دندراوى الهوارى

لماذا أعلن سامى عنان ترشحه للرئاسة بعد منتصف الليل.. وسر خيانة «الفاتحة»؟!

الأحد، 21 يناير 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن انتصف ليل أمس الأول، الجمعة، ومع بزوغ صباح السبت، وبينما المصريون نيام، خرج علينا سامى عنان، المستشار السابق للمعزول محمد مرسى العياط، فى تسجيل صوتى، معلنا ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية 2018.
 
هذا التوقيت لا يمكن أن يكون اختياره بريئا، ولا يمكن أن يكون موجها للشعب المصرى، فالمصريون، خاصة فى جميع القرى والنجوع ومعظم المدن بالمحافظات المختلفة، ينامون مبكرا للغاية، فى التاسعة مساء، إذن الرسالة موجهة للخارج، وتحديدا أمريكا.
 
ويذكرنا أيضا برسائل الإخوان، عندما كانوا يعلنون عن قراراتهم فى نفس التوقيت ذاته، وأبرزها إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية 2012 بمرحلتيها الأولى وفى الإعادة، وقبل إعلانها رسميا بواسطة اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية حينذاك.
 
وبتفحص كلمة عنان المسجلة، التى تضمنت إعلانه خوض الانتخابات تكتشف أنها مليئة برسائل مداعبة الخارج بشكل عام، وأمريكا وقطر وتركيا، على وجه الخصوص، وتعيد للأذهان تاريخ 28 يناير 2011 عندما جلس مع جنرالات الولايات المتحدة الأمريكية، وإعلانه التخلى عن مبارك، ورفضه إبلاغ الرئيس الأسبق بما درا بينه وبين الجنرالات.
 
ويعزز هذا الرأى، أن من بين من قابلهم سامى عنان، من الجنرالات الأمريكيين فى 28 يناير 2011، كان الجنرال «جيمس ماتيس» الذى كان يشغل حينها رئاسة القيادة المركزية، ثم تقاعد، وعاد فى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ليحمل حقيبة وزارة الدفاع الأمريكية حاليا.
 
وفى عالم السياسة المتقلب تقلب شهر أمشير، لا يمكن استبعاد شىء، وإذا كان «عنان» تربطه علاقة بالجنرال جيمس ماتيس، منذ كان رئيسا للقيادة المركزية الأمريكية فى الفترة ما بين 2010 وحتى 2013، فيمكن له وهو يشغل الآن وزيرا لدفاع أمريكا، أن يكون على علم وصلة به، لذلك خرجت كلمة الأخير لإعلان ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية، الساعة الواحدة من صباح السبت، بينما المصريون نائمون، والأمريكان فى حالة يقظة!!
 
الأمر الثانى الذى يعزز أن ترشيح سامى عنان يأتى وفقا لخطة مرسومة بعناية، تم الترتيب لها فى الخارج، ما أعلنه من اسمين ليكونان عونا له، وهما المستشار هشام جنينة، والدكتور حازم حسنى، والجميع يعلم من هو هشام جنينة، وكيف وصل لمقعد رئاسة الجهاز المركزى للمحاسبات، كمكافأة «إخوانية» لدوره فى مساندة الجماعة بقوة.
 
أما الدكتور حازم حسنى، فهو يتدثر بعباءة المعارض الثورى، الذى أهان «عنان» على فيسبوك وفى مقالاته إبان فترة حكم المجلس العسكرى، كما أن له مواقف متشددة من النظام الحالى، لذلك كان اختياره ليس بهدف شعبيته الجارفة فى مصر، ولكن بهدف يرضى أمريكا والغرب، فعنان يعلنها رسميا أنه اختار نائبين يمثلان جناحين يرضى عنهما أمريكا والغرب، جناح الإخوان، وجناح ثوار ونشطاء يناير، مع العلم ووفقا للدستور الحالى، وما أكده أيضا أساتذة القانون الدستورى، ومنهم صلاح فوزى، أن إعلان تعيين نائبين للرئيس مخالف للدستور، وتحديدا المواد 139 وحتى المادة 162.
 
إذن، إعلان سامى عنان البالغ من العمر 70 عاما، ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية، لا يمكن الوقوف أمامه بشىء من الاستهانة، أو التقليل منه، والتعامل معه باعتباره ديكورا سياسيا، ولكن يجب التعامل معه باعتباره قرارا مدروسا بعناية فائقة، وما كان له أن يختار نوابا- بالمخالفة للدستور- أحدهما يمثل جماعة الإخوان الإرهابية، وهو هشام جنينة، والثانى يمثل كهنة يناير، إلا كونه مرشحا مفضلا لجماعة الإخوان، والفوضويين، وبمداعبة من أمريكا والغرب.
 
عنان مريض بشبق السلطة، ولديه استعداد لتقديم تنازلات، وعقد صفقات سيئة من أجل الوصول لأى منصب، والدليل أنه، وقبل ساعات قليلة من إعلان فوز محمد مرسى العياط بمقعد الرئاسة 2012، هرع لمقابلة مرسى، من خلف المجلس العسكرى، وقرأ الرجلان الفاتحة التى تعهد بعدها بأن يكون مخلصا لمرسى، ويقدم له كل فروض الولاء والطاعة الكاملة، والمعلومات المؤكدة حينها أوضحت أن «عنان» هو من طلب قراءة الفاتحة أمام مرسى، دون أن يطلبها الرئيس الإخوانى منه، وحينها أدرك جميع قيادات وأعضاء المجلس العسكرى الذى كان من بينهم حينذاك المشير حسين طنطاوى، واللواء عبدالفتاح السيسى، أن استمرار عنان فى المؤسسة العسكرية سيكون خطرا على المؤسسة برمتها، وهو ما يفسر أيضا قبوله بكل سهولة ويسر أن يتجرد من منصبه رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة، ويقبل منصب مستشار للمعزول.
 
أيضا، تاريخ سامى عنان، يكشف بوضوح أنه يلعب فى المضمون فقط، فعندما كان مستشارا للمعزول محمد مرسى، لم يعلن استقالته، إلا يوم 1 يوليو 2013 وبعدما تأكد من خروج الشعب المصرى فى 30 يونيو، وأن نظام الإخوان انتهى، كما أنه أعلن عن ترشحه رسميا لخوض الانتخابات الرئاسية 2018، بعد منتصف الليل، وعقب إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن قرار خوضه الانتخابات.
 
من هنا تأتى خطورة قرار ترشح سامى عنان، لا لكونه سينافس فى الانتخابات المقبلة من عدمه، ولكن تأسيسا على علاقاته وصفقاته الكارثية مع جماعة الإخوان الإرهابية، سواء فى السابق أو حاليا، وهو ما يعنى أنه سيعطى قبلة الحياة للتنظيم الإرهابى من جديد، وإعادتهم للمشهد السياسى، وهو ما يهدد كيان الدولة الوطنية بعنف.
 
علاوة على أن عنان يحمل كراهية وغيرة شديدة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، نظرا لكون السيسى شغل منصب رئيس المخابرات الحربية، ويعلم كل كبيرة وصغيرة عن كل فرد من أفراد القوات المسلحة، ومن ثم يعلم حقيقة سامى عنان تمام المعرفة!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة