بحسب التقرير الذى كتبه الزميل سيد خلفاوى، والمنشور فى موقع «اليوم السابع»، فإن محافظة الجيزة قد ضربت مثالا حيا لما يمكن أن نسميه «تفكيك العشوائيات» التى نمت كالسرطان فى جوف مصر، فأخرجت أسوأ ما فيها ثقافيا وعمرانيا وإنسانيا وحضاريا.
يقول الخبر «إن محافظة الجيزة أخلت، أمس، نحو 30 أسرة من أسر عزبة حرب ببولاق الدكرور، ضمن خطة المحافظة لتطوير المناطق العشوائية، وإخلاء العزبة بالكامل على مراحل، وقد أشرف اللواء محمد كمال الدالى، محافظ الجيزة، واللواء علاء الهراس، نائب المحافظ لشؤون الأحياء، على عملية نقل الأسر وتسكينهم بعمارتين سكنيتين جديدتين تم إنشاؤهما بشارع المشتل، تكفل ببنائهما حاكم الشارقة، وأورد التقرير تصريحا للدكتورة منال عوض، نائب محافظ الجيزة لشؤون البيئة وتنمية المجتمع، حيث تقول «إنه تم نقل وتسكين 30 أسرة من بين 200 أسرة وتسكينهم فى عمارتين بشارع المشتل قوامهم 50 وحدة سكنية، كمرحلة أولى»، لافتة إلى أنه يتم هدم المنازل التى يتم إخلاؤها مباشرة حتى لا يتم تسكينها مرة أخرى، وتعد هذه الواقعة هى المرحلة الأولى فحسب من عدة مراحل ستتبعها المحافظة فسيتم إزالة عزبة حرب بالكامل، وذلك لأن الأرض التى بنيت عليها المساكن تقع فى حرم السكة الحديد، وهو ما يتسبب فى خطورة بالغة على السكان من ناحية ومرفق السكة الحديد من ناحية أخرى.وفى القريب العاجل سيتم الانتهاء من بناء 3 عمارات سكنية جديدة بحى بولاق الدكرور بالقرب من منطقة الطوابق لنقل أسر المرحلة الثانية، ليتم الانتهاء من نقل جميع الأسر فى فترة زمنية من عام لعام ونصف تقريبا.
فى اعتقادى أن هذا الخبر لا يقل أهمية من حيث المردود الاجتماعى والاقتصادى عن خبر انهيار سعر الدولار أمام الجنيه مثلا، أو خبر حصول مصر على تصنيف قوى فى مجال ما، فالعالم الآن يتحدث بقولة عما يسمى بمعيار «جودة الحياة» وقد نشرت منذ فترة بعض بيانات هذا التقرير العالمى الذى وضع مصر فى أدنى مراتب «جودة الحياة» حتى أن بعض المواقع العالمية سخرت من الأمر، مؤكدة أن شعب مصر «تقريبا ميت»، نظرا لأن مؤشرات جودة الحياة فى أدنى معدلاتها فى مصر بفعل انتشار العشوائيات وتدنى الخدمات، وانهيار منظومة التخطيط العمرانى، ولهذا فإنى أستقبل مثل هذه الأخبار التى توسع رئة مصر بمزيد من البهجة والعرفان لكل يد امتدت بالأمل فى الواقع القاتم.