أكرم القصاص - علا الشافعي

لماذا أحب المثقفون "فساد الأمكنة" لـ صبرى موسى

الخميس، 18 يناير 2018 08:00 م
لماذا أحب المثقفون "فساد الأمكنة" لـ صبرى موسى رواية فساد الأمكنة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"صحراء لم يمهلها الموت تلذذ الحياة وحول عمارها إلى خلاء، لم يبق فيها سوى "نيكولا" رجل حلم بموطن فلم يحظ إلا بقبر وارى بين صخوره جسد "إيليا" البنت والحبيبة، دفن معها أحلامه ومصير أرض زرع فيها الخطيئة فلم يجن غير الدمار".. هذا جزء من رواية فساد الأمكن للكاتب الكبير صبرى موسى الذى رحل اليوم عن عمر يناهز الـ86 عامًا.

 

يقول صبرى موسى عن فساد الأمكنة: "فى ربيع 1963 أمضيت فى جبل "الدرهيب" بالصحراء الشرقية قرب حدود السودان "ليلة" خلال رحلتى الأولى فى تلك الصحراء، وفى تلك الليلة ولدت فى شعورى بذور تلك الرواية، ثم رأيت الدرهيب مرة ثانية بعد عامين، خلال زيارة لضريح المجاهد الصوفى أبى الحسن الشاذلى المدفون فى  قلب هذه الصحراء عند "عيذاب".

 

ويتابع: "فى تلك الزيارة الثانية للدرهيب أدركت أننى فى حاجة لمعايشة هذا الجبل والإقامة فيه، إذا رغبت فى كتابة هذه الرواية".

 

ويضيف: "قد وافقت وزارة الثقافة على تفرغى من نوفمبر عام 1966 إلى نوفمبر 1967 للإقامة فى الصحراء حول الدرهيب.. للتفكير ومحاولة الكتابة، ولكننى بدأت فى كتابتها عام 1968 ثم انتهيت منها وعام 1970 لم يبدأ بعد، وقد نشرت مسلسلة بمجلة صباح الخير خلال عامى 1969 و1970 ثم نشرت طبعتها الأولى كاملة فى العدد (204) من الكتاب الذهبى الذى صدر فى يوليو 1973 وفى عام 1974 فازت "فساد الأمكنة" بجائزة الدولة التشجيعية".

 

ورغم أن صبرى موسى المولود فى محافظة فى دمياط عام 1932، من كتاب القصة البارزين فى مصر، وله العديد من المؤلفات فى أدب الرحلات والقصة القصيرة والسيناريو وفى الرواية، لكن تظل روايته "فساد الأمكنة" تحمل دلالة خاصة لدى المثقفين.

 

وقد وصف غالب هلسا رواية "فساد الأمكنة" قائلا: "هذه رواية فذة، اقتحمت عالما عربيا صعب المسالك"، ليست العبقرية فى الرواية التى حكى فيها سيرة ذلك القادم من جبال القوقاز ليقدمه إلينا عبر وليمة جبلية، وإنما العبقرية فى جعل هذا القديس القوقازى يتوحد مع سكونية وصوفية الجبل الذى حلّ فى جسد الجد الأكبر كوكا لوانكا، ويأخذنا فى نهاية الرواية فى مشهد أسطورى لبطله الذى يجسد ملامح البطل الإغريقى وهو يقتاد ابنته إيليا التى جعلها على اسم زوجته التى قالت له فى لحظة عشق: سأتركك لمصير مُفْجِع امتثالا لقانون المكان.

 

بينما قالت غادة هيكل عن الرواية: "هنا نرى سمات الراوى الشعبى بدءًا من مفرداته (اسمعوا ... أحبائى) وكأنه محاطا بجمهور يستمع لحكيه، ويوجه لهم خطابه مباشرة، فى لغة سردية تمضى فى سلاسة مع تنوع أساليب الطرح معتمدا لغة بسيطة وعميقة ودالة خالية من البلاغة الاستعراضية والتقليدية ، هادئة فى السطح، عميقة فى المعنى، وتحمل الكثير من الخصوبة والتجديد دون ضجة، فلم يعترضنى معنى على الرغم من البيئة الصحراوية والبدوية التى عايشها وكتب عنها – لم يعترضنى معنى لم أفهم مقصده أو مضمون لم يصل إلى ّ بسلاسة ويسر، وهذا ميزة الكاتب المتمكن من لغته الخبير بمعانيها البصير بمفاهيمها الخالية من العيوب، والتى مهما مر على الرواية من زمن لا يخطئ فى فهمها من يطالعها، تداخلت الأزمنة فى الرواية كما تداخلت الطبيعة الصحراوية بما تملكه من تنوع فهو يقدم الحدث الاكثر مأساوية ثم ينتقل بسلاسة إلى الفعل الماضى فيبدأ الحدث من بدايته، لم يجعلنا ذلك نتشتت او ننفصل عن الرواية بل كان دافعا لمواصلة الحكى ومواصلة الاندهاش والتطلع إلى معرفة الحدث "

 

بينما يقول خالد عبد العزيز على موقع القراءة  :good read"نهيتها.. لكنها لم تنته بداخله، أعتقد أن أثرها سيظل ممتدًا لوقت لا أعلمه، منذ فترة لم أقرأ عملاً يحمل كل هذا الجمال، نيكولا، الهارب من الحياة المدنية للصحراء، هل اكتشف ذاته؟  الصحراء هى البطل فى هذه الرواية، بدروبها وجبالها التى تمثل مرادفًا للمرأة .

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة