أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى، وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، وهذا ما كشفه البحث الذى حمل عنوان «العلاقات الأمريكية الإسرائيلية فى فتره الرئيس السابق أوباما تجاه الشرق الأوسط 2009-2016»، وهو البحث الذى أعدته الباحثة أمينة محمد محمود خليل، المركز الديمقراطى العربى، وأشرفت عليه الدكتورة نورهان الشيخ، ونشره المركز الديمقراطى العربى فى قسم الدراسات العبرية والإسرائيلية، حيث تقول الباحثة، إن اليهود تمكنوا من السيطرة على العالم خاصة أمريكا بسبب قدرة اليهود على التنظيم وتكوين مجموعات ضغط: يهود الولايات المتحدة بشكل عام منظمون فى مؤسسات وهيئات نشطة وفعالة وتتعاون فى خدمة قضاياها الكبرى، خصوصاً فيما يتعلق بدعم إسرائيل، وفق أفضل وسائل الاتصال والضغط والإقناع، وضمن استيعاب كامل للعقلية الأمريكية وطرق التعامل معها. ولديهم مقولة: «أن تكون يهودياً، يعنى أن تنظم إلى جمعية يهودية»، حيث يوجد فى الولايات المتحدة حوالى 350 منظمة مرتبطة بالحركة الصهيونية أو موالية لها، ومن بين هذه المنظمات نحو 67 منظمة صهيونية سياسية تعمل مباشرة لصالح إسرائيل، فضلاً عن المنظمات الدينية والثقافية والاجتماعية، ومنظمات العلاقات العامة.
السيطرة اليهودية على وسائل الإعلام الأمريكية: تعد وسائل الإعلام عاملاً مهماً، خاصة فى أنظمة الحكم الديمقراطية، وتستفيد من ظروف الحريات الواسعة لتوجيه الرأى العام، وهى ذات تأثير مرعب على رجال الدولة والسياسيين الذين يسعون دائماً لاسترضائها.
فمثلاً: شبكات التلفزة الرئيسة المهمة فى الولايات المتحدة NBC وCBN وABC مملوكة ويديرها يهود، وأن الصحيفة الرائدة فى الولايات المتحدة «نيويورك تايمز» يملكها ويحررها يهود، وكذلك بالنسبة للصحيفة ذات النفوذ على الإدارات الأمريكية «الواشنطن بوست» يملكها يهود، كما يملكون ويديرون أكثر الصحف الأمريكية توزيعاً وانتشاراً، مثل وول ستريت جورنال، وهى عند الأمريكيين أهم المصادر الرئيسة للأنباء.
- الحضور العلمى والثقافى لليهود: إن أغلبية اليهود فى الولايات المتحدة جامعيون. وتذكر دراسة أعدها البروفيسور روبنشتاين أنه من بين كل 500 قيادى على مستوى الولايات المتحدة هناك 57 يهودياً. وتبلغ أعلى نسبة لهم فى وسط قادة الإعلام حيث تبلغ 25,8 %. ويضيف: إن 45 % من بين أبرز 172 شخصاً من كبار المثقفين والمفكرين على مستوى الولايات المتحدة هم من اليهود «أى 77 شخصاً».
وأن هذه النسبة تصل إلى 56 % وسط أبرز علماء الاجتماع، وإلى 61 % من العلماء فى العلوم الإنسانية. ويسهم هؤلاء بشكل قوى فى توجيه الثقافة والرأى العام ومناهج التربية والتدريس.
الصهيونية اليهودية: وقد تزايدت قوة اليمين المسيحى، والصهيونية غير اليهودية فى الحياة السياسية الأمريكية فى السنوات الأخيرة، ويرى أتباعها دعم إسرائيل واجباً دينياً وأخلاقياً يجب أن يؤدى مهما كلف الثمن. ويستفيد اليهود من كون 70 % من مسيحيى الولايات المتحدة هم من البروتستانت الذين يؤمنون بالعهد القديم «التوراة»، والذين يدعم الكثير منهم إنشاء الكيان الصهيونى وفق خلفيات دينية مرتبطة بقدوم المسيح، ووقوع معركة هرمجدون.. إلخ... وهم يقدرون بعشرات الملايين. وقد تمكن اللوبى الصهيونى من تحقيق نجاحين رئيسين هما الأول سياسى: إذ أصبحت السياسة الخارجية الأمريكية مؤيدة تماماً لإسرائيل.
والثانى اقتصادى: إذ تحصل إسرائيل على مساعدات أمريكية سنوية تقدر بحوالى ثلاثة مليار دولار، ونجح اللوبى فى عرض وجهة نظر إسرائيل دون سواها، كما استطاع إبعاد المشرعين الأمريكيين عن زيارة البلدان العربية.
انتقلت الباحثة إلى نقطة أخرى وهى العلاقات بين أمريكا وإسرائيل فى عهد الرئيس باراك أوباما قامت الدراسة بالتركيز على قد العلاقات بين الطرفين فى عهد الرئيس أوباما، وفى عام 2009 وقع الجانبان اتفاقين: أحدهما لتطوير منظومة صواريخ آرو، والثانى لتقوية آليات التعاون الثنائى فى محاربة ومواجهة تزويد «الجماعات الإرهابية» بالأسلحة، وفى 24 نوفمبر/تشرين الثانى 2010 وقع اتفاق تطوير وتحديث المنظومة الأمنية للطائرات المدنية.
وقد وافقت واشنطن فى نوفمبر/ 2013 على بيع ست طائرات من طراز «فى -22 أوسبرى» إلى إسرائيل، لتصبح بذلك أول حليف لواشنطن يحصل على هذه الطائرة. وقال وزير الدفاع الأمريكى وقتها تشاك هيغل إن الصفقة جاءت بغرض الحفاظ على «التفوق العسكرى النوعى» لإسرائيل فى المنطقة. وتجمع الطائرة «فى -22 أوسبرى» بين القدرة على الإقلاع والهبوط العمودى مثل المروحيات، وسرعة التحليق العالية التى تتميز بها الطائرات، ذات الأجنحة الثابتة.
وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية أكدت بداية فبراير 2015 توقيع عقد مع واشنطن لشراء 14 مقاتلة إضافية من الطائرة التى تعرف أيضا باسم «جوينت سترايك فايتر» من الولايات المتحدة مقابل ثلاثة مليارات دولار. وبحسب مصادر فى الكونغرس الأمريكى، فإن إسرائيل حاولت خلال تلك المفاوضات الحصول على مبلغ قياسى قدره خمسة مليارات كل عام، بدلا من ثلاثة فقط، وينتظر أن يبدأ الاتفاق الجديد عام 2017 بعد انتهاء الاتفاق عام 2016. فقد نشر مجلس الأمن القومى الأمريكى يوم أمس الأحد على موقعه الإلكترونى تقريرا يؤكد أن الدعم الأمريكى لإسرائيل فى عهد أوباما شهد انتعاشا غير مسبوق سواءً على صعيد اللقاءات المتواصلة مع قادة إسرائيل، أو من حيث حرص الولايات المتحدة على أن تظل إسرائيل تتلقى نصيب الأسد من المساعدات الأمريكية الخارجية.. «يتبع».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة