أكد الدكتور مصطفى الفقى، مدير مكتبة الإسكندرية، على أهمية الخيال فى تطوير الحياة الإنسانية، وأشار إلى أن مكتبة الإسكندرية تقوم على الإبداع والخيال، وهى تشكل أحد مصادر القوة الناعمة، التنوع والاستنارة سمتها الأساسية، وأن الإرهاب بما يشكله من ظلام ودمار لم يستطع عبر التاريخ فى أى مرحلة أن يهدم مجتمعا، لافتا إلى أن المكتبة تعمل من خلال برامجها المتنوعة على نشر الاستنارة، ومحاربة التطرف، وبث روح العلم والعقلانية فى المجتمع.
وأضاف: "إذا كانت الحاجة أم الاختراع، فإن الحرية هى أم الإبداع، جاء ذلك خلال اللقاءً الفكريا الذى نظمتة جامعة سنجور بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية ، حول "الخيال فى مواجهة التطرف"، "بعنوان "ليلة أفكار".
وتحدثت السفيرة فاطمة الزهراء عتمان، مستشار مدير مكتبة الإسكندرية للعلاقات الدولية والفرانكوفونية، عن أن هناك صداما بين خيالين: الأول الخيال الإبداعى الإيجابى الذى يلهم الإنسانية، وتعبر عنه مكتبة؟
الإسكندرية قديما، وامتدادها حديثا، فهى ثمرة الخيال، وهناك ثانيا الخيال الظلامى الذى تتبناه تنظيمات التطرف والإرهاب، ويقوم على إلغاء الآخر، وضيق الأفق، والجهل، وهى أخطر على الانسانية من الحروب.
وقد شارك فى اللقاء عدد من المكتبات والهيئات الثقافية والمراكز البحثية ذات المكانة الدولية من مختلف دول العالم. وشهد تقديم قصائد شعرية تصاحبها موسيقى، باللغتين الفرنسية والعربية، دارت حول مكافحة التطرف، ورفض الإرهاب، والدعوة إلى الحرية والاستنارة الفكرية.
وشهد جلسة حوارية ساهم فيها عدد من رموز الفكر منهم هدى أباظة، وجيهان زكى، ونهى عدلى، وأنور مغيث، وخالد الخميسى، وأدارها الكاتب الصحفى شريف الشوباشى، شملت نقاشا ومساهمات فكرية حول عدد من القضايا التى تتصل بالمواجهة الفكرية للتطرف، من بينها أهمية تحرير المصطلحات، مثل راديكالى وغيره على نحو لا يساء فهمه أو توظيفه على النحو الذى يقوم به الإعلام، وخطورة هيمنة الثروة فى المجتمعات مما يؤدى إلى تدهور النظام القيمى، واتساع الفجوة بين الاغنياء والفقراء، وهو ما يسمح بوجود بيئة مواتية لنشر أفكار التطرف، ودعا البعض إلى تحلى الحكومات بالخيال حتى تتمكن من مواجهة المشكلات والتحديات الراهنة.
وشدد المشاركون على أهمية التعليم بوصفه المصدر الأساسى لإذكاء وتنمية الخيال لدى الدارسين، وهو ما يلفت الانتباه إلى دور التعليم فى مكافحة التطرف، ونشر ثقافة الاستنارة فى المجتمع.
ومن ناحية أخرى شهدت العلاقة بين التشدد والتكنولوجيا اهتماما فى الحديث، حيث أشار البعض إلى أن الدراسات تشير إلى أن المتطرفين بأعداد كبيرة ينتمون إلى التخصصات العلمية مثل الطب والهندسة والعلوم، نظرا لغياب البناء الثقافى والفكرى، وتقديم العلم بوصفه طريقا أحاديا، مما يسمح باعتناق أفكار يراها صاحبها مطلقة ونهائية، وهو ما يشير إلى أهمية الاهتمام بالتعليم، والإعلام، ومواجهة سعى البعض إلى السيطرة على العقول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة