تتعرض عملة البيتكوين لموجة كبيرة من الانخفاض، هى الأسوأ منذ بداية العام، بعد فترة من الصعود غير المبرر وصلت لأعلى مستوى فى 19 ديسمبر الماضى مسجلة أكثر من 19 ألف دولار للبيتكوين الواحدة، وهو ما جعل العديد من المتعاملين والمراقبين يطلقون وصف عام الصعود الصاروخى للعملة الرقمية فى 2017، فهل ما يحدث الآن هو بداية الانهيار؟
وشهد أمس الثلاثاء هبوطا حادا فى سعر العملة عند مستوى 10 آلاف دولار، من 13 ألف يوم الاثنين، طبقا لبيانات منصة كوين ماركت كاب، وهو ما جعل كثير من المتداولين يطلقون لقب "الثلاثاء الأسود" على هذا اليوم الذى شهد هبوطا حادا للعملة، ولم يقف الهبوط عند عملة البيتكوين فقط، وإنما طال أغلب العملات الافتراضية المتداولة بنسب تتراوح ما بين 7 – 30% مقارنة بأسعار الأمس، وخسرت بيتكوين حوالى 46% من قيمتها السوقية خلال أقل من شهر واحد، لتنخفض القيمة السوقية للعملات المتداولة من 318 مليار دولار فى 19 ديسمبر الماضى، إلى 171 مليار دولار اليوم، بما يعنى أن من اشترى البيتكوين وهو فى أعلى سعر له فقد خسر الآن ما يقرب من نصف أمواله.
كثير من المتعاملين ربحوا الملايين من ارتفاع أسعار البيتكوين، والكثير الآن يخسر أمواله، ولكن حتى الآن تحاول منصات تداول البيتكوين العربية ومن أشهرها "بيتكوين العرب"، والتى كتبت عبر حسابها على تويتر بعد الهبوط الرهيب فى الأسعار أمس: "هناك معلومات مؤكدة عن بيع ما يسمون بحيتان البيتكوين وإغراق السوق كما حصل تماما عام 2014.. والهدف الحصول عليها بسعر أقل من 11 ألف دولار".
وبدأت بيتكوين ووراءها العملات الأخرى سلسلة الانخفاضات المتتالية خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن أعلنت كل من كوريا الجنوبية والصين حظرا على التعاملات المجهولة بالعملة الرقمية وهما من أكبر الدول التى ينشط فيها تعاملات الأفراد بالعملة الافتراضية، وأعلنت كوريا أن ستفحص ملفات 6 بنوك فتحت حسابات مصرفية بعملة البيتكوين، فيما بدأت الصين استهداف تطبيقات الجوال والمنصات المستخدمة فى التداول على الإنترنت.
ويصعب التكهن بأن ما يحدث هو بداية انهيار لفقاعة البيتكوين أم لا، لأن السعر العادل لبيتكوين غير معروف بالفعل، ولا يوجد أى أساس للتسعير أو ارتفاع مستواه أو انخفاضه، فبيتكوين هى عملة اللا منطق، ويصف أحد المتعاملين بالبيتكوين فى مصر السعر العادل للعملة بأنه "سعر اللحظة".
وفى حالة الهبوط الشديد فى الأسعار خلال الفترات السابقة، يظهر دائما من يدعو الناس للاستفادة من موجة الهبوط لتحقيق أرباح كبيرة بعد عودة السعر للارتفاع، وشراء بيتكوين، ولكن هذه المرة يسود الترقب انتظارا لما ستسفر عنه الأوضاع هذه المرة، وما إذا كانت حكومات الدول الرافضة والخائفة من اتساع نطاق التعاملات الفردية للبيتكوين، قادرة على هزيمته وتفجير هذه الفقاعة، أم أن بيتكوين لن ينفجر الآن وسيجد طريقة لإكمال مسيرته؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة