أحمد إبراهيم الشريف

باب التوفيق .. أثر ينتظر الترميم وأكثر

الجمعة، 12 يناير 2018 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تغيرت الدنيا، وما كان ثابتا فى التاريخ القديم تغير الآن، فقديما كان العالم تحكمه عدة قوى واضحة، عادة لا يتجاوز الأمر فى الزمن الواحد أكثر من قوتين متصارعتين،بينما قوة ثالثة تستعد لتأخذ مكان  إحداهما، وظل الأمر يسير بهذه الطريقة حتى حدثت الثورات العلمية، وحينها لم يعد المجد للسيف أو للبندقية بل صار لـ الاقتصاد، وبالتالى تغير مفهوم "القوى العظمى" التى تدير العالم، وأصبحنا نسمع ونرى كل يوم قوى جديدة تظهر وأخرى تتراجع متخلية عن الطريق، وبسبب التقدم العلمى والتكنولوجى أصبح مفهوم الاقتصاد فى حد ذاته متغيرا وصارت طرق بنائه متعددة ومتشعبة، ودخل فيها إعادة الاستفادة من التراث.

جزء أساسى من مفهوم ترميم التراث يكمن فى كيفية الاستفادة منه، وليس مجرد إنقاذه من الانهيار والضياع، ومصر حافلة بالمواقع التراثية التى يمكن الاستفادة منها وإعادة توظيفها وتحويلها إلى محال جديدة وإدخالها فى خريطة السياحة المصرية والعالمية ومن ذلك "باب التوفيق".    

وباب التوفيق، لمن لا يعرفه، هو أحد الأبواب التاريخية لمدينة القاهرة موجود فى السور الشرقى للقاهرة الأيوبية بحى الدراسة، ويعود زمن بنائه لـ أيام الفاطميين فى مصر، والباب يتعرض لحالة شديدة من الإهمال، ولعل المتابع على مواقع التواصل الاجتماعى سوف يفاجأ بكم القمامة التى تحاصره والتى أدت إلى ردم أجزاء كبيرة منه تحت الأرض.

ومنذ يومين نشر عدد من النشطاء والمهتمين بالمجال الأثرى صورة لـ"باب التوفيق"، موضحين مدى الإهمال الذى لحق بالباب، واقترح أحدهم "أنا بفكر أروح أنظفه وأعمله مزار بتذاكر وأطبع كروت وكتيبات عنه، وكافيه صغير كده على جنب، وندوات وموسيقى، بس خايف يحاسبنى حد إنى حطيت إيدى على أثر من آثار الدولة".

وأنا أقترح على الدولة نفسها أن تقوم بذلك فى باب التوفيق وغيره، وأن تعيد هيكلة الأماكن التراثية فى كل جهات مصر، وأن تصبح هناك خطة ليست جمالية فقط لكن اقتصادية أصلا، فبجانب الزيارات التاريخية نفكر كيف للمكان ذاته أن يكون منتجا.

علينا أن ندرك المعضلات الاقتصادية لا تحل سوى بـ تقليب الأرض كما يقول الفلاحون، والتراث المصرى الممتد عبر التاريخ والقادر على مواجهة الزمن وتغيراته يستحق أن  نعتنى بها ونهتم، وأن يراه العالم بشكل جديد ومختلف، حينها سوف تصبح هناك سياحة خارجية ورافد اقتصادى  جديد لم نكن نتنبه إليه







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة