يبدأ مايك بنس نائب الرئيس الأمريكى جولته غدًا بالشرق الأوسط، والتى تستغرق أربعة أيام، والتى قد تأجلت منذ 20 ديسمبر بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل ابيب إلى المدينة المقدسة، ومن المتوقع أن يجتمع بنس مع الرئيس عبد الفتاح السيسي فى قصر الاتحادية لمناقشة عدة قضايا إقليمية ودولية.
وأكدت صحف أمريكية، أن بنس يحمل فى جعبته العديد من الملفات، على رأسها ملف القدس الذى من المتوقع مناقشته مع كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى، كما تؤكد تقارير غربية، أن نائب الرئيس الأمريكى لن يلتقى أى جماعة مسيحية خلال الزيارة أو زيارة مدينة بيت لحم بالضفة الغربية لزيارة كنيسة المهد، لاسيما بعد إعلان الكنيسة المصرية والكنيسة فى القدس رفضها لقاء بنس، وهو ما اضطره لتغيير رسالته.
كما تهبط طائرة نائب الرئيس الأمريكى، مايكل بنس، فى عمان، الأحد ليبحث مع العاهل الأردنى، الملك عبد الله الثانى، العديد من القضايا، من أبرزها تطمينات أمريكية عن مستقبل المساعدات المالية الأمريكية على خلفية موقف المملكة من قرار الرئيس الأمريكى نقل سفارة واشنطن إلى القدس المحتلة، حيث تتلقى المملكة مساعدات أمريكية فى مجالات عديدة، أهمها الدعم العسكرى والدعم المباشر لخزينة الدولة، بلغت خلال 2017، 1.3 مليار دولار، لوحت واشنطن بوقفها عندما صوتت دول ومن بينها الأردن، ضد قرار ترامب بشأن القدس فى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
توتر العلاقات
وتأتى زيارة بنس إلى المنطقة فى ظل توتر العلاقات الأردنية الأمريكية، على خلفية نقل سفارة واشنطن إلى القدس المحتلة، الأمر الذى تعتبره الأردن مساسًا بالوصاية الهاشمية على المقدسات، وتغييرًا فى الوضع التاريخى القائم للقدس، وانتهاكًا للقرارات الدولية التى تصنف القدس كمدينة محتلة.
نائب الرئيس الأمريكى وزوجته
وبحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فإن زيارة بنس تأتى وسط كثير من التوترات بين إدارته والقيادة الفلسطينية والعرب أيضًا بعد قرار ترامب بشأن القدس، ولذلك فإنه لن يلتقى بنس عباس خلال زيارته، وسيكتفى فقط بلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بينامين نتياهو والرئيس الإسرائيلى، وإلقاء خطاب فى الكنيست.
ويرى المراقبون أن ملك الأردن سينقل لبنس مخاوفه من اعتبار الإدارة الأمريكية قرار ترامب بخصوص القدس نقطة لانطلاق عملية السلام، وستوضح المملكة التداعيات السلبية لذلك.
ترحيب حار فى إسرائيل
وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه على النقيض من مقابلة السيسي وعبد الله الثانى لبنس، سيجد بنس ترحيبًا حارًا فى إسرائيل، التى تعد حكومتها المتشددة من أكبر مؤيدى إدارة ترامب على الساحة الدولية، وقد اعتمد ترامب سلسلة من القرارات التى اعتبرت متعاطفة مع الحكومة الإسرائيلية، بعيدًا عن حل الدولتين الذى يفضله المجتمع الدولى، معربًا عن معارضة قليلة لبناء المستوطنات، مضيفة أن إلقاء بنس خطاب فى الكنيست الإسرائيلى هو شرف نادرا ما يخصص للشخصيات الزائرة ولكنه يأتى تقديرا لجهود بنس الداعمة لإسرائيل والداعمة لقرار ترامب عن القدس.
بنس ونتناياهو
أما بخصوص المساعدات الأمريكية للأردن، يقول المراقبون، إنه "لا تغيير كبيرًا سيطرأ على حجم المساعدات الأمريكية المقدمة للأردن، على اعتبار أن بنس يهدف لتدعيم محور الولايات المتحدة فى المنطقة، إذ يبدو أن عام 2018 عام أزمات وليس حلول بالنسبة لأمريكا فى المنطقة".
رفض الأردنيون للزيارة
وكان ناشطون أردنيون أعلنوا رفضهم زيارة بنس إلى الأردن وقاموا بتنظيم سلسلة بشرية أمام السفارة الأمريكية فى عمان؛ رفضًا للزيارة، إذ نظم الائتلاف الشعبى من أجل القدس سلسلة بشرية أمام السفارة الأمريكية فى عمان، رافعين لافتات ترفض القرارات الأمريكيةَ المنحازة للاحتلال وزيارة نائب الرئيس الأمريكى مايك بنس إلى المنطقة.
مايك بنس
وقال رئيس لجنة الشئون الخارجية فى مجلس النواب الأردنى، رائد الخزاعلة: "أنا مع فتح باب الحوار؛ لتغيير وجهات النظر، وتذويب الجمود، نحن نشتغل سياسة ودبلوماسية لإيجاد حلول ترضى جميع الأطراف، الزيارة مهمة لحلحلة الأجواء المشحونة، هناك أصوات ترفض استقبال بنس، هذا لا ينفع فى عالم الدبلوماسية والسياسة، ونحن نأمل أن تتغير هذه القرارات التى اتخذتها الإدارة الأمريكية".
بنس وترامب
وأضاف فى تصريحات صحفية: "أمريكا حليف رئيسى للأردن، والعكس صحيح، وهذه العلاقات ليست وليدة اللحظة، وللطرفين مصالح لا يمكن الاستغناء عنها، فالأردن بالنسبة لأمريكا حليف معتدل ومتزن قادر أن يلعب أدوارا أساسية فى منطقة متقلبة تشتعل بالحروب، بينما يرى الأردن أمريكا حليفا قويا ومستمرا، فالشراكة ضرورية، ويجب أن تستمر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة