وائل السمرى

سؤال لم أسأله للسيد الرئيس

الأحد، 21 يناير 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تابعت باهتمام بالغ وقائع مؤتمر «حكاية وطن» الذى نظمته رئاسة الجمهورية من أجل مكاشفة الرأى العام بما تم وبما سيتم على أرض مصر، وقد تلقيت دعوة مشكورة من رئاسة الجمهورية لحضور هذا المؤتمر وبالفعل حضرت إلى فعالياته المختلفة وقد كنت حريصا على حضور الجلسة الخاصة بمناقشة الاقتصاد والعدالة الاجتماعية، ووددت فى هذه الجلسة أن أقوم بمداخلة مع موضوعها لكنى للأسف لا أتمتع بموهبة اقتناص الميكروفون أو خطف الكلمة من سياق الحديث، لكن على أى حال هذه هى نص المداخلة التى كنت أنوى القيام بها، والتى أتعشم أن تلقى اهتماما من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أعلن أمس الأول عزمه على خوض انتخابات الرئاسة المصرية.
 
سيدى الرئيس أشكركم على إتاحة مثل هذه المناسبات المختلفة للتفاعل مع الرأى العام كما أشكركم على إثارة فكرة العدالة الاجتماعية التى ظن البعض أنها من الأوثان البالية، وفِى الحقيقة فإنى لن أتحدث هنا عن الوجوه المألوفة من وجوه العدالة الاجتماعية كالحق فى المأكل أو المأوى أو المسكن أو الحرية لكنى سأتحدث هنا عن الحق فى الثقافة للشعب المصرى، الحق فى معرفة الأطفال لتاريخهم، الحق فى صناعة وعى يعبر بِنَا إلى مستقبل خال من التطرّف والمغالاة، ولن أتطرق فى سؤالى هذا إلى هذا الانتقاد التقليدى للمؤسسة الثقافية والمتعلق بالتقصير فى حقوق سكان الأقاليم الثقافية لحساب سكان الحواضر، لكنى سأتحدث عن الظلم الذى تعانى منه الثقافة بوجه عام من بين برامج الدولة.
 
سيدى الرئيس، إذا نظرنا إلى ميزانية وزارة الثقافة سنجد أنها لا تتعدى المليارات الثلاثة ينفق أكثر من ثلاثة أرباعها على الأجور والمرتبات، ليتبقى فى النهاية أقل من 100 مليون جنيه مقسمة على أكثر من 100 مليون إنسان، فكيف ننفق على عقل شعب بأكمله أقل مما ننفقه على كوبرى؟
 
سيدى الرئيس، أنا أدرك تحديات الدولة جيدا، كما أدرك أهمية الإنفاق من أجل تحسين الخدمات العامة وتحديث البنية التحتية لمصر، كما أدرك أهمية الإنفاق العسكرى وحتميته بالنسبة لدولة تخوض حربا ضروسا بالنيابة عن العالم، لكنى فى ذات الوقت أتعشم أن تخرج الثقافة من تابوت التجميد هذا إلى أفق التحديث والانطلاق، فمن الضرورى أن نشيد الكوبرى الذى سيعبر عليه الناس من جهة إلى جهة، لكن من الحتمى أن نبنى الإنسان الذى سيعبر هذا الكوبرى لنصل به إلى المستقبل ويصل بنا إلى مصر المبتغاة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة