استوقفنى المثل الشعبى المصرى العتيق الذى يقول "إذا طلع العيب من أهل العيب ميبقاش عيب"،
والذى ينطبق تماماً على الموقف المسىء للرئيس الأمريكى غير الجدير بأى تقدير تجاه دول إفريقيا وبعض دول أمريكا اللاتينية، والذى وصف خلاله تلك الدول العريقة بـ "الحثالة" !
فقد تطاول هذا السطحى المدعو ترامب أثناء اجتماع بالكونجرس حول موضوع الهجرة على دول تمتد جذورها إلى آلاف السنين، ذات أصول وأعراق معروفة، ونسى هذا المتهور أن بلاده التى يحكمها هى مجرد خليط من عدة أجناس شكلوا أمة جديدة لم يكن لها وجود قبل 242 عاما !أي أنها فى قائمة الشعوب العريقة لن تجد لها رقم إلا فى ذيل القائمة !
كما نسى أيضاً أو ربما تناسى أن هذه الإمبراطورية الشاسعة المترامية الأطراف بُنيت واتضحت ملامحها على أكتاف أصحاب البشرة السمراء وبأيديهم وجهدهم عندما جلبهم المهاجرون الأوائل للقارة المكتشفة حديثاً كرقيق للعمل فى الزراعة وغيرها من أعمال الشقى !
فهذا الذى هو أهل للعيب وجد نفسه بغير منطق يحكم تلك الولايات التى باتت تفرض سياساتها على العالم أجمع بكل الطرق المشروعة كالتهديد والوعيد وفرض العقوبات وتقليص المعونات، وغير المشروعة عن طريق الكلاب المسعورة التى تتربى على السمع والطاعة وتنعم فى خيراتها وتمويلاتها لتصبح لها قنابل موقوتة تطلقها لتنفجر فى توقيتات محددة فى أماكن محددة عندما تحين ساعة الصفر، ثم تشجب وتندد وتدين الإرهاب الغاشم، هذا الذى يكبر ويترعرع ويزداد قوة تحت رعاية واحتضان الدولة العظمى !
فيا من لا جذور لك تعلمها علم اليقين، إن كنت لا تكترث بمشاعر الكثيرين من شعبك من ذوى اللون الأسمر والذين بالكاد نالوا حرياتهم من العبودية والتمييز العنصرى الذى ناضلوا سنوات طويلة من أجل التخلص منه.
فعليك أن تلزم حدودك عندما تتحدث عن شعوب قارة عريقة بها دولة مثل مصر تمتد حضاراتها لآلاف السنين !
نهاية : على من يقع اللوم والعتاب، إذا خرج العيب من أهله فكيف يكون عيباً؟.