كنت أنوى اليوم استكمال الجزء الثانى من مقال الأمس عن أهم الرسائل التى وردت على لسان السيد رئيس الجمهورية فى مؤتمر «حكاية وطن»، والتى تستحق أن نتوقف عند المعانى العميقة لها، ولكنى لم أستطع أن أتجاهل الكتابة عن المشهد الإعلامى الحالى الذى لم يمر على مصر فى أحلك فتراتها ما هو أسوأ منه على الإطلاق، فللأسف منذ أن تسلل بليل فى السنوات الأخيرة إلى هذا المجال الخطير والمؤثر بعض الناس ممن لا يتمتعون بأى قدر من المعايير والمؤهلات والسمات الشخصية التى من المفترض أن تتوافر فى كل من يعمل فى هذا المجال، ونحن نرى نشازاً بغيضاً ومنفراً لا مثيل له، فأصبح رمى الناس بالباطل لديهم واتهامهم زوراً وبهتاناً بكل نقيصة أسهل بكثير جداً من الجهد الذى يمكن أن يبذلوه لتناول رشفة من المياه.
فمن كانوا يكيلون لهم عبارات المديح والثناء المطلق حتى وقت قريب- وهذا مسجل بالكتابة والصوت والصورة- أصبحوا فجأة خونة وعملاء وفاسدين ومتآمرين وفاقدين للأخلاق، هم وأسرهم وأصدقاؤهم وكل من يمكن أن يمت إليهم بأى صلة.
يا سادة إن اتهامات العمالة والخيانة وسوء الأخلاق والفساد... إلخ، مكانها القانونى- لو صحت- معروف للجميع.
نصيحتى المخلصة لكل من يمارس هذا السلوك الشاذ الذى ابتلينا به فى الفترة الأخيرة.. ابحث وتعلم مبادئ ومُثل وقيم شرف الخصومة، حتى لا يسقيك الله من نفس الكأس أنت وذويك فى يوم قد يكون أقرب كثيراً مما تظن، فما بين غمضة عين وانتباهتها.. يغير الله من حال إلى حال.
والله من وراء القصد.