قال الحاخام الإسرائيلى يسرول دوفيد ويس، من حركة ناتورى كارتا الدولية اليهودية، أن اليهود الأصليين لم يعترفوا ابدا بوجود دولة إسرائيل ولا بالقدس عاصمة لها، مضيفا أن الصهيونية هي الحركة التى خلقت دولة إسرائيل، وهى عكس الاعتقاد اليهودى التقليدى، مضيفًا: "اليهودية هى الخضوع إلى الله سبحانه وتعالى، فى حين أن الصهيونية هى التحول الكلى إلى القومية".
"ويس": نتمنى السلام للعالم كله
وأضاف فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، نحن يهود ولكننا نتمنى السلام للعالم كله فالأمر ليس صراع يهودي اسلامي، ونحن مواطنين أمريكيين ونطالب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن يبحث عن طرق للسلام، فمنذ تدمير المعبد اليهودى، قبل 2000 عام، كان اليهود فى المنفى بمرسوم دينى، ويحظر عليهم إقامة دولة ذات سيادة، أو شن حرب ضد أى أمة ؛فهى محظورة بالتأكيد لقتل الآخرين أو انتهاك أرض أى شعب آخر، وإن احتلال فلسطين، وقتل شعبه وطرده، وقمع أولئك الباقين، يشكل انتهاكا تاما للدين اليهودى والقيم اليهودية التقليدية.
وتابع: لقد عارض الحاخامات فى جميع أنحاء العالم بالإجماع الحركة الصهيونية منذ بدايتها، ووقف كل زعماء دين اليهودية البارزين فى فلسطين فى طليعة هذه المعركة الدينية اليهودية ضد الصهيونية.
موقف اليهود من خطة التقسيم
وفى يوليو 1947 عندما كانت الأمم المتحدة تنظر فى خطة التقسيم، قال الحاخام الأكبر فى القدس، الحاخام يوسف زفيدوشينسكى، أمام لجنة الأمم المتحدة: نود أن نعرب عن معارضتنا الواضحة لإقامة دولة يهودية فى أى جزء من فلسطين، وبعد ذلك بشهور وفى 18 نوفمبر 1947 عندما أدرك أن الأمم المتحدة تمضى قدما فى تقديم توصية لدولة يهودية، بعث ببرقية إلى الأمم المتحدة قائلا: يطالب مجتمعنا بأن تكون القدس منطقة دولية، تحت حمايتك، مع منح الحكم الذاتى الكامل، للمواطنين المقيمين فى المنطقة الدولية للقدس، وقد كرمت الأمم المتحدة هذا الطلب".
وأضاف أن الصهاينة تجاهلوا الأمم المتحدة بشأن هذه النقطة وشرعوا فى غزو واحتلال القدس، على مدى السنوات ال 70 الماضية، لم يعترف المجتمع العالمى بالاحتلال الصهيونى وضم القدس ونحن كمؤمنين بالتوراة لا نعترف بشرعية دولة إسرائيل بأسرها، ونحن بالتأكيد لا نعترف بسيادتها على المدينة المقدسة.
"ويس": لقد جلب الاحتلال الصهيونى لفلسطين عام 1948 الدمار والمعاناة
واستطرد: "لقد جلب الاحتلال الصهيونى لفلسطين عام 1948 الدمار والمعاناة لكل من العرب واليهود الذين عاشوا حتى ذلك الوقت معا فى سلام ووئام، توسع هذا الاحتلال فى عام 1967، وتم إنشاء المستوطنات، وهذا يعد تمرد متزايد ضد توراة الله، وسبب لتصاعد الكراهية وإراقة الدماء فى المنطقة، وبالإضافة لذلك فقد تعرض اليهود الارثوذكس المناهضين للصهيونية على مدى عقود للقمع والضرب والاعتقال من قبل النظام الصهيونى، وأحدثها حملتهم على توطين جماعاتنا قسرا فى جيشهم والقمع الوحشى لجميع أصوات المعارضة".
وواصل حديثه قائلاً: "بالإضافة إلى حزننا لاعتراف الرئيس ترامب بمدينة القدس الشريف عاصمة لدولة غير شرعية، فإننا نرتعد عندما نفكر فى العواقب المحتملة لهذا الاعتراف، ولذلك نحن نعلن إن دولة إسرائيل ليست دولة يهودية فهى لا تمثل يهودا عالميين، فجماهير اليهود فى جميع أنحاء العالم تعارض تماما وجود هذه الدولة، وكل ما تقف عليه وجميع الأعمال المنبثقة عنها، فاليهود الأصليون بعد الدين اليهودى التقليدى ليس لديهم أى طلب على السيادة على أى جزء من الأرض المقدسة، بما فيها القدس".
الحاخام لترامب: "مساعدة إسرائيل لا تساعد اليهود"
ونحن نفهم أن هدف الرئيس ترامب كان إظهار دعمه لليهود، ولكن مساعدة دولة إسرائيل لا تساعد اليهود بل على عكس ذلك، حيث إن دولة إسرائيل تشكل انتهاكا للدين اليهودى وتخلق خطرا على اليهود فى كل مكان.
ونحن نناشد رئيس الولايات المتحدة لإعادة التفكير وإلغاء إعلانه، لصالح جميع المعنيين، ونحن ندعو الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة إلى المساعدة على إنهاء احتلال فلسطين برمته، وإلى أن يأتى ذلك اليوم عليكم مغادرة القدس وإنهاء هذا الاحتلال الإسرائيلى.
نصلى من أجل التفكيك السريع والكامل لدولة إسرائيل الصهيونية
كما نطلب من الدول الراغبة فى مساعدة اليهود فتح أبوابهم لليهود المضطهدين الذين يقفون تحت الصهيونى ومنحهم وضع اللاجئ وفرصة لبناء حياتهم من جديد، فنحن نصلى من أجل التفكيك السريع والكامل لدولة إسرائيل الصهيونية مع عودة جميع الحقوق إلى سكان فلسطين الأصليين، ونحن نصلى أن بحدث هذا التغيير بشكل سلمى، دون مزيد من المعاناة أو إراقة الدماء من أى جانب، فهل لنا أن نجرب مرة أخرى السلام الجميل بين العرب واليهود الذى كان قائما فى الأرض المقدسة وفى المدينة المقدسة.
وتعتبر منظمة ناتورى كارتا الدولية هى منظمة يهودية دينية غير ربحية ملتزمة بنشر وجهة نظر جماهير اليهود المعادية للصهيونية الأرثوذكسية فى جميع أنحاء العالم، الذين يعارضون بشدة دولة إسرائيل وأعمالها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة