انتشرت "الأنفلونزا الأسترالى" فى أمريكا وبريطانيا، وقال خبراء إنها خطيرة وتشبه الانفلونزا الإسبانية القاتلة التى أودت بحياة 50 مليون شخص فى عام 1918.
وحذر الصيدلى البريطانى "مارفين مونزو" من أن الأنفلونزا الأسترالى H3N2” يمكن أن تؤدى إلى مضاعفات قاتلة، مثل الالتهاب الرئوى الذى يؤدى بحياة مصابية.
ويأتى هذا الإدعاء بعد أيام من تحذير "مونرو" من الأنفلونزا الأسترالى التى بالفعل أشد من انفلونزا الخنازير التى أسفرت عن مقتل ما يقرب من 300 ألف شخص فى جميع أنحاء العالم فى عام 2009.
كما يأتى أيضا هذا التحذير مع استمرار انتشار الانفلونزا السريع فى جميع أنحاء المملكة المتحدة البريطانية، مع عدد القتلى المعروف الآن أن لا يقل عن 97 شخصا، ومن المتوقع المزيد من الوفيات فى الأسابيع المقبلة.
وتؤكد البيانات أن الأنفلونزا ستصبح وباء بحلول نهاية الشهر، حيث تتعرض المملكة المتحدة لعدد من السلالات القاتلة فى نفس الوقت، وفيروس "H3N2" هو الذى تسبب فى معظم الحالات، بعد أن هز أستراليا خلال فصل الشتاء الماضى، وأثار ثلاثة أضعاف العدد المتوقع من حالات الأنفلونزا.
وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، شكلت فيروسات الأنفلونزا (A (H3N2 وB معظم حالات الكشف عن الإنفلونزا فى جميع أنحاء العالم على الرغم من أن فيروسات الأنفلونزا ((H1N1 كانت سائدة فى بعض البلدان وفى غرب آسيا هناك مستويات مرتفعة من نشاط الأنفلونزا، وغالبا فى شرق آسيا ظل نشاط الأنفلونزا منخفضا فى معظم الدول باستثناء الصين، حيث استمر انتشار الأنفلونزا التى يطلق عليها اسم B/Yamagata.
وفى هذا السياق، قال الدكتور "طارق غيث"، أستاذ الحساسية والمناعة والامراض الصدرية بجامعة عين شمس، ومتخصص العلاج بالامصال واللقاحات، إن انفلونزا “H3N2” أو المعروفة عالمياً باسم " الانفلونزا الاسترالى" هى نوع متحور من الانفلونزا، ومن المعروف أن الانفلونزا تقتل كبار السن والاطفال، لكن هذا النوع يقاتل كل الفئات حتى الاشخاص ما بين 30 إلى 40 عاماً، وهذا ما يجعلها قوية وشرسة وخطيرة.
وأشار "غيث" إلى أن مصر خاليه من هذا النوع من الأنفلوانزا ونحن بصدد انتهاء الشتاء، لافتاً إلى أن التقدم الطبي يحمى من انتشار هذه الانفلونزا مثل انفلونزا الخنازير التى انتشرت فى جميع انحاء العالم عام 2009، مؤكداً على أن هذا يعنى أنه لن يحدث مثل هذا العدد من الوفيات، أو حتى العدوى مرة أخرى.
ما هى اعراض الانفلونزا الاسترالى وكيفية التفرقة بينها وبين العادية؟
وتشمل أعراض الأنفلونزا الأسترالى: التهاب الحلق والسعال، صداع الرأس، ارتفاع فى درجة حرارة الجسم، آلام بالعضلات، إعياء، سيلان الأنف والعطس.
وهناك علامة مختلفة تميز الأنفلونزا الأسترالى وهى أنها تبقى لأكثر من 7 أيام فى الجسم، ويمكن أن تسبب التهاب رئوى، حيث إن الأنفلونزا العادية تنتهى من تلقاء نفسها فى غضون 3 آلى 5 أيام.
وقالت الدكتورة "شريهان محمد رحيم" استشارى المناعة والحساسية بجامعة عين شمس، أن الانفلونزا الاسبانية هاجمت اكثر من ثلث سكان العالم بين 1918 و 1920، وفى غضون أشهر قليلة قتلت أكثر من 50 مليون شخص، وكانت أسرع من أى مرض آخر فى التاريخ.
كيفية الإصابة بالانفلونزا الاسترالى؟
وأوضحت "شريهان" أن الطريقة الأكثر شيوعا لالتقاط الفيروس هو اتصال شخص مع شخص آخر، عن طريق السعال والعطس، حيث يمكن للفيروس أن يعيش على اليدين لمدة 24 ساعة.
ويمكن للأشخاص المصابين بالأنفلونزا أيضا أن ينشروا على الآخرين لمسافة تصل إلى ستة أقدام، عن طريق تلوث الهواء بالفيروس عند سعالهم أو عطسهم أو حديثهم، ويتم استنشاقها مباشرة فى الرئتين.
لماذا "الانفلونزا الاسترالي" خطيرة للغاية؟
وأشارت "أستاذة المناعة" إلى أن كل فيروسات الأنفلونزا تغير البروتينات على سطحها للحماية من الجهاز المناعي للجسم، مما يجعلها أكثر فتكاً وتحوراً.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للخطر؟
كما هو الحال مع أي سلالة من الانفلونزا، فإن النساء الحوامل والأطفال الصغار وأولئك الذين تزيد أعمارهم على 65 يواجهون أعلى المخاطر.
كما يتعرض للخطر الذين يعانون من حالات طبية مثل السكري أو أمراض القلب والرئة والكلى أو الأمراض العصبية وأولئك الذين يعانون من ضعف في أجهزة المناعة، مثل مرضى العلاج الكيميائي.
كيف يمكنني منع الاصابة بالانفلونزا؟
وأوضح الدكتور "طارق غيث"، أستاذ الحساسية والمناعة والامراض الصدرية بجامعة عين شمس، أن طريقة الوقاية الأكثر فعالية هي التطعيم ضد الإنفلونزا.
إذا كنت معرضا للأنفلونزا بعد الحصول على اللقاح، فإن الجهاز المناعي سوف يتعرف على الفيروس وينتج على الفور الأجسام المضادة لمحاربته.
على الرغم من أنه من المستحيل الحماية التامة، قال "غيث" استاذ المناعة، إنه يمكن تقليل فرص اصطياد أو نشر الانفلونزا عن طريق الخطوات الآتية:
1- غسل اليدين كثيراً بالصابون والماء الدافئ خاصة بعد التسوق أو ركوب المواصلات.
2- استخدام المنديل مرة واحدة فقط عند السعال أو العطس، والتخلص منه لهم في أسرع وقت ممكن، بدلا من الاحتفاظ به في الجيب لعدم بقاء الجراثيم على قيد الحياة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة