فى نهاية العام 2017 قامت منظمة اليونسكو بضم 39 عنصرًا جديدًا على قائمة اليونسكو للتراث غير المادى، ليس منها أى شىء مصرى، وقد كنت أظن أن كل تراث مصر قد تم تسجيله، لكن الغريب الذى تبين لى هو أن مصر بتاريخها الطويل لم تسجل فى قائمة التراث العالمى غير المادى سوى شيئين فقط هما السيرة الهلالية ولعبة التحطيب، وذلك مع أن مصر تمتلئ بتاريخ تراثى كبير فى مجالات عديدة منها أكلة الكشرى .
ومنذ يومين تقريبا قام المركز الثقافى للتراث العربى بفرنسا طلبا رسميا لمنظمة اليونسكو يطالب فيه ضم طبق الكشرى المصرى على القائمة العالمية للتراث غير المادى، وذلك بعد إضافة كل من البيتزا الإيطالية والخبز الفرنسى فى القائمة .
ويدعو المركز الثقافى للتراث العربى بفرنسا، مصر بكل مؤسساتها لدعم هذا الملف، خاصة أنه الطبق الأشهر فى مصر والذى تنفرد به المائدة االمصرية، وأن غيرها من موائد البلاد العربية تتمنى أن يحظى هذا الطبق الغنى، والذى يدرج تحت قائمة الأغذية النباتية الفريدة على الدعم اللازم له .
وكانت منظمة اليونسكو قد قامت بالاعتراف بالبيتزا الإيطالية ووضعها على لائحة التراث غير المادى التابع لليونسكو فى نهاية عام 2017 ، والتى لحقتها فرنسا على نفس الخطى، بحلول هذا العام، عندما قام الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أول أمس بحملة لدعم الخبز الفرنسى (المعروف باسم الباجت الفرنسى) لضمة لقائمة التراث الثقافى غير المادى باليونسكو لذا فقرر المركز الثقافى للتراث العربى بفرنسا بإرسال خطابا رسميا لمنظمة اليونسكو.
ربما يظن البعض أن الأمر لا يستحق، لكنه فى الحقيقة يستحق وأكثر لأنه يتعلق بالهوية المصرية،ففى ظل العولمة التى نعيش فيها والتى تسرق كل يوم من خصوصيتنا، وتجعلنا للأسف تحت سطوة الغالب والقادر على فرض نفسه ، ربما نفاجأ بأن الأكلات والألعاب والموسيقى والأغنيات المصرية قد تم تسجيلها باسم دول أخرى غريبة، وربما المتابع لما تفعله إسرائيل طوال الوقت فى ادعائها بأن كثير من الثقافات المصرية تخصها، هو أمر يدعونا للتنبه .
الرئيس الفرنسى ماكرون قام بدور مهم فى الدعاية للعيش الفرنسى، وذلك لأنه يدرك جيدا أن مكانة دولته فى العالم هى بقدر اعتراف الآخرين بها، وأن ذلك يشمل كل شيء ، وعلى رأس ذلك الجوانب الثقافية، لذا على مؤسساتنا أن يكون لها وعى بذلك ، وأن يكون لها دور فى ذلك ، وأن نقدم ملفا يليق بنا يؤكد أن الكشرى أكلة مصرية خالصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة