قال المفتى العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، أن ترامب لا يملك القدس حتى يمنحها لإسرائيل، ولا حق لإسرائيل فى القدس حتى يأخذوا هذه الجائزة من أمريكا، وهذا القرار ظالم وجائر ومنحاز لإسرائيل، مؤكدا أنه مرفوض جملة وتفصيلا من الشعب الفلسطيني، وكل عربى ومسلم حر فى هذا العالم، وذلك على هامش مشاركته بمؤتمر الأزهر لنصرة القدس.
- ما تعليقك حول ما تتعرض له القدس من اعتداءات صارخة وتغيير فى معالم هويتها والقرار الأمريكى الأخير؟
- أولًا أقدم الشكر للأزهر الشريف وعلمائه ورجاله العاملين به، وكل أبناء الشعب المصرى، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذى دعا وبادر لعقد "مؤتمر الأزهر لنصر القدس" فى ظل ما تتعرض له القدس من محنة عظيمة بعد قرار الرئيس الأمريكى بالاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الإسرائيلى، والشروع فى إجراءات نقل السفارة، فهذا عدوان على القدس، وعلى حق الشعب الفلسطينى، وحق العرب، وحق كل مسلم فى العالم، كما أنه عدوان على كل المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية فى القدس، حيث يوجد جانب حضارى وتاريخ إسلامى وتاريخى للمسيحيين، فالقدس مهد السيد المسيح، حيث تربى فيها ونشأ، كما مر عليها كل الأنبياء ورسل الله، وتوجت بإسراء النبى صلى الله عليه وسلم، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وبالتالى فهذه المبادرة بعقد المؤتمر تحت رعاية الأزهر لها أثر كبير فى تبصير المسلمين للقيام بواجبهم تجاه المدينة المقدسة وتبصير العرب وكل العالم من الأحرار والشرفاء بأن هذه المدينة المقدسة، هى مدينة السلام والرسالات والديانات.
- ترامب لا يملك القدس حتى يمنحها لإسرائيل، ولا حق لإسرائيل فى القدس حتى يأخذوا هذه الجائزة من أمريكا، وهذا القرار ظالم وجائر ومنحاز لإسرائيل، ومرفوض جملة وتفصيلا من الشعب الفلسطيني، وكل عربى ومسلم حر فى هذا العالم، وشهدنا الرفض الدولى المتمثل بالتصويت ضد هذا القرار فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بما يدل على أن هناك وعيا لدى الدول والشعوب، وكل من وقف رافضا لهذا القرار الذى يحمل إجحافا وعدوانا على حقوق الشعب الفلسطينى والعرب والمسلمين والقدس كمدينة تمثل الإسلام والرسالات السماوية العظيمة التى ختمت برسالة الإسلام، الذى هو أهلًا لأن يكون فى القدس، وأن يدير هذه المدينة التى يفتحها المسلمون أمام كل اتباع الديانات بشكل منظم، يحافظ على حقوق عباد الله فى هذه المقدسات.
- التوصيات التى تأمل أن يخرجه بها هذا المؤتمر .. وماذا تريد أن تقرأ كمواطن عربى؟
- أتمنى لهذا المؤتمر النجاح، وأن يخرج بقرار وتوصيات بمستوى الحدث الكبير، فالأمر يتعلق بالقدس التى تمثل بعدًا عقديًا للمسلمين ودينيا بالنسبة للمسيحيين، وبعدا حضاريًا للعرب، وبعدًا سياسيًا للفلسطينيين، فهى عاصمة فلسطين الأبدية ولن نرضى بخلاف ذلك، وأمل أن تكون قرارات وتوصيات المؤتمر بهذا المستوى الذى يدفع أو يساهم فى دفع هذا العدوان، إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح سواء بالتراجع الأمريكى جراء هذا الرفض والقرارات التى ستخرج بصوت واحد من هذا المؤتمر.
- أما كمواطن.. أريد أن أقرأ فى الإعلام عن مؤتمر الأزهر كأكبر مرجعية دينية لأهل السنة فى خدمة السلم والدفاع عن قضاياهم ، فقضية القدس من أولويات الأزهر، ومن أهم القضايا التى يتصدى للدفاع عنها، وأعتقد أن الأزهر سيحمل هذه الرسالة والدعوة إلى الله، والدفاع عن حقوق المسلمين، وأعتقد أن القدس تقع فى قلب هذه الحقوق وعلى رأسها، وكل مواطن يريد أن يحقق هذا المؤتمر ما يثلج الصدر ويلبى صرخة القدس، التى تستصرخ أمتها العربية والإسلامية، وكل المرجعيات الدينية وعلى رأسها الأزهر، وتستصرخ كل شرفاء العالم أن يكونوا مع الحق والعدالة التى تمثل القدس بكل أبعادها.
- هوية القدس لدى أطفالنا وطلابنا فى الوطن العربى أصابها جانبا من التفريغ، حيث يعانون فقر المعلومات. كيف يمكن التغلب على هذه المشكلة؟
- هناك دعوات من الأزهر والأوقاف المصرية بتنسيق أجزاء فى المدارس والمراحل الإعدادية والثانوية، وتنسيق مساقات فى الجامعات تتعلق بتاريخ القدس والقضية الفلسطينية، وهذه جهود مشكورة سواء بادر بها الأزهر أو الأوقاف أو دار الإفتاء، وكل مؤسسة معنية بأن تجعل القضية الفلسطينية حاضرة فى ذهن الأجيال العرب والمسلمين.
- صدرت بعض الأصوات ممن يقول عن أنفسهم مثقفين وادعوا أن الأقصى ليس المسجد المقصود ولم يذكر فى القرآن؟
- هذه ادعاءات تصدر عن جهله، ولا أعتقد أن هناك عربى ومسلم يجهل مكانة القدس فى نفوس العرب والمسلمين، ولكن أصحاب القلوب المريضة تصدر عنهم مثل هذه التفاهات، ويريدون تسويقها، ولكن لن تجد مجال لتسويقها، لأن هذه القضية تنافى الفكر والثقافة البسيطة والفطرة، وأعتقد أن هذه الأصوات ساقطة تماما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة