تواصل قوات الجيش التركى غزوها للأراضى السورية لليوم الرابع على التوالى عقب الحملة العسكرية التى أطلقها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لتقليم أظافر القوات الكردية التى أعلنت عن إدارة ذاتية وفيدرالية شمال سوريا.
وشنت القوات التركية هجوماً عنيفاً بطائراتها المقاتلة والمدفعية الثقيلة على القرى الواقعة شمال سوريا، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات بينهم مدنيين وأطفال. فيما قال المتحدث الرسمى باسم وحدات حماية الشعب الكردية فى عفرين، بروسك حسكة، أن 24 جنديا من الجيش التركى قتلوا بسبب الاشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية شمال سوريا.
وأكد المتحدث الكردى فى بيان صحفى – حصل اليوم السابع على نسخة منه – اليوم، الثلاثاء، أن الاشتباكات بين القوات الكردية وقوات الجيش التركى مستمرة فى ناحية ارجو قرية عمرا، مشيرا لتدمير سيارة عسكرية تركية خلال تلك الاشتباكات الدائرة حتى اللحظة.
بدورهم ناشد المسئولين فى مستشفى آفرين الواقعة فى مدينة عفرين شمال سوريا، أهالى الإقليم بالتبرع بالدم بشكل عاجل نظرا لحاجة المصابين بسبب القصف التركى العنيف.
وأكدت وسائل إعلام كردية، اليوم الثلاثاء، سقوط قتلى وجرحى من المدنيين بسبب القصف التركى العنيف على عفرين
وشنت المقاتلات التركية قصفا وحشيا على مناطق عفرين وتركز القصف على مدينة جندريسة والقرى المحيطة بها وأسفر القصف عن إصابة ما لا يقل عن عشرون مدنيا بينهم أطفال ومقتل ثلاثة بينهم امرأة مسنة.
وتستمر الاشتباكات العنيفة فى جميع الجبهات مع الإرهابيين من جبهة النصرة وكتائب متشددة أخرى يدعمها أردوغان وقوات الجيش التركى وخاصة جبهتى بلبله وراجو.
وقالت مصادر صحفية كردية، أن العشرات من قتلى الجيش التركى والتنظيمات الإرهابية مازالت تنتشر فى نقاط التماس.
فيما أعلن إقليم الجزيرة فى سوريا النفير العام للدفاع عن مدينة عفرين وكرامتها والمساهمة بكل الأنشطة المتعلقة بذلك، مؤكدًا على أن مدينة عفرين ستنتصر كما انتصرت كوبانى وباقى المدن السورية، داعيًا مجلس الأمن الدولى باتخاذ قرار جدى وصارم يمنع الحكومة التركية من اعتدائها على مدينة عفرين ووقف القتل المتعمد بحق المدنيين العزل.
وقال إقليم الجزيرة للإدارة الذاتية الديمقراطية شمال سوريا، إن حكومة تركيا الفاشية المتمثلة بحزب العدالة والتنمية وعلى رأسها أردوغان، تحاول تحقيق أحلامها الاستعمارية القديمة فى سوريا منذ إندلاع الأزمة عام 2011، مشددًا على أن ما وصفته بـ"المشروع الديمقراطى" شمال سوريا بإعلان الإدارة الذاتية أغضب الأتراك.
وأكد الإقليم فى بيان صحفى، على أن تركيا تخشى من عدوى انتقال المشروع الكردى إلى أنقرة ما دفع الأخيرة إلى تخبط وطيش أعمى أفقدها بصيرتها فى سياستها، مشددًا على أن تركيا ستدفع ثمنًا باهظًا بسبب غزوها لمدينة عفرين بذرائع واهية ما يعد تهديدًا لكامل الأراضى السورية وشعوبها.
ووصف إقليم الجزيرة ما تقوم به تركيا بعدوان سافر وجريمة بحق الإنسانية لشعب آمن متمسك بأصالته ومتجذر بأرضه على مر التاريخ، مؤكدًا أن الممارسات التركية فى سوريا غير أخلاقية بتدخلها بالشأن الداخلى السورى منذ اندلاع الأزمة ما جعلها بوابة لاستقطاب الارهابيين من كل حدب وصوب وبصورة ممنهجة.
وأكد إقليم الجزيرة أن تركيا قامت بتحويل مخيمات ايواء اللاجئين لديها للضياع وهتك الأعراض، وفتحت باب الهجرة لأوربا لإفراغ الساحة فى سوريا ومنه أيضًا جندت ضعاف النفوس بأيدى حاقدة أطلقت على نفسها مسمى المعارضة وهى تدرى بأنها مأجورة.
واتهم إقليم الجزيرة تركيا بتنفيذ أجندة تحت مسميات مختلفة وتستخدمها أنقرة كمخلب القط وهى تعلم جيدًا بأنها لا تمثل الطيف السورى، مشيرًا إلى أن دول العالم تعترف بأن القوات الكردية دحرت الإرهاب مضيفًا: "نتربع على أرض صلبة رويناها بدماء الشهداء ولن نفرط بشبر منها ولن ترهبنا أى قوى غازية مهما بلغت قوتها وعتادها ما دمنا نتحزم بإرادة شعبنا ومن تبقى معه من الوطنيين الشرفاء الغيورين على حرية الوطن وكرامة الشعب."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة