من جديد يحاول الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إحياء حكم العثمانيين فى المنطقة عبر التدخل فى سيادة الدول سواء سياسيا أو عسكريا ولا سيما فى أحد أبرز دول الجوار التركى وهى دولة سوريا التى عانت من ويلات الحروب والصراعات المسلحة منذ ما يقرب من 7 سنوات.
رجب طيب أردوغان
مقتل 18 مدنيا سوريا بينهم نساء وأطفال وجرح 23 آخرين بسبب القصف الجوى والمدفعى الذى تشنه تركيا على مدينة عفرين شمال سوريا.
وأكد المتحدث الرسمى باسم قوات سوريا الديمقراطية، حورو كينو كبريئل فى بيان صحفى – حصل اليوم السابع على نسخة منه - اليوم الاثنين، أن القوات دمرت دبابتين للجيش التركى فى قرية كردو، وأصابت ناقلة جنود مدرعة من نوع BMB، بالإضافة إلى مقتل 40 جنديا تركيا ومن مرتزقة درع الفرات، وقرابة 300 جريح.
الجيش التركى يقصف عفرين
وأكد المتحدث باسم سوريا الديمقراطية مقتل 3 مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية دفاعا عن عفرين، كما تم قصف قرية خراب رشك - ديريك وتل حلف ورأس العين من قبل الجيش التركى.
بدوره قال عضو الهيئة التنفيذية فى حزب الاتحاد الديمقراطى السورى "PYD"، سيهانوك ديبو، أن تركيا لها مقاصد من محاولة احتلال مدينة عفرين شمال سوريا وهى تصدير أزماتها الداخلية والخارجية، مؤكدا أن أنقرة لها علاقات سلبية فى تاريخها الحديث والمعاصر مع دول الجوار التركى بما فيها إيران وجميع البلدان الأخرى.
تركيا تقصف شمال سوريا
وأكد سيهانوك ديبو فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، اليوم الاثنين، أن تركيا تستعين بمرتزقة فى عملياتها العسكرية شمال سوريا فى معركة تريد أنقرة منها فرض واقع جديد، موضحا أن تركيا تدخل شكل مواجهة مباشرة ضد عموم الشعب السورى فى عفرين وتقف ضد أى تحركات للوصول لحل للأزمة السورية.
سيهانوك ديبو
وأوضح أن تركيا صعدت من عملياتها العسكرية إلى درجة القصف بالطيران، مؤكدا أن القوات التركية شنت 300 غارة جوية على عفرين بدعم قوات تركية متواجدة فى سوريا منذ 14 أغسطس 2016 فى عدد من المدن السورية، مشددا على أن القوات التركية تقوم بغزو سوريا وترفع أعلام تركيا على المبانى والمدن السورية ولا سيما فى جرابلس والباب.
وأكد أن وحدات حماية الشعب والمرأة الكردية وقوات سوريا الديمقراطية تعد أهم شركاء التحالف الدولى ضد داعش، موضحا أن تلك القوات تتخذ من خيار ما وصفه بالمقاومة لإفشال محاولة تركيا احتلال سوريا، مشيرا إلى أن الجيش التركى نفذ مجازر ضد المدنيين السوريين فى شمال سوريا ما أدى لمقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين.
وأشاد "سيهانوك ديبو" بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية تنديدا بالعمليات العسكرية التركية شمال سوريا، مؤكدا أن التعليق المصرى هو الأول بين دول العالم رفضا للغزو التركى لسوريا، موضحا أن هذا الموقف يحسب لمصر التى تحاول منع تركيا من خلق فوضى فى المنطقة، مشددا على أن الموقف المصرى إيجابى ومسئول ويؤكد أن الشعب المصرى يحترم نفسه.
قوات سوريا الديمقراطية
وأوضح أن قوات سوريا الديمقراطية تحاول خلق علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة الأمريكية أو روسيا، مؤكدا أن تركيا لا يمكن أن تقدم على قصف عفرين إلا بموافقة روسية لقصف مدينة عفرين، مطالبا موسكو بتصويب أخطائها وإجبار تركيا على وقف قصفها لمدن الشمال السورى.
وبسؤاله حول إمكانية تراجع الأكراد عن الفيدرالية التى أعلنوا عنها فى السابق والعودة للمشاركة فى العملية السياسية، أكد سيهانوك ديبو أن الفيدرالية لم تكن شكلا من أشكال التقسيم وإنما تصب فى توزيع السلطات فى المركز والأطراف، داعيا البلدان العربية أن تتفهم إعلان الفيدرالية "باعتباره حل متقدم".
واتهم سيهانوك ديبو أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أكبر داعم للجماعات الإرهابية وتحديدا تنظيمات النصرة وداعش الإرهابية، مؤكدا أن الغزو التركى لمدينة عفرين فى شمال سوريا سيفشل ولن تحقق أنقرة أهدافها من غزو شمال سوريا.
ويعقد مجلس الأمن الدولى جلسة، اليوم الاثنين، لبحث تفاقم الأزمة الإنسانية فى سوريا عقب إطلاق تركيا حملة عسكرية لاستهداف القوات الكردية فى مدينة عفرين شمال البلاد.
وكان من المقرر أن يعقد مجلس الأمن جلسة من أجل الاستماع إلى تقرير لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك حول زيارته الأخيرة لسوريا.
ووفقا لوكالة "فرانس برس"، بناء على طلب فرنسا ستتناول مناقشات الجلسة المغلقة الحملة العسكرية التركية على عفرين.
وقال وزير الخارجية الفرنسى جان ايف لودريان، إن بلاده قلقة للغاية إزاء التدهور الخطير للأوضاع فى مناطق مضطربة كعفرين وإدلب.
أما واشنطن فقد دعت أنقرة إلى ممارسة ضبط النفس، وضمان أن تبقى عملياتها محدودة فى نطاقها ومدتها، ودقيقة فى أهدافها لتجنب سقوط ضحايا مدنيين.
وكشف وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس، أن تركيا أبلغت واشنطن مسبقا بالعملية العسكرية ضد المدينة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة