنفسك عن نقطة التميز التى تستطيع أن تقول بها للعالم أنا موجود، وبهذه النظرية انطلقت مصممة الأزياء السعودية العالمية هونيدا صيرفى، التى استطاعت أن تنافس مصممى العالم وأن تضع بصمتها أكثر من بلد حول العالم ومن بينهم باريس عاصمة الموضة، لتصبح اسما مهما فى أوروبا بتصميماتها المميزة والفريدة.
هونيدا صيرفى
"اليوم السابع" أجرى حوارا مع مصممة الأزياء السعودية حول تصميماتها وأفكارها، وكيف استطاعت أن تثبت وجودها كمصممة أزياء عالمية فى عدد من البلدان العربية والأوروبية وأن تتميز عن غيرها بهذه التصميمات، وإلى نص الحوار.
نبدأ بالبدايات.. كيف بدأت حياتك كمصممة أزياء وكيف خلقتى براند نوهيدا؟
بدأت مصممة عادية جدا بعد دراستى فى السعودية وبعدها أكملت دراسة فى باريس للموضة والأزياء ثم بدأت التفكير فى عمل برند نوهيدا، والحقيقة عند التفكير فى هذا البرند قررت أن يكون معبرا عن كل ما أعتقد وأؤمن به، واعتقادى الخاص أن الأزياء هى جزء من التاريخ والتراث وتعبر عنه فى كل مراحلة، لذا فإن توثيق القصص والأحداث الملهمة خاصة للمرأة هى ما اعتمد عليه فى كل تصميماتى.
أنت لا تهتمين بإنتاج الأزياء التراثية.. لكن الاهتمام بتصميم مجموعة متكمالة تتضمن قصة أو تؤرخ لشىء ما.. هل يمكن شرح ذلك؟
هذا صحيح أنا لا أقوم بإنتاج أزياء من التراث، لكن أقوم باستلهام روح الكولكشن من قصة ما غالبا ما تكون لسيدة ملهمة واستوحى من هذه القصة الأقمشة والألوان والإكسسوارات بحيث تكون المجموعة كلها تحمل قصة أو رسالة ما لسيدة قوية ملهمة لها دور كبير فى الحياة.
هونيدا صيرفى أثناء الحوار
هل يمكنك الشرح أكثر بمثال عملى على أول مجموعة خاصة لكى؟
أول مجموعة كانت مستوحاة من قصة أمى وهى سيدة سعودية من أصل حجازى قررت رسم وجهها على المجموعة لأقدم رسالة تقول للعالم إن وجه المرأة السعودية ليس عورة وأن ارتداء النقاب ليس واحدا من الفروض، فهذه سيدة حجازية الأصل وجهها مكشوف ومن خلال المجموعة عرضت هذه الفكرة، وبالطبع لم يمكن وجه أمى على كل المجموعة لكن كان على قطعة اساسية وباقى القطع تكمل نفس القصة.
Love and war اسم الكولكشن الثانى.. من أين استلهمتى فكرته؟
مجموعة أحبها كثيرا وهى مستوحاة أيضا من قصة حب عنتر وعبلة، خاصة أن عبلة سيدة قوية جدا وعنيدة وجريئة وقعت فى غرام شخص ليس من نفس لونها وكان هذا عار وقتها ودافعت عن حبها، فالقصة هنا ألهمتنى واستخدمت فى هذه المجموعة اللون الفضى تعبيرا عن خنجر عنتر الذى شبه وجه عبلة به فى لمعته فى المعارك، كما استخدمت الخنجر نفسه فى عدد من الإكسسوارات فى المجموعة.
مصممة الأزياء السعودية هونيدا صيرفى
تنافسين بقوة فى السوق الأوروبية خاصة فى باريس.. كيف تنجذب الأوروبيات للأزياء التى تحمل رسالة بهذا الشكل؟
ينجذبن بشكل كبير جدا، فكل سيدة فى العالم تبحث عن المميز والمختلف والذى يحمل رسالة خاصة إن كان متعلقا بحقوق المرأة والتعبير عن قوتها وقائم على قصة لسيدات ملهمات وقويات، وأنا فى المرحلة المقبلة أتمنى أن أقدم كولكشن لعدد من السيدات الملهمات عالميا مثل المذيعة الكبيرة أوبرا وينفرى والملكة رانيا، كما أتمنى أن تقومان بإرتداء هونيدا.
من أين تستلهمين هذه القصص وتحولينها إلى أزياء عصرية بروح الموضة؟
من التراث ومن الدراسة ومن السفر ومن القراءة ومن التجارب الشخصية والبحث وزيارة المناطق الطبيعية حول العالم، وحتى القرارات السياسية، فمثلا آخر مجموعة أعمل عليها حاليا مستوحاة من القرار السعودى بمنح المرأة السعودية رخصة قيادة، والكولكشن كله بالألوان والإكسسورات والأقمشة قائم على هذا القرار.
هونيدا صيرفى تتحدث عن إنجازات المرأة السعودية
بمناسبة هذا القرار.. كيف تجدين وضع المرأة السعودية حاليا مع التقدم الملحوظ الذى أحرزته فى التفرة الماضية؟
المرأة السعودية اندمجت فى النسيج الاجتماعى للمجتمع السعودى أكثر، وحصلت على المزيد من الحقوق التى تسعى للحصول عليها منذ فترة، وحققت المزيد من الإنجازات فى عدد من المجالات المختلفة، مثل أن أصبح لها الحق فى دخول الملاعب الرياضية مع زوجها وابنائها وهو أمر كان ممنوع فى السابق، والمشاركة فى الأولمبياد والعمل فى التمثيل والإنتاج السينمائى، وهذا بفضل الإدارة السياسية الجديدة التى تسعى لتغير المجتمع والنهوض به وأيضا المجتمع السعودى الذى أصبح أكثر قدرة على تقبل هذا التغيير الذى كان يتطلع إليه من البداية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة