يبدو أن زيارة مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لمصر، والتى تأتى فى إطار جولة للمنطقة تسمر أربعة أيام يزور خلالها الأردن وإسرائيل، لم تمر بهدوء مثلما جاء تصريحات بنس للصحفيين بعد إنتهاء لقاءه الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس السبت.
الزيارة التى تم تأجيلها الشهر الماضى، حيث كان مقرر لها 19 ديسمبر الماضى، بسبب قرار ترامب الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، لم تفلت من الغضب والرفض العربى المستمر حيال هذا القرار المثير للجدل. وعلى الرغم من تأكيد بنس على الصداقة والشراكة الوثيقة التى تجمع القاهرة وواشنطن غير أن الرئيس السيسى لم يتوقف عن توجيه النقد لهذا القرار إذ كانت قضية السلام وتأسيس دولة فلسطينية على رأس القضايا التى جرى مناقشتها مع نائب الرئيس الأمريكى.
بنس يشعر بالإحباط
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن بنس، سرعان ما شعر بالإحباط، عقب هبوط طائرته فى الشرق الأسط، حيث كرر الرئيس السيسى إنتقاداته لقرار ترامب. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن بنس إستمع إلى السيسى الذى أكد مجددا رفضه لخطوة الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قائلا إنها من شأنها تعقيد إتفاق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتوقعت الصحيفة أن يسمع نائب ترامب نفس هذه الإنتقادات خلال زيارته للأردن حيث يلتقى الملك عبد الله الثانى. ويبدو أن نائب الرئيس الأمريكى لم يرغب فى تسريب ذلك الحرج للصحفيين حيث تحدث فى تصريحاته لهم بعد إنتهاء الزيارة بشكل دافئ وودود عن العلاقات القوية بين مصر والولايات المتحدة.
وقال إنه إختار زيارة مصر أولا خلال جولته للشرق الأوسط، بسبب أهمية العلاقات الأمريكية المصرية. وأشار فيها إلى أن العلاقات بين البلدين لم تكن فى أفضل حال حتى تولى الرئيس ترامب منصبه حيث أصبحت فى أقوى وقت لها خاصة أنهما يعملان معا لمكافحة الإرهاب فى المنطقة.
التصريحات الدافئة
وكذلك وصفت صحيفة واشنطن بوست التصريحات العامة بأنها دافئة وودية حيث لم يتم ذكر الخلافات بين البلدين. وقد وصف بنس، وهو المسئول الأمريكى الأعلى مستوى الذى يزور مصر منذ ما يقرب من عقد، اللقاء بأنه كان "مثمرا للغاية". وأشار إلى أنه أكد للرئيس السيسى إلتزام الولايات المتحدة الكامل بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين حيث شدد السيسى على "عملية السلام" بإعتبارها واحدة من أكثر القضايا أهمية فى مناقشاتهم، بحسب تقرير الأسوشيتدبرس.
وتعهد بنس والرئيس السيسى بتشكيل جبهة موحدة ضد الارهاب فى الشرق الاوسط. وتشير وكالة الأسوشيتدبرس، إلى أن الطرفين أكدا على الصداقة والشراكة بين بلادهم، مضيفة أن السيسى أقام تحالفا استراتيجيا وثيقا مع الإدارة الأمريكية، وحث نائب الرئيس الأمريكى على المشاركة بشكل أكبر فى محاربة الإرهاب فى المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة