فى مؤتمر إعلان المحامى خالد على، الترشح لرئاسة الجمهورية، وصف نفسه بأنه مرشح ثورة يناير، وكررها فى أكثر من مرة، بصياغات مختلفة، تارة يقول إنه ممثل للثورة، أو حامل أفكارها، والمناضل من أجلها، وفى تارة أخرى يطالب جيل يناير بجمع التوكيلات المصرية، وهو أمر يدفعنا من جديد لطرح السؤال الجدلى، من يتحدث باسم يناير؟ وما هى يناير أصلا؟ وما هى أفكارها؟ ومن هم المؤمنين بها والحالمين بأفكارها؟
لست فى معرض مناقشة ترشح خالد على للانتخابات الرئاسية، وهل هو مرشح للمصريين أم فئة يناير فقط، أم أن ما كرره فى المؤتمر من جيل يناير وشباب يناير لم يكن إلا مزيدا من جرعات الحماس لجمع توكيلات للترشح للانتخابات الرئاسية.
من يتحدث باسم يناير؟
قد يبدو الأمر غير هام لكثيرين حاليا، ولكن بمرور الوقت، وبتسجيل يناير فى التاريخ المصرى الحديث كثورة عظيمة حركها شباب برىء وهيمن عليها فيما بعد جماعة الإخوان الإرهابية، ولعب فلول الوطنى دورا كبيرا لإفشالها عبر موقعة الجمل الشهيرة، يتبقى لدينا الطرح الأساسى، من يكتب عن يناير، ومن يسرد وقائعها بكل حيادية دون موالاة لفصيل أو جماعة، ومن يسجل الأحداث كما وقعت فى ميدان التحرير ومحافظات الجمهورية لا كما يريد هو أو الفئة التى ينتمى إليها، ومن يثبت فى سجلات التاريخ أسماء شهدائها الأبرياء الذين قدموا أرواحهم لكى تنجح هى وتغير شكل مصر ويبقى تاريخها 25 يناير رقما فاصلا فى حياة المصريين لدرجة أننا أصبحنا نتحدث باستمرار، قبل يناير أم بعدها.
تاريخ يناير لابد أن يسجل بمعرفة أقلام أهل ثقة، على البلاد وعلى يناير نفسها، يسجلون الوقائع لأجل الوطن فى المقام الأول، لكى لا نفاجأ فى المستقبل بأى شخص يتحدث فى المستقبل على أنه محرك الثورة ومفجرها والناطق الرسمى لها.
ما هى أفكار يناير؟
كان شعار ثورة يناير «عيش – حرية – عدالة اجتماعية»، مع كثير من الهتافات التى ترفض ممارسات وزارة الداخلية فى السنوات الأخيرة من حكم مبارك، وكانت الأجواء عقب رياح يناير، هى رياح التغيير للأفضل فى كل مناحة الحياة، التغيير للأفضل فى المعاملات، فى أداء الوظيفة الحكومية على أكمل وجه، فى تقديم الخير على الشر، والحق على الباطل، ورفع الظلم عن كل متضرر.
ولكن بمرور الوقت تبدلت تلك الأفكار وتجرد حتى شباب يناير من هذه الأخلاق، تزايدت الصراعات على الكراسى، وظهرت النفوس الضعيفة التى تريد المال وتقدمه على مصلحة الوطن، وظهر بشكل علنى الوجوه على حقيقتها، فاستقر تعريف ثورة يناير إلى تحرك شعبى كبير هز البلاد فى 2011 وأسقط نظام وقتها إلى حلم جميل فى وقتنا الحالى يتباهى كل منا بصورة أرشيفية له فى مدخل من مداخل ميدان التحرير أو فى المليونيات الشهيرة.
الواقع المؤسف، أنه لا وجود لأفكار يناير الآن، ليس لفشلها كثورة فى تحقيق أهدافها، ولكن لأننا تراجعنا عن شعاراتها العامة وتجردنا من مفهوم التغيير للأفضل الذى كنا ننشده ونرغب فيه.
ويتبقى فى النهاية أن نؤكد أن يناير لا متحدث لها ولا مجموعة حتى تمثلها، ولا فئة تعيش بيننا الآن تحمل أفكارها، يناير وللأسف الشديد أصبحت ماضى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة