أكدت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلى رغبة بلادها فى قيام السلطات المحلية فى العراق وسوريا بمحاكمة الارهابيين الفرنسيين المعتقلين لديها.
وقالت بارلى - فى حوار مع صحيفة (ليبراسيون) فى عددها الصادر الإثنين - إن الكثير من المعتقلين فى هذه المناطق يواصلون تأكيد رغبتهم فى العودة لمواصلة معركتهم بفرنسا ، مضيفة أنه لا يمكن تجاهل رغبة السلطات المحلية المشروعة فى محاكمة مرتكبى الجرائم على أرضها.
وأوضحت أن الوضع معقد فى سوريا لعدم وجود علاقات دبلوماسية مع هذا البلد ، مشيرة الى أنه فى الجزء الخاضع لسيطرة الأكراد ، ستنظر السلطات المحلية فى المسؤولية المحتملة لرعايا فرنسيين عن جرائم وقعت على أرضها.
وأكدت أن الوضع أبسط فى العراق لإمتلاكه مؤسسات ، وفى ضوء العلاقات الوثيقة التى تربطه بفرنسا ، لافتة الى اعتراض فرنسا ، من حيث المبدأ ، على عقوبة الإعدام ، إلا أنه فى جميع أنحاء العالم يواجه المواطنون الفرنسيون الذين ليسوا إرهابيين عقوبة الإعدام إذا إرتكبوا جرائم فى البلدان التى يعيشون فيها وتطبق تلك العقوبة ، وتقدم الشبكة الدبلوماسية المساعدة الواجبة لكل مواطن فرنسى ، ولكن كل دولة لديها قواعدها.
وأشارت وزيرة الجيوش الى وجود ما بين 500 و 600 فرنسى فى المشرق ، والى مقتل نحو 300 ، مؤكدة أن عام 2017 شهد عودة 20 حالة الى فرنسا.
وأكدت أن بعض الفرنسيات الموقوفات طلبن العودة الى فرنسا وأن 50 طفلا عادوا بالفعل ، نصفهم دون الخامسة من العمر ، جميعهم تحت وصاية القضاء وتوفر لهم إقامة مع أسر تقوم باستضافتهم أو مع أقارب لهم.
وقالت إن الإنتصار على داعش فى سوريا والعراق لن يعنى نهايته ، متوقعة أن يواصل التنظيم تحركاته بشكل سري.
وأضافت أن فرنسا بعد أن أعادت فى نهاية 2017 مقاتلتين (رافال) من قاعدتها فى الأردن من أصل ست طائرات ، ستقوم أيضا فى 2018 باجراء تعديلات بهدف خفض قدرات عملية (شامال) الفرنسية فى الشرق الأوسط التى تضم 1200 فرد.
وتابعت أن فرنسا مستعدة لتكثيف التعاون فى مجال التدريب مع السلطات العراقية وتسعى للتحول من مرحلة التدخل العسكرى الى تثبيت الاستقرار السياسى فى هذا البلد.
وعما اذا كان هناك انتقال إرهابيين فرنسيين من العراق وسوريا الى بلدان أخرى لا سيما أفغانستان ، قالت وزيرة الجيوش إنه لم يتم رصد تدفقات لبلدان أخرى ، مشيرة فى الوقت ذاته الى ضرورة عدم استبعاد وجود حالات فردية.
وحول أفغانستان ، قالت إنه بطلب من الولايات المتحدة يلتزم حلف الناتو بتعزيز قوته فى هذا البلد التى تضم 3 آلاف جندى ، مذكرة بأن فرنسا إنسحبت من هذه العملية فى 2012 ، ولكنها تواصل تقديم مساهمتها المالية السنوية للناتو ، وتوفر الدعم لأفغانستان على الصعيد الثنائى فى إطار إتفاقية التعاون المبرمة بين البلدين.
وردا على سؤال حول تدهور الوضع فى مالى بالرغم من التدخل العسكرى الفرنسى منذ 2013 ، أكدت وزيرة الجيوش أن مساحة منطقة الساحل الأفريقى التى تنتشر فيها عملية (برخان) الفرنسية قريبة من حجم أوروبا ، مشيرة الى مشاركة قوات الأمم المتحدة وبعثة التدريب الأوروبية فى جهود مكافحة الإرهاب هناك.
واعتبرت أن الحل يمكن فى تولى قوة مجموعة الساحل الخمسة إدارة الوضع ، متوقعة أن تكون جاهزة للعمل خلال العام الجاري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة