انتهى الإغلاق الحكومى الذى شهدته الولايات المتحدة على مدار ثلاثة أيام بعد توقيع الرئيس دونالد ترامب على اتفاق لتمويل الحكومة حتى الثامن من فبراير المقبل.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إنه على الرغم من أن هذه ليست المرة الأولى فى التاريخ الحديث التى يتم فيها وقف عمليات الحكومة والولايات، حيث حدث 19 إغلاقا حكوميا منذ عام 1976، إلا أن الاضطراب المؤقت سرعان ما أصبح علامة على مأزق أكثر استمرارية.
وتساءلت الصحيفة عن الأسباب التى تجعل الحكومة الأمريكية قادرة على الإغلاق فى حين أن دول أخرى لا يحدث بها هذا مهما كانت الخلافات الحزبية.
وأوضحت الصحيفة أنه فى تقليد سنوى، يفترض أن يمرر مجلسى الشيوخ والنواب 12 من مشروعات القانون المخصصات وتمويل الوكالات وتوجيه الإنفاق. ولأن الكونجرس يفشل عادة فى تمريرهم، فإن الميزانيات المؤقتة أصبحت أكثر تواترا فى السنوات الأخيرة. لكن لو فشلت كل المحاولات، تغلق الحكومة حتى يتم التوصل إلى اتفاق. ويظل مئات الآلاف من العاملين الفيدراليين فى منازلهم بينما تقوم الوكالات بوقف عملها إلى حد كبير.
لكن فى مناطق أخرى فى العالم، فإن الدساتير وأنظمة سياسية أخرى تمنع سيناريوهات تقارن بالمأزق الأمريكى، حتى لو كان للبرلمان فيها قول فى الميزانيات أيضا. إلا أن الخلاف هو أن أغلب الدول قد وضعت آليات محددة للهروب من المأزق الأمريكى حتى لا يدفع المواطنين ثمن الخلافات الحزبية.
وفى بعض الحكومات تكون ميزانية الحكومة أكثر ارتباطا بمصير الموجودين فى السلطة عما هو الحال بأمريكا، وهو ما ينتهى عادة وبشكل غير متوقع إلى المساعدة فى الوصول إلى توافق أو نتائج تسفر عن حل أكثر استمرارا.
وضربت الصحيفة مثالا باستراليا، حيث يجب أن يتم تمرير الميزانية وإلا سيتم إجبار الحكومة على الاستقالة ويتم حل البرلمان. وما يختلف فى استراليا والدول الأخرى هو العتبة التى يحتاجها المشرعون لتأكيد الإنفاق: أغلبية مطلقة بأكثر من 50% من كل أعضاء البرلمان، تكون كافية. وبالتالى فإن الفشل فى تمرير الميزانية عادة ما يحدث عندما تفقد الحكومة الدعم من حزبها أو من الأطراف التى تدعمها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة