ظللنا وقتًا طويلاً ننتظر مؤتمر أدباء مصر فى دورته الـ32، خاصة أنه عقد فى مدينة شرم الشيخ، فى صورة واضحة لتحدى الإرهاب لكن ما حدث لم يكن على المستوى، فالارتباك ظهر منذ التحرك بالصحفيين والإعلاميين المشاركين ووصولهم متأخرًا، وصولاً لتسكين الضيوف ومواعيد الندوات والجلسات الخاصة.
"اليوم السابع" أجرى هذا الحوار مع الشاعر حازم المرسى، أمين عام المؤتمر فى محاولة للوصول للإجابة عما حدث هناك، والذى أكتفى بالإجابة على بعض الأسئلة التى وجهت له.
فى القاهرة.. كان الموقف مربكًا تمامًا.. لماذا غاب الترتيب فى سفر المثقفين واستقبالهم وتسكينهم؟
كان الاتفاق أن تتحرك الأتوبيسات من أمام الهيئة فى الواحدة صباحًا مع "ريستين" فقط كى يصل الأدباء فى تمام العاشرة صباحًا، وبعد أن يضعوا حقائبهم ويتناولوا وجبة إفطار ويستريحون على حمام السباحة ثم يدخلون إلى الغرف بعد صلاة الجمعة.
وكنت أعددت خطة تسكين للمثقفين أنا وشادية الملاح، رئيس لجنة التنظيم والشاعر سعيد المصرى، وكان الاتفاق أن نلتقى الأدباء ونسلمهم مفاتيح غرفهم، واتفقت مع مدير القرية الشبابية فى شرم الشيخ على استلام المفاتيح على عهدتى الشخصية، لكنى فوجئت بأن هذه الخطة تغيرت، مع إصرار العلاقات العامة على خطة تسكين مختلفة بحجة الحضور الفعلى.
خلال كلمة الافتتاح المؤتمر.. لماذا توجهت بالشكر للجميع بينما تجاهلت الشاعر أشرف أبو جليل؟
بدأ أشرف أبو جليل علاقته بالأمانة العامة للمؤتمر بمشروع تقسيم المؤتمر وتوزيعه على محافظات عديدة، وبعد رفضنا بدأ فى تعطيل المؤتمر، ما دفع الأمين العام السابق سعيد عبد المقصود، بطلب من الدكتور سيد خطاب لإبعاده عن المؤتمر وهذا ما تم فى مؤتمر المنيا، وبعدما ترك الدكتور سيد خطاب، رئاسة الهيئة، عاد أشرف أبو جليل، إلى ممارساته فى تعطيل المؤتمر واختلاق المشاكل مع أعضاء الأمانة، وكان الكاتب حسين صبرة، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية السابق، هو حائط الصد أمام تصرفات هذا "الموظف" وبعد خروج الكاتب حسين صبرة للمعاش، واستغلال اللحظات الأخيرة للشاعر أشرف عامر كقائم بأعمال رئيس هيئة قصور الثقافة، حصل "أبو جليل" على موافقات لوضع اسمه على بنرات المؤتمر وإلقاء كلمه فى الافتتاح وشراء حقائب رديئة للمؤتمر لا تليق بالأدباء ولا بالهيئة.
رفضت المشاركة فى جلسة التوصيات النهائية للمؤتمر وبعد ضغوط شاركت.. لماذ؟
رفضت المشاركة فى جلسة التوصيات، لأننى شعرت أن مجهودات الأمانة طوال عام تضيع أمام عينى، وكل شىء تمت عرقلته، وأحسست أن اجتماع الجمعية العمومية لن يتم فكان لابد لى أن أتخذ موقف الانسحاب من المؤتمر، لكن الدكتور أحمد عواض اجتمع بى ووعدنى بإعطاء الأمانة الصلاحية فى كل الأمور.
كان هناك ارتباك في "الندوات".. لماذا حدث ذلك؟
ندوات مدينة الطور فى اليوم الأول كان محددًا لها ميكروباص واحد، وفوجئت بعدد كبير جدًا يريد المشاركة فى ندوة الطور، ويبدو أن هناك من سرب شائعات عن مميزات لندوة الطور ولقاء مع المحافظ وهدايا قيمة، لذلك سارع الجميع للذهاب إلى الطور، وطلبت أن يتحرك أتوبيس ليسع الحاضرين لكن الأمن رفض الأتوبيس، فقررنا أن تتحرك ثلاث ميكروباصات ما عطل التحرك أكثر من ساعتين وظن مواطنو الطور أنه لا حظ لهم فى المؤتمر وتركوا المكان وبعد أن وصل المشاركون متأخرين ولم يجدوا شيئًا أثاروا المشكلات وقالوا: "لماذا أحضرتمونا إلى الطور؟" أما لقاء سانت كاترين فتم إلغاؤه، لأن طريق سانت كاترين يغلق فى الساعة الرابعة عصرا.
جلسة انتخابات الأمانة العامة للدورة المقبلة تأخرت ساعات.. فما الذى حدث؟
كل التعطيل ومحاولات التخريب فى هذه الدورة بسبب جلسة الانتخابات، لأن نجاح هذه الجلسة معناها استمرار المؤتمر لعامين، وهذا يضايق الكثير من القائمين على الثقافة، وقد حدثت اتفاقات فى العام الماضى حول هذا الموضوع، مفادها أن الدورة 31 ستكون الأخيرة فى عمر المؤتمر.
فى جلسة تعديل اللائحة حدثت مشادات.. هل كان ذلك مقصودا؟
بالطبع كان مخططًا أن تعطل هذه اللائحة لما فيها من بنود ستصلح حال الثقافة وتزيل الكثير من إشكالات أندية الأدب، وقد اعترض أشرف أبو جليل على بنود اللائحة أثناء صياغتها ولم يحضر آخر جلستين للجنة تعديل اللوائح، وقال: "لنا بإذن الله لن تعتمد هذه اللائحة".
برغم ما ذكرت.. هل ترى المؤتمر فى دورته الأخيرة فشل أن يحقق نجاحًا؟
ما قامت به الأمانة العامة مقارنة بحجم التضييق والمشاكل التى واجهته، يعتبر نجاحًا، كما أن معايير النجاح تتوقف على عدة أمور منها عدد الفعاليات التى نُظمت على هامش المؤتمر وعدد الحضور، والمشاركات والأبحاث التى قدمت، والتى كانت فى معظمها جيد، تؤكد أن المؤتمر والأمانة نجحا فيما كان مطلوب تقديمه.