اختتم الآلف المصريين أمس الثلاثاء احتفالاتهم بذكرى استقرار رأس الحسين رضى الله عنه ،حيث الثلاثاء الأخير من شهر ربيع الآخر ما يسمى بالليلة الكبيرة، ولأول مرة فى تاريخ ذكرى استقرار رأس الحسين، وقامت قوات الأمن بإغلاق طريق شارع الأزهر والمؤدى لمسجد الأمام الحسين أمام حركة مرور السيارات، نظرا للأعداد الكبيرة التى توافدت لاحياء الليلة الكبيرة .
وشهد شارع الأزهر أمواج من البشر يتجهون صوب ساحة الإمام الحسين مرددين " نحن فى ساحة الحسين نزلنا *** فى حمى الله من أتى لحسينا"، فيما انتشرت قوات الأمن لتأمين الاحتفالات وانتشرت سيارات الاطفاء والإسعاف والتى نقلت العديد من الحالات إلى مستشفى الحسين الجامعى نتيجة التدافع والزحام الشديد.
الاحتفالات التى بدات منذ أسبوع وشهدت توافد الألاف من كافة محافظات الجمهورية، اختتمت أمس فيما يعرف بالليلة الكبيرة بحفل كبير أحياه الشيخ محمود التهامى نقيب المبتهلين والمنشدين، استمر للساعات الأولى من فجر الأربعاء فيما تعرف بالليلة اليتيمة ،حيث شكل الصوفية حلقات الذكر وتمايلوا على انشاد الشيخ محمود التهامى.
فيما انتشر خبراء المفرقعات تحسبا لأى أعمال تخريبية بينما انتشر رجال الامن وسط المحتفلين لحماية الزائرين من السرقات وتحرش بعض الصبية، كما انتشرت الخدمات التابعة للطرق الصوفية لتقديم الطعام للوافدين والذى تنوع ما بين الفول النابت وشوربة العدس واللحوم حيث حرصت العديد من الخدمات لنحر عدد من الماشية وتقديمها للزوار، بينما قام البعض بتوزيع الحلوى على المحتفلين.
وشهدت بعض الخدمات التى انتشرت فى الأزقة عدد من حلقات الذكر والدروس الدينية والتعريف بسيرة آل البيت، فيما شهدت الليلة الختامية تواجد عدد من الشيعة والذين وفدوا إلى مسجد الحسين لاحياء ذكرى استقرار رأس الحسين .
فيما توافدت الأسر المصرية على ساحة الإمام الحسين وافترشوا الطرقات، وسط انتشار لباعة الحلوى والحمص، كما انتشرت ألعاب الأطفال التى شهدت اقبالا كبيرا من جانب الأطفال الذين وفدوا بصحبة أسرهم، وانتشرت العديد من حلقات الذكر والدروس الدينية فيما شهد مسجد الإمام الحسين مع عدد من الأمسيات الدينية تضمنت الابتهالات والمدائح.
فيما أعلنت مستشفى الحسين الطوارئ خدمة لزوار الإمام الحسين، والذى يعد عدد زواره هو الأعلى منذ قيام ثورة 25 يناير، وسط انتشار للباعة الجائلين الذين قدموا بسيارات نصف نقل من محافظات عدة.
يذكر أن ولد الإمام الحسين فى الثالث من شهر شعبان السنة الرابعة من الهجرة، واستشهد فى كربلاء فى العاشر من المحرم سنة 61 هـ، ففى اليوم العاشر من المحرم وقعت حادثة كربلاء المروعة التى قتل فيها الإمام الحسين حفيد "الرسول" - صلى الله عليه وسلم - وابن الإمام على بن أبى طالب، وتختلف الآراء حول مكان وجود رأس الإمام، حيث تقول الشيعة إنه بكربلاء مع الجسد، فى حين يوجد خلاف لدى أهل السنة والجماعة حول مكانه فمنها ما يتفق ما رأى الشيعة السابق ويرى أن الرأس دفن مع الجسد فى كربلاء، غير أن كثيرين يرون أن الرأس دفن واستقر فى القاهرة.
وفى كتابه "أبو الشهداء الحسين بن على"، قال عباس محمود العقاد، اتفقت الأقوال فى مدفن جسد الحسين عليه السلام، وتعددت أيما تعدد فى موطن الرأس الشريف، فمنها: أن الرأس قد أعيد بعد فترة إلى كربلاء فدفن مع الجسد فيها، ومنها: أنه أرسل إلى عمرو بن سعيد بن العاص والى يزيد على المدينة، فدفنه بالبقيع عند قبر أمه فاطمة الزهراء، ومنها: أنه وجد بخزانة ليزيد بن معاوية بعد موته، فدِفن بدمشق عند باب الفراديس، ومنها: أنه كان قد طيف به فى البلاد حتى وصل إلى عسقلان فدفنه أميرها هناك، وبقى بها حتى استولى عليها الإفرنج فى الحروب الصليبية؛ فبذل لهم الصالح طلائع وزير الفاطميين بمصر ثلاثين ألف درهم على أن ينقله إلى القاهرة، حيث دفن بمشهده المشهور.
قال الشعرانى فى طبقات الأولياء: «إن الوزير صالح طلائع بن رزيك خرج هو وعسكره حفاة إلى الصالحية، فتلقى الرأس الشريف، ووضعه فى كيس من الحرير الأخضر على كرسى من الأبنوس، وفرش تحته المسك والعنبر والطيب، ودفن فى المشهد الحسينى قريبًا من خان الخليلى فى القبر المعرف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة