رغم أن التعديل الوزارى الذى أجراه المهندس «شريف إسماعيل»، رئيس الوزراء، كان محدودا، لكنه فى الحقيقة على قدر كبير الحساسية والأهمية، نظرا لأهمية الوزارات التى جرى فيها التعديل، فقد تم اختيار كل من اللواء أبو بكرالجندى لحقيبة التنمية المحلية، والدكتورة إيناس عبد الدايم لحقيبة الثقافة، ورانيا المشاط لحقيبة السياحة، وخالد بدوى لحقيبة قطاع الأعمال، بالإضافة إلى نائبين لوزارتى الصحة والإسكان، فلا أحد يجهل ما الذى من الممكن أن تضيفه وزارة التنمية المحلية إذا كانت على قدر التحدى وطورت المحليات بالفعل، وكذلك وزارة الثقافة التى تعد رأس الحربة فى محاربة الإرهاب، وكذلك الأمر بالنسبة لوزارة السياحة التى تستعد لموسم جديد بمرحلة جديدة تشهد عودة السياحة الروسية بعد انقطاعها منذ حادثة سقوط طائرة شرم الشيخ، كما لا يستطيع أحد أن يقلل من أهمية وجود نائبين لوزارتين فى غاية الأهمية.
نظرا لما سبق فإنه يتوجب علينا العمل على دعم هؤلاء الوزراء الجدد لأن نجاحهم هو نجاح للوطن، ونسأل الله أن يكونوا «إضافة» حقيقية إلى حياتنا العملية، ولا تأتى هذه الإضافة إلا من خلال «خطة» يعرضها المسؤول على الرأى العام فى بداية توليه لموقعه، موضحا أسباب تبنيه لهذه الخطة وأهدافها ودرجة أهميتها ومراحل تنفيذها وطرق تمويلها، والسقف الزمنى المفترض للانتهاء منها، لا نريد وزارء «الوعود البراقة» الذين يقولون: «نعمل على» أو «فى سبيل الدراسة» أو «شكلنا لجانا» أو «نبحث وندرس»، فلا يطنطن بهذه الكلمات إلا من يفتقر إلى الحد الأدنى من الخيال، ولهذا فإنى أطالب الوزارء الجدد والقدامى أيضا بأن يرددوا معى هذا الدعاء.
اللهم إنا نعوذ بك من عراقيل الروتين، ومن نميمة الموظفين، ومن حقد الحاقدين، كما نعوذ بك من أذيال السابقين وأسافين المشتاقين، ووعود الدجالين، ونعوذ بك من لعنة اللجان واللجان المنبثقة عن اللجان واللجان المتفرعة من اللجان واللجان المتشعبة من اللجان، ونعوذ بك من ألاعيب الأنس التى تفوق ألاعيب الجان، ونعوذ بك من نفاق شيالى الشنط وماسحى الجوخ ونعوذ بك من خراب النافوخ، وأفكار المسوخ، وبارك اللهم لما فى نعمة النظر، واجعل أعيننا تسبق ألسنتنا، وأيادينا تسبق بياناتنا، اللهم إنا نعوذ بك من شبهة أن نكون وزراء لتسيير الأعمال وتعطيل آمال الأجيال، ونسألك اللهم أن تكون عونا لنا على الركود والجمود والجحود والبرود، ونعوذ بك من زفة المطبلاتية وزنقة طالبى التأشيرات السحرية، ونسألك الله العافية من أكاذيب المؤتمرات الصحفية وإطلاق التصريحات العنترية، والغرام باللوحات الرخامية، اللهم إنا نسألك أن تجعل المواطن نصب أعيننا، ولا تجعل فى فم فقير أو محتاج أو صاحب حاجة دعوة علينا، اللهم إنا نسألك التوفيق فيما فيه صلاح الوطن كما نستعين بك لتبعد عنا الوهن والجبن والعفن، اللهم لا تجعلنا عبيدا للوائح والمستلوحين اللهم آمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة